جوجل تمهّد لدمج ChromeOS مع أندرويد في 2025 لتعزيز قدرات الذكاء الاصطناعي على الشاشات الكبيرة

2 د
جوجل تخطط لدمج ChromeOS وAndroid في 2025 لتحسين قدرات الذكاء الاصطناعي.
تسعى للتكامل بين الأجهزة بفضل نجاح المساعد الذكي Gemini.
تهدف لتحسين استخدام كروم بوك دون إلغاء هويته.
ترغب في بنية تقنية موحدة لدعم تطبيقات الذكاء الاصطناعي عبر المنصات.
الخطوة قد تضيف قيمة كبيرة لسوق Chromebook وتخلق تجربة جديدة للمستخدمين.
قبل سنوات قليلة، كان من الصعب تخيل أن أجهزة الحواسيب المحمولة والهواتف الذكية يمكن أن تتقارب لدرجة الانصهار في نظام واحد. لكن جوجل أعلنت بوضوح أنها تخطط لخطوة كبيرة في هذا الاتجاه، حيث ستدمج بين ChromeOS وأندرويد ابتداءً من العام المقبل، في محاولة لخلق منظومة أكثر سلاسة وذكاء عبر مختلف الأجهزة.
من نجاح الهواتف إلى غزو الحواسيب
الدفعة الأولى نحو هذا التحول جاءت بفضل نجاح Gemini، المساعد الذكي الذي أصبح التطبيق المجاني الأكثر تحميلًا على متجر آبل الشهر الماضي، متفوقًا على تطبيقات ترفيه كبرى. في الواقع، بات الذكاء الاصطناعي محوريًا في تحديثات أندرويد الأخيرة، لدرجة أنه صار مدمجًا في بنية النظام البيئية نفسها.
وهذا يفتح الباب للتساؤل: لماذا لا يتم نقل التجربة ذاتها إلى حواسيب كروم بوك التي لا تزال تعمل بواجهة مستقلة لكنها محدودة مقارنة بما يقدمه أندرويد؟
دمج لا يقتل ChromeOS بل يطوّره
رغم هذه الخطط، طمأنت جوجل مستخدميها بأن كروم بوك لن يفقد هويته. فالشركة لا تنوي إلغاء ChromeOS بل ستعتمد على أندرويد كقاعدة تقنية جديدة لتشغيله. رئيس قسم أندرويد سمير سمت أوضح أن الهدف هو جعل المساعد الافتراضي والتطبيقات تعمل بسلاسة عبر الهاتف، التابلت، والكمبيوتر المحمول.
وهذا يعني أن المستخدم قد يبدأ مهمة على هاتفه ثم يكملها على جهاز كروم بوك دون عوائق، في تجربة أقرب ما تكون إلى البيئة التي بنتها آبل بين آيفون وماك.
بنية تقنية موحدة للذكاء الاصطناعي
جمع الأنظمة لا يتوقف عند حدود الشكل الخارجي، بل يمتد إلى البنية العميقة. فقد كشف ريك أوسترلوه، نائب الرئيس الأول للأجهزة والخدمات في جوجل، أن الشركة تطور أساسًا تقنيًا واحدًا لكل العتاديات، سواء الهواتف أو الحواسيب المكتبية أو المحمولة. الهدف من ذلك هو تمكين نماذج Gemini، والمجتمع المطور للتطبيقات، من العمل بلا حدود بين المنصات.
وهذا يربط بين رؤية جوجل الجديدة للذكاء الاصطناعي واندماج البرمجيات في بيئة موحدة، ما يمهّد لمرحلة تتجاوز مجرد التكامل إلى تداخل كامل.
ماذا ينتظرنا؟
يتوقع مراقبون أن تضيف هذه الخطوة قيمة كبيرة لسوق Chromebook، خصوصًا مع سهولة التكامل بين الهاتف والحاسوب في آن واحد. كما أن جوجل تراهن على استنساخ نجاحها في سوق الهواتف الذكية على أجهزة الشاشة الكبيرة، لتمنح المستخدمين تجربة متكاملة.
في النهاية، ما تعد به جوجل ليس نظامًا جديدًا بقدر ما هو تجربة جديدة: ذكية، موحدة، وسهلة الانتقال بين الأجهزة. إذا تحقق ذلك، فقد نشهد بداية عصر حقيقي للذكاء الاصطناعي على الشاشات الكبيرة، يعيد رسم حدود المنافسة مع آبل ومايكروسوفت.