مايكروسوفت تمنحك فرصة ذهبية: دعم وتحديثات مجانية لعام إضافي

هل أنت من مستخدمي ويندوز 10 وتشعر بالقلق مع اقتراب نهاية دعمه الرسمي من مايكروسوفت؟ ربما تحمل لك الأيام القادمة خبرًا سارًا؛ إذ أعلنت شركة البرمجيات العملاقة عن خطوة مفاجئة تمنح ملايين المستخدمين فرصة تمديد الحماية على أجهزتهم لمدة أطول، وبدون مقابل في غالبية الحالات. هذا العرض قد يكون المنقذ الذي ينتظره كل من يفكر في استدامة جهازه القديم بدلاً من الاندفاع نحو الترقية.

شهدت الأشهر الأخيرة فوضى كبيرة إثر تحديثات ويندوز الأخيرة، حيث واجه مستخدمون تعطّلاً في التثبيت، وظهور إصلاحات عاجلة، وحتى اختفاء بعض ملفات الأقراص الصلبة SSD بشكل غير متوقع، ما أضعف ثقة كثيرين بالتحديثات الدورية. في محاولة لتهدئة الأجواء المتوترة، قررت مايكروسوفت اتخاذ خطوة جريئة من خلال منح جميع مستخدمي ويندوز 10 عرضًا استثنائيًا: تمديد دعم التحديثات الأمنية لمدة 12 شهرًا مجانًا أو بمقابل رمزي – حسب الفئة. وهذه الخطوة تعطي أكثر من 700 مليون مستخدم حول العالم متنفسًا للاحتفاظ بأنظمتهم آمنة لفترة أطول. وهذا يعكس التغييرات السريعة في سوق أنظمة التشغيل وكيف أن صراعات المستخدمين مع التحديثات التقنية قد تدفع الشركات لاتخاذ قرارات غير متوقعة.

للاستفادة من هذا العرض، يجب عليك ببساطة النقر على زر "الاشتراك" (Enroll) الذي سيظهر في لوحة تحديثات ويندوز 10. لكن يجدر الانتباه إلى أن ظهور هذا الخيار لم يصل لجميع المستخدمين دفعة واحدة؛ إذ تطرحه مايكروسوفت بشكل تدريجي على مراحل يُطلق عليها "موجات" التوزيع. ورغم أن بعض المستخدمين قد لا يعثرون فورًا على الزر في الوقت الحالي، أكدت الشركة أن الجميع سيحصل على فرصة التسجيل قبل حلول الموعد النهائي المهم: 13 أكتوبر القادم. هذا التاريخ يأتي تمامًا قبل يوم من الموعد الرسمي لإيقاف دعم ويندوز 10 في 14 أكتوبر، ما يجعل من الضروري مراقبة التحديثات والاستعداد للاشتراك في أقرب وقت.

إذاً، من الضروري تحديث جهازك أولاً بأول والتحقق من توافر خيار الاشتراك، ثم المسارعة لتأكيد حصولك على التمديد الأمني (ESU) بمجرد توفره. عدم القيام بهذا الإجراء قد يجعلك من بين أولئك الذين يفقدون التسوية المجانية وينتقلون إلى وضع أكثر عرضة للخطر في عالم الهجمات الإلكترونية والمتغيرات الأمنية. هذا الترابط بين أهمية التحديثات وحماية المستخدمين يسلّط الضوء على معركة يومية تخوضها الشركات التقنية لتأمين بياناتنا الرقمية.

هذا القرار جاء أيضًا بعد ملاحظات بأن وتيرة الترقيات إلى ويندوز 11 قد بطأت فجأة، بل بدأ كثير من المستخدمين يعودون إلى ويندوز 10 رغم التشجيعات المطروحة للترقية. الأرقام الحديثة من "ستاتكاونتر" تظهر ارتفاعًا جديدًا في حصة ويندوز 10 بالسوق، مما يؤكد أن شريحة ضخمة من المستخدمين إما لا تستطيع الترقية لأسباب فنية، أو لا ترغب في ذلك لأسباب تخص الأداء أو الاستقرار أو حتى التعود على التقنيات القديمة.

وهذا التصاعد يؤثر بلا شك في خطط مايكروسوفت للمستقبل ويجعلها تكثف ابتكاراتها لجذب قاعدة مستخدميها الضخمة نحو أحدث أنظمتها التشغيلية، وهو ما نراه يتقاطع بوضوح مع حملات التحديث الأخيرة ومحاولة كسب ولاء المستخدم لأطول فترة.

أما عن المستخدمين الذين لن يسارعوا إلى تأكيد تمديد الحماية، فقد أعلنت مايكروسوفت بوضوح أن آخر تحديث رسمي لويندوز 10 سيكون في أكتوبر المقبل. وبعد ذلك، يصبح الجهاز عرضة لأي مخاطر، ما يجعل التحرك بسرعة حاسمًا للحفاظ على سلامة البيانات والأداء.

تكتمل صورة المشهد الرقمي عندما ندرك أن هذه القرارات ليست مجرد تحركات تقنية بل ترتبط كذلك بثقة المستخدم وسلوكه تجاه المنتجات البرمجية. ويعكس هذا التفاعل الديناميكي بين الشركة وملايين المستخدمين أهمية إيجاد حلول وسط توازن بين الابتكار من جهة، ورغبات المستخدمين واحتياجاتهم الواقعية من جهة أخرى.

في النهاية، تظل نصيحتنا لكل مستخدم أن يتابع لوحة التحديثات باستمرار، وينتهز فرصة الحصول على تمديد الدعم الأمني بدون إبطاء. العالم الرقمي لا ينتظر أحدًا، ومن يركن للراحة قد يتفاجأ يوماً بانكشاف نظام تشغيله القديم أمام التهديدات المتجددة. فالمرونة في مواكبة الجديد، مع قليل من الحذر، هي سر العبور الآمن في عالم التقنية سريع التحول.