ذكاء اصطناعي

ماسك يضغط وترامب يُصرّ: خلاف حاد تحت السطح… هل يتحول الأصدقاء إلى خصوم؟

ماسك يضغط وترامب يُصرّ: خلاف حاد تحت السطح... هل يتحول الأصدقاء إلى خصوم؟
مجد الشيخ
مجد الشيخ

4 د

فرض ترامب رسوم جمركية جديدة تسببت في تقلبات الأسواق العالمية وردت الصين بفرض تعريفات مضادة مما زاد حدة التوتر التجاري.

حاول إيلون ماسك إقناع ترامب بالتراجع عن قراراته لكنه فشل.

خسائر ضخمة للشركات قامت بمحو تريليونات من قيمتها السوقية.

دفعت التوترات الكونغرس لتحقيق في تضارب مصالح ماسك الحكومي.

في الآونة الأخيرة، باتت الأسواق العالمية تواجه حالة من التقلبات العنيفة، والسبب هذه المرة ليس سوى قرارات مفاجئة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض موجة جديدة ومثيرة للجدل من الرسوم الجمركية الاستثنائية ضد عدد كبير من الدول، خاصة الصين وحلفاء تقليديين مثل الاتحاد الأوروبي.

تحركات ترامب الأخيرة بدأت عندما أعلن عن فرض رسوم جمركية غير مسبوقة على الصين بنسبة تصل إلى 104%، قبل أن يرفع هذه النسبة في قرار لاحق إلى 125%، مسببًا اضطرابًا واسع النطاق في الأسواق العالمية. هذه القرارات أثارت رد فعل سريع وحاد من الصين، حيث أعلنت بكين عن فرض تعريفات جمركية مضادة وصلت إلى 84% على وارداتها من الولايات المتحدة، كخطوة انتقامية، مما عمّق من حدة التوتر التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم.


محاولات إيلون ماسك لتهدئة العاصفة

وفي وسط هذه العاصفة السوقية، كُشف مؤخرًا عن محاولات حثيثة قام بها الملياردير الأمريكي إيلون ماسك مؤسس تسلا وسبيس إكس ومالك شبكة "X" (تويتر سابقًا)، والملقب بأغنى رجل في العالم، من أجل إقناع ترامب بالتراجع عن قراراته أو التخفيف من حدتها.

وبالرغم من العلاقات الوثيقة بين ترامب وماسك، إلا أن محاولات إيلون ماسك باءت بالفشل. وذكرت تقارير صحفية أمريكية أن ماسك تواصل مع ترامب مرات متعددة نهاية الأسبوع، في محاولة أخيرة لتغيير قراراته، إلا أن ترامب مضى قدمًا في طريقه دون أي مؤشرات تدل على استجابته للنصائح.


تداعيات اقتصادية قاسية

لم تستثنِ هذه القرارات رجال أعمال كبار من خسائر اقتصادية هائلة. إذ أن موجة الهبوط التي اجتاحت الأسواق العالمية بعد إعلان الرسوم قد أدّت لمحو تريليونات الدولارات من قيم الشركات الكبرى بأيام قليلة فقط، كما أن هذه الأجواء أضرت بمراكز العديد من المليارديرات، وكان إيلون ماسك نفسه أكثر الأشخاص تأثرًا، حيث انخفضت ثروته المالية الضخمة تحت مستوى الـ 300 مليار دولار لأول مرة منذ شهور.

لكن ذلك لم يقتصر على خسائر الأفراد فحسب، بل بدأت البنوك وكبار المستثمرين يحذرون من أزمة محتملة، حيث صرح جيمي ديمون، المدير التنفيذي لبنك "جي بي مورغان"، أن خطر الركود الاقتصادي بات احتمالًا مرجحًا في ظل ارتفاع نسبة التضخم وتباطؤ النمو العالمي بسبب التوترات التجارية.


ردود فعل داخلية وخارجية معاكسة

وحتى داخليًا، فإن الأصوات التي ترفض سياسات ترامب الجمركية بدأت تعلو أكثر، بل إن جماعة ليبرتارية يمينية مدعومة من رجال أعمال محافظين مثل تشارلز كوك وليونارد ليو قدمت دعوى قضائية تصف فيها الرسوم الجديدة بأنها "غير قانونية"، وتسعى لإلغائها عبر القضاء.

من ناحية ماسك، عبّر بوضوح أيضًا عن اعتراضه تجاه هذه الاستراتيجية، مؤكدًا في لقاء أجراه عن بُعد بإيطاليا خلال مؤتمر لليمين أنه نصح ترامب شخصيًا بتبني سياسة "صفر تعريفات" بين أمريكا وأوروبا. كذلك دخل ماسك في مواجهة كلامية عبر شبكات التواصل مع بيتر نافارو، المستشار التجاري لترامب وصاحب خطة الرسوم الجمركية، وانتقد مؤهلاته الأكاديمية بشكل ساخر، واصفًا تصريحاته بأنها خاطئة تمامًا.


مستقبل العلاقة بين ترامب وماسك

ورغم تصاعد هذا الخلاف بين ماسك وترامب، خصوصًا في ظل التقارير التي تتحدث عن احتمال انسحاب ماسك قريبًا من العمل كـ "مستشار إنتاجية الحكومة"، من أجل التفرّغ لتسيير شركاته التي واجهت مشكلات في الشهور الأخيرة، إلا أن ترامب قال للصحفيين إنه يتفهم قرار إيلون ويتمنى أن يبقى ولكن يعلم رغبته في العودة لأعماله.

أما شركة تسلا، فقد تأثرت كثيرًا نتيجة جدل ماسك السياسي، إذ تراجعت مبيعات سياراتها الكهربائية بشكل كبير في الولايات المتحدة وأوروبا، وترافق ذلك مع احتجاجات وهجمات على وكالاتها، مما دفع مكتب التحقيقات الفيدرالي لتخصيص فريق خاص للحد من التهديدات التي تواجه مقرات تسلا.

ذو صلة

على الجانب السياسي، تدور مخاوف في الكونغرس الأمريكي حاليًا حول تضارب مصالح ماسك في منصبه الحالي بالحكومة، خصوصًا مع وجود عقود ضخمة من وكالة ناسا لشركة "سبيس إكس"، وبدأت لجنة تشريعية ديمقراطية تحقيقًا في قانونية الاستمرار في هذه العقود في ظل مسؤولياته الجديدة.

أخيرًا، يبدو أن هذه الأزمة المستمرة حول الرسوم الجمركية تحولت إلى مشكلة ذات تداعيات اقتصادية وسياسية واسعة المدى، تؤثر على الأسواق ورجال الأعمال وحتى العلاقات داخل الإدارة الأمريكية نفسها؛ ما يجعل التكهن بمستقبل العلاقة بين ترامب وماسك، ومسار الوضع الاقتصادي برمته، أمرًا غامضًا للغاية.

ذو صلة