صاحب الطموحات الخارقة يعترف بالعجز؟ ماسك يبوح: “لقد تجاوزتُ قدراتي”

3 د
تُشير التقارير إلى احتمال مغادرة إيلون ماسك لإدارة ترامب بسبب الإرهاق السياسي.
خفض ماسك في البداية الميزانية الفيدرالية بـ2 تريليون دولار، لكن تراجع لاحقًا عن هذا التعهد.
تشير تسريبات لتوترات بين ماسك وترامب، رغم نفي البيت الأبيض للشائعات.
تجنّب جاريد إيزاكمان الربط القوي مع ماسك، مؤكدًا التزامه بناسا.
أصر ماسك أن الانتقادات موجهة من اليسار، متجاهلًا المشكلات داخل البيت الأبيض.
كثُرت الأحاديث في الآونة الأخيرة حول مستقبل الملياردير الأمريكي الشهير إيلون ماسك داخل الإدارة الأمريكية التي يقودها الرئيس دونالد ترامب، فبينما ما يقوله ماسك أمام الكاميرات والإعلام يبدو متماسكًا ومتفائلًا، فإن ما يُقال في الكواليس يبدو مختلفًا تمامًا.
وكشف تقرير خاص نشرته صحيفة "واشنطن بوست" نقلاً عن مصدر مطلع رفض الكشف عن اسمه لحساسية الأمر، أن ماسك يخطط جديًا لمغادرة إدارة ترامب قريبًا. والسبب في ذلك، بحسب المصدر، يعود إلى شعور ماسك بالإرهاق والتعب من الهجمات المتلاحقة التي يتعرض لها من التيارات السياسية اليسارية.
ماسك والإدارة الأمريكية.. هل هي النهاية؟
ماسك، الذي عُيّن كرئيس لما أُطلق عليه "إدارة تحسين كفاءة الحكومة" (DOGE)، أكد داخليًا لمقربين منه أنه مقتنع تمامًا بأن الإدارة التي يقودها ستستكمل أدوارها بعد رحيله دون أن تتأثر بالمغادرة، خصوصًا في جهودها الرامية إلى إعادة هيكلة وتقليص المؤسسات الفيدرالية.
لكن السؤال المهم هنا: هل كلام ماسك هذا يعكس الواقع؟ مسؤول بارز في البيت الأبيض، رفض ذكر اسمه كذلك، أكد للصحيفة أن منجزات DOGE تتحدث عن نفسها بحجمها الاستثنائي والإنجازات التي حققتها. لكن الحقائق تقول شيئًا مختلفًا؛ فبينما تعهد ماسك في البداية بتخفيض الميزانية الفيدرالية بقيمة تصل إلى 2 تريليون دولار، تراجع لاحقًا بشكل كبير، وحدّد مبلغًا أقل بكثير: حوالي 150 مليار دولار فقط، وهو فرق هائل أفقد التعهد الأولي قيمته ومعناه.
خلافات خفية داخل البيت الأبيض
ومع تصاعد هذا الجدل، بدأت تتوالى التسريبات والتصريحات التي تشير إلى أن مسؤولين داخل إدارة ترامب نفسها يشعرون بأن ماسك ليس الشخص الأنسب لهذا الدور المثير للجدل.
ونشرت مجلة "بوليتيكو" خلال الفترة الماضية تقارير تفيد بأن الرئيس ترامب شكى في جلسات مغلقة من ماسك، مع تسريبات إعلامية متكررة تشير لقرب رحيله. رغم أن البيت الأبيض نفى هذه المزاعم ووصفها "بالشائعات الصحفية"، إلا أن تواتر هذه الأخبار يدفع بكثيرين إلى طرح تساؤلات حول مستقبل العلاقة بين الاثنين.
وفي تصريح صادم وغير مسبوق، وصف مسؤول كبير آخر في البيت الأبيض ماسك بأنه "واحد من أكثر الأشخاص إزعاجًا" الذين تعامل معهم على مدار تواجده في منصبه الرسمي، وقال في حديث له مع مجلة "رولينغ ستون" مؤخرًا: "الحوار مع ماسك أشبه بسماع صوت مزعج يشبه احتكاك المسامير الصدئة على سطح سبورة، حقًا هو شخص مرهق إلى أبعد الحدود".
حلفاء سابقون.. مواقف متناقضة
أحد المؤشرات الأخرى الدالة على المشاكل التي يواجهها ماسك ظهرت من خلال جلسة الاستماع في الكونغرس لجاريد إيزاكمان، الذي رشحه ترامب لرئاسة وكالة ناسا. فعندما وُجّه سؤال له عن علاقته بماسك، خصوصًا وأن ماسك كان قد وفر له رحلات للفضاء عبر شركته سبيس إكس، حرص إيزاكمان على النأي بنفسه عن الارتباط بأي شخصيات أخرى، وقال منتقيًا كلماته بعناية شديدة: "أود أن أوضح أن التزامي الأول والوحيد هو تجاه هذا الوطن ووكالة ناسا ومهمتها الاستثنائية. سبيس إكس هي مجرد مقاول يعمل لنا ولسنا نحن من نعمل عندهم".
نظرة واقعية أم تهرب من المسؤولية؟
وسط كل هذه الأحداث والتصريحات المختلفة أصر ماسك علنًا على أن الانتقادات تأتي فقط من الجماعات اليسارية التي تهاجمه باستمرار، متجاهلًا على ما يبدو حقيقة أن البيت الأبيض نفسه ربما يكون مصدرًا للكثير من الجدل والمشاكل التي أدت إلى وضعه الحالي.
الواضح حتى اللحظة أن ما يقوله ماسك في الغرف المغلقة بعيدٌ تمامًا عن الحرص في خطاباته الإعلامية وتصريحاته العلنية. ويبقى السؤال: هل اقتربت نهاية تجربة ماسك السياسية القصيرة؟ وأين سيكون موقعه في المستقبل القريب؟