بقميص استعمار المريخ… ماسك يشاهد حلم Starship يتهاوى للمرة الثالثة

لم تكن الأمور جيدة بالنسبة إلى شركة "سبيس إكس" التابعة للملياردير إيلون ماسك يوم الثلاثاء الفائت، إذ شهدت أحدث رحلات صاروخ "ستارشيب" انفجارًا دراميًا، في مشهد مألوف بات يتكرر للمرة الثالثة. الصاروخ العملاق البالغ طوله 120 مترًا أقلع بنجاح من القاعدة الخاصة به في ولاية تكساس الأمريكية، لكن بعد نصف ساعة فقط من الإطلاق، خرج عن السيطرة وانفجر قبل أن يصل إلى المحيط الهندي كما كان مخططًا.

وفقًا لشركة "سبيس إكس"، جاءت المشكلة نتيجة تسرب في خزانات الوقود نتج عنه انخفاض مفاجئ في الضغط، مما أدى إلى دوران الصاروخ حول نفسه بسرعة كبيرة إلى حين انفجاره أثناء محاولة العودة إلى الأرض. وفضلت الشركة استخدام تعبير "تفكك سريع غير مخطط" لوصف الحادث، وهو مصطلح بات مألوفًا في بياناتها مؤخرًا.

وتأتي هذه الحادثة ضمن سلسلة إخفاقات متتالية يواجهها برنامج "ستارشيب" منذ بداية هذا العام، حيث سبق لها أن تعرضت لمشكلتين مماثلتين خلال يناير ومارس الماضيين، ورغم ذلك، تصر الشركة على أن هذه التجارب ضرورية لتطوير النظام الفضائي الذي تقول إنه سيُحدِث ثورة في مجال السفر الفضائي ونقل البشر إلى الكواكب الأخرى.

ومن جانبه، علَّق إيلون ماسك على الحادث عبر منصته X قائلًا: "على الرغم من تفكك الصاروخ خلال رحلة العودة، نجحنا هذه المرة في الوصول إلى المرحلة المخطط لها لإيقاف المحرك، وهو تقدم ملحوظ مقارنة بمحاولاتنا السابقة. كما أننا لم نخسر عددًا كبيرًا من البلاطات الواقية للحرارة أثناء الصعود". وتعهد الرجل الأكثر ثراءً في العالم بمواصلة تسيير رحلات الاختبار، بوتيرة قد تصل إلى رحلة كل 3 أو 4 أسابيع خلال الفترة المقبلة.

وأكدت إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية (FAA) أنها تتابع تفاصيل الحادث عن كثب، مشيرة إلى تعاونها مع سبيس إكس في التحقيق حول أسباب "الخلل"، كما أفادت بعدم وقوع أضرار بشرية أو مادية على الممتلكات العامة بسبب هذه الحادثة.

لكن حادثة انفجار "ستارشيب" هذه، تأتي وسط موجة من التحديات والمشكلات الأخرى التي يواجهها ماسك مؤخرًا، فقد شهدت شركة "تسلا" خسائر ملحوظة في مبيعاتها بأوروبا بنسبة 49% الشهر الماضي، كما تشير تقارير إلى تراجع شعبيته بشكل واضح، بسبب مواقفه وقراراته المثيرة للجدل.

ورغم هذه الإخفاقات، يبقى ماسك وسبيس إكس ملتزمين بهدفهم الأساسي: جعل السفر الفضائي في متناول الجميع والوصول بالبشر إلى كواكب أخرى، ويرى مراقبون أنه من الممكن تخفيف حدة الانتقادات وتعزيز الثقة عبر توضيح الجهود التي تقوم بها الشركة بشكل أفضل للجمهور. كما يُنصح باختيار توصيف أدق وصريح للمشكلات التقنية بدلًا من استخدام عبارات مُبسطة وإضافات تجنح نحو الغموض كالتي ترددت في بيان الشركة بعد الحوادث الأخيرة، وذلك لبناء مزيد من الشفافية والمصداقية بشكل مستدام مع المتابعين والرأي العام.