ميتا تُحارب لإخفاء وجهها الحقيقي.. كتاب يكشف ما لا تريدك أن تعرفه عن خفاياها

3 د
أصدرت محكمة طارئة حكمًا يمنع سارة وين-ويليامز من الترويج لمذكراتها التي تكشف عن مزاعم تتعلق بسياسات ميتا الداخلية، بما في ذلك التحرش الجنسي ومحاولات الشركة دخول السوق الصينية.
تتهم ميتا المؤلفة بانتهاك اتفاقية عدم التشهير التي وقّعتها عند إنهاء خدمتها عام 2017، مشيرة إلى أن مزاعمها "قديمة وغير صحيحة".
أُمرت وين-ويليامز بالتوقف عن توزيع كتابها، وسحب التصريحات المنتقدة للشركة، بعدما اعتبر المحكم أن استمرارها قد يسبب ضررًا فوريًا لـ ميتا.
لم تحضر الكاتبة جلسة الاستماع التي عقدت لمناقشة القضية، في حين امتنعت دار Macmillan للنشر عن التعليق على الحكم.
في خطوة لافتة، تسعى شركة ميتا إلى منع الترويج لكتاب مذكرات جديد صدر عن موظفة سابقة، يتضمن مزاعم خطيرة تتعلق بالشركة، من بينها اتهامات بالتحرش الجنسي ضد رئيس السياسات فيها.
وأصدر محكم طارئ يوم الخميس قرارًا يحظر على سارة وين-ويليامز، الموظفة السابقة في فيسبوك، الترويج لكتابها الجديد "أناس غير مبالين" (Careless People)، الذي نشرته دار Flatiron Books التابعة لـ Macmillan Books.
اتهامات داخلية وضغوط سياسية
يستعرض الكتاب فترة عمل وين-ويليامز داخل فيسبوك بين عامي 2011 و2017، حيث صعدت إلى مناصب عليا في الشركة، مما أتاح لها التعامل مع شخصيات بارزة مثل الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرغ، والرئيسة التنفيذية السابقة شيريل ساندبرغ، ورئيس السياسات الحالي جويل كابلان. وتزعم الكاتبة أن كابلان أطلق تعليقات غير لائقة بحقها، مما دفعها إلى تقديم شكوى داخلية بتهمة التحرش الجنسي.
كما يسلط الكتاب الضوء على محاولات فيسبوك المتعددة لدخول السوق الصينية، والتي تضمنت تطوير أدوات رقابة على المحتوى استجابة لمتطلبات الحزب الشيوعي الصيني. وتقدمت الكاتبة بشكوى للمبلغين عن المخالفات إلى هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) في أبريل، مؤكدةً أن الشركة عمدت إلى تطوير هذه الأدوات لكسب موافقة السلطات الصينية.
معركة قانونية وتصعيد من ميتا
جاء قرار المحكم الطارئ بعد أن شاهد مقطعًا من مقابلة صوتية ظهرت فيها وين-ويليامز، حيث تحدثت عن الكتاب وادعت أن ميتا تحاول إسكاته. ووفقًا لنص القرار، فإن ميتا أقامت دعوى طارئة ضد المؤلفة، زاعمة أنها انتهكت اتفاقية عدم التشهير الواردة في اتفاقية إنهاء الخدمة التي وقّعتها في سبتمبر 2017.
وأشار القرار إلى أن "ميتا نجحت في إثبات وجود انتهاك لبنود الاتفاقية، وأن السماح بمواصلة الترويج للكتاب سيتسبب في ضرر فوري لا يمكن إصلاحه". بناءً على ذلك، أمر المحكم بمنع وين-ويليامز من مواصلة نشر أو توزيع الكتاب، وألزمها بالتراجع عن التصريحات السابقة التي تضمنت انتقادات للشركة أو مسؤوليها التنفيذيين في محاولة لإخفاء الوجه الحقيقي للشركة.
من جهتها، ردّت ميتا على الاتهامات عبر المتحدث باسمها آندي ستون، الذي نشر بيانًا على منصة Threads، قال فيه إن "القرار يؤكد أن كتاب سارة وين-ويليامز مليء بالادعاءات الكاذبة والمسيئة، ولم يكن ينبغي نشره على الإطلاق".
وأضاف ستون أن وين-ويليامز "أخفت عمدًا وجود هذا المشروع، متجاوزةً معايير مراجعة الحقائق المعتمدة في الصناعة، وسعت إلى طرحه في الأسواق بعد ثماني سنوات من إنهاء عملها بالشركة".
غياب المؤلفة وتجاهلها لجلسة الاستماع
وأشارت ميتا إلى أن المؤلفة لم تحضر جلسة الاستماع الهاتفية التي عقدها المحكم، على الرغم من إخطارها رسميًا. وقد ضمت الجلسة ممثلين قانونيين عن ميتا ودار Macmillan للنشر، لكنها غابت عن الجلسة دون تقديم مبررات.
حتى الآن، لم تصدر أي تعليقات رسمية من وين-ويليامز أو Flatiron Books أو Macmillan Books حول القرار القانوني.