ترامب يُمدّد مهلة حظر تيك توك… والصفقة لم تُحسَم بعد

3 د
مدّد الرئيس ترامب مهلة حظر تيك توك لمدة 75 يوماً لإتاحة الفرصة أمام استكمال صفقة محتملة.
تقدمت مجموعة من المستثمرين الأميركيين بعرض لشراء التطبيق، أبرزهم Oracle وBlackstone وAndreessen Horowitz.
لم توافق الحكومة الصينية حتى الآن على أي صفقة، وشركة ByteDance لم تُظهر استعداداً للبيع.
تصاعد التوتر التجاري بين الصين والولايات المتحدة مجدداً بعد فرض رسوم جمركية متبادلة بنسبة 34%.
في خطوة مفاجئة قبيل سريان الحظر الرسمي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة تمديد مهلة حظر تطبيق "تيك توك" لمدة 75 يوماً إضافياً، وذلك لإتاحة مزيد من الوقت لإتمام صفقة يُفترض أن تنقذ التطبيق من الحجب الكامل داخل الولايات المتحدة.
إعلان التمديد في اللحظات الأخيرة
ترامب نشر الإعلان عبر منصته "تروث سوشال"، موضحاً أنه وقّع أمراً تنفيذياً جديداً يسمح باستمرار عمل التطبيق مؤقتاً، قائلاً:
"لقد عملت إدارتي بجد على التوصل إلى صفقة لإنقاذ تيك توك، وحققنا تقدماً كبيراً. لكن ما زال هناك بعض الإجراءات الإدارية التي تتطلب الموافقات، لذا وقّعت أمراً تنفيذياً لإبقاء التطبيق متاحاً لمدة 75 يوماً إضافياً".
هذا التمديد هو الثاني منذ تسلمه المنصب، إذ كان الرئيس قد منح بالفعل مهلة مماثلة في يومه الأول من ولايته، بعد أن كانت المهلة الأصلية – وفقاً لقانون وُقّع في عهد الرئيس السابق جو بايدن – تنتهي في 19 يناير الماضي، وهو ما أتاح الفرصة لبدء مفاوضات جديدة حول مستقبل التطبيق في السوق الأمريكية.
تيك توك يعود إلى المتاجر بعد إزالته مؤقتاً
قبل صدور الأمر التنفيذي، جرى بالفعل حجب مؤقت لتطبيق "تيك توك"، حيث أُزيل من متاجر آبل وغوغل، ما أثار موجة غضب واسعة بين المستخدمين. إلا أن التطبيق عاد لاحقاً للعمل بعد إصدار قرار التمديد.
تحالفات استثمارية أمريكية تتقدم بصفقات استحواذ
بحسب ما نقلته "بلومبيرغ"، استعرض ترامب مؤخراً مقترحاً من مجموعة من المستثمرين الأمريكيين تضم كبرى الشركات مثل "وراكل وبلاكستون وأندريسن هورويتز، ويُنظر إلى هذا العرض باعتباره الأكثر احتمالاً للفوز بالصفقة.
في الوقت نفسه، أبدت جهات أخرى اهتمامها بشراء الحصة الأميركية من تيك توك، من بينها: أمازون وبيربلكسيتي، تحالف الملياردير فرانك ماكورت المسمى "بروجكت ليبرتي"، وول مارت، أب لوفن، وغيرها من الشركات.
الموقف الصيني لا يزال عقبة أساسية
ورغم هذا الحراك النشط، يبقى العامل الصيني حاسماً في مصير الصفقة. فالحكومة الصينية يجب أن توافق على أي عملية بيع لشركة "بايت دانس" المالكة لـ"تيك توك"، وهي لم تُبدِ أي مؤشر إيجابي حتى الآن.
كما أن "بايت دانس" نفسها لم تعلن رسمياً عن رغبتها في بيع التطبيق أو تقليص حصتها فيه، رغم ما تفرضه القوانين الأميركية الجديدة، التي تعتبر أن استمرار ملكية الشركة الصينية للتطبيق يشكّل تهديداً للأمن القومي الأميركي.
التصعيد التجاري يُلقي بظلاله على المفاوضات
تأتي هذه التطورات بعد أيام فقط من إعلان ترامب فرض رسوم جمركية شاملة على الواردات الصينية بنسبة 34%، في إطار سياسة تجارية وصفها بـ"المعاملة بالمثل"، والتي تهدف – بحسب تعبيره – لتحقيق توازن عادل في العلاقة بين القوتين الاقتصاديتين.
وفي منشوره، قال ترامب:
"نأمل في مواصلة العمل بنيّة حسنة مع الصين، رغم أنهم غير سعداء بتعريفاتنا المتبادلة. هذا يؤكد أن التعريفات الجمركية هي أقوى أدواتنا الاقتصادية، ومهمة جداً لأمننا القومي. لا نريد أن ينطفئ تيك توك. نتطلع إلى التعاون مع الصين لإتمام الصفقة".
لكن الرد الصيني لم يتأخر، إذ أعلنت بكين أنها سترد بالمثل بفرض تعريفة جمركية قدرها 34% على جميع المنتجات الأميركية المستوردة، ما يُنذر بتصعيد تجاري جديد قد يُعقّد مفاوضات "تيك توك" أكثر.
هل تنقذ الصفقة تيك توك من مصيره؟
في ظل هذا المشهد المعقد، تبقى مصير "تيك توك" في السوق الأمريكية معلقاً على خيط رفيع. فبين ضغط سياسي متزايد من البيت الأبيض، وشروط صينية صارمة، وتنافس محموم بين شركات التكنولوجيا الكبرى، يبدو أن "تيك توك" بات رقماً مركزياً في المعادلة الاقتصادية والسياسية بين بكين وواشنطن.
الأسابيع الـ75 المقبلة ستكون حاسمة، إما لإتمام الصفقة وإنقاذ التطبيق، أو لمواجهة مرحلة جديدة من التصعيد الرقمي بين القوتين العالميتين.