كأننا وجدنا ذهبًا على المريخ: ناسا تُبهر العالم باكتشافها الجديد

3 د
استطاعت مركبة "بيرسيفيرانس" استكشاف منطقة "جبل ويتش هيزل" وجمع عينات علمية.
تم العثور على عينة صخرية نادرة تُعرف بـ"الجبل الفضي" تعود لفترة 3,9 مليار سنة.
تحتوي بعض الصخور على معادن "السربنتين"، ما يدل على تفاعل الماء مع الصخور البركانية.
تُواجه مهمة إعادة عينات المريخ تحديات تقنية ومالية كبيرة تُقدر بـ11 مليار دولار.
لطالما كانت مهمة مركبة "بيرسيفيرانس" التابعة لوكالة ناسا على سطح المريخ محط أنظار العلماء ومتتبعي الفضاء، إلا أن النتائج الجديدة التي حققتها المركبة في الآونة الأخيرة، تعدُّ بمثابة الكنز العلمي الذي تقدمه لنا هذه المركبة الاستثنائية.
استكشافات مُذهلة في منطقة "جبل ويتش هيزل"
منذ ديسمبر الماضي، استقرت "بيرسيفيرانس" على حافة فوهة جيزيرو، وهي منطقة معروفة يعتقد العلماء أنها كانت بحيرة قبل مليارات السنوات. ومنذ ذلك الحين، بدأت المركبة في استكشاف منطقة مميزة تُعرف باسم "جبل ويتش هيزل"، التي أثارت دهشة علماء ناسا لكثرة وتنوع الصخور والمعادن الموجودة فيها.
على مدار الأشهر الأربعة الماضية فقط، تمكنت المركبة من جمع عينات لخمس صخور مختلفة، كما قامت بتحليل سبع صخور أخرى بشكل مُفصل وإطلاق أشعة الليزر على حوالي 83 صخرة إضافية لفحصها عن بُعد. ويُعدّ هذا الإنجاز هو الأكثر سرعة في وتيرة الاكتشاف العلمي منذ هبوط "بيرسيفيرانس" على سطح المريخ قبل حوالي أربع سنوات.
وتعليقًا على هذه النتائج، قالت كاتي مورغان، المسؤولة العلمية الرئيسية بمختبر الدفع النفاث التابع لوكالة ناسا في كاليفورنيا، إن التجربة الحالية على حافة الفوهة كانت تجربة استثنائية بكل المقاييس. فقد تم العثور على صخور مميزة وفريدة بوتيرة سريعة، بعدما كانت مركبة الاستكشاف تحتاج في السابق إلى وقت طويل للعثور على صخور جديدة ذات قيمة علمية واضحة.
عينات نادرة قد تكشف أسرارًا أقدم من 3.9 مليار سنة
من بين الصخور النادرة التي عثرت عليها المركبة مؤخرًا كانت عينة أطلق عليها الفريق العلمي اسم "الجبل الفضي"، التي تعود إلى الفترة النواشية قبل 3.9 مليار سنة. وتمتاز هذه الصخرة بنتائجها الفريدة وتركيبتها التي لم ير العلماء لها مثيلاً من قبل، الأمر الذي دفع العلماء لوصفها "بالكنز الحقيقي".
"بيرسيفيرانس" أشارت بنفسها، عبر سلسلة تغريدات مثيرة على منصات التواصل الاجتماعي، إلى أن العينة رقم 26 التي حملت اسم "الجبل الفضي" تتمتع بنمط يشكل لغزًا جديدًا، وتتحدى العلماء لتقديم شرح وتفسير لتكويناتها غير المسبوقة.
صخور قديمة ومعادن قد تدل على الحياة السابقة على الكوكب الأحمر
كما عثرت المركبة على صخرة أخرى تحتوي على معادن "السربنتين"، وهذه معادن تنشأ عادة من تفاعل الماء مع الصخور البركانية. ويُعتقد أن هذه الظروف تحديدًا، يمكن أن تنتج غاز الهيدروجين بوصفه مصدرًا محتملاً للطاقة للحياة البدائية. هذه النتائج تعني أنه ربما كانت هناك بيئة مناسبة لظهور شكل من أشكال الحياة البدائية القديمة في المريخ.
أما بالنسبة للفريق العلمي، فلا يزال الشعور بالحماس طاغيًا. وقالت كاتي مورغان إن الأشهر الأربعة الأخيرة كانت أشبه برحلة علمية مثيرة، وبالرغم من كل ما تم تحقيقه، يبدو أن منطقة ويتش هيزل ما زالت تحمل الكثير من الأسرار والتفاصيل التي سنكتشفها في الأسابيع والشهور المقبلة.
مستقبل غامض لمهمة إعادة عينات المريخ
من ناحية أخرى، بالرغم من الاكتشافات الهامة التي يوفرها بقاء العينات على المريخ، تبقى مهمة إعادة هذه العينات إلى الأرض موضوع نقاش وجدل داخل ناسا. حيث تواجه "مهمة إعادة عينات المريخ" تحديات كبيرة، تتعلق بالصعوبات التقنية والتكلفة العالية التي تجاوزت 11 مليار دولار، ممّا دفع الوكالة إلى التفكير بجدية في تعديل استراتيجيتها بالكامل. ومن المتوقع أن تعلن ناسا القرار النهائي بشأن الخطة المعدلة بحلول منتصف عام 2026.
هكذا تستمر مغامرة "بيرسيفيرانس"، ومع كل اكتشاف جديد تصبح الأسئلة العلمية أكثر تشويقًا. ومهما كانت الظروف والتحديات أمام العلماء، تبقى حقيقة واحدة مؤكدة: أن هذه المركبة التي تعمل بهدوء وإصرار على سطح الكوكب الأحمر ستختتم مهمتها وقد غيَّرت منظورنا عن كوكب المريخ إلى الأبد.