ذكاء اصطناعي

لا مزيد من الروابط التقليدية… X يختبر أسلوبًا مبتكرًا لجذب انتباهك!

محمد كمال
محمد كمال

3 د

تختبر منصة X عرضًا جديدًا للروابط داخل المنشورات لتعزيز التفاعل دون مغادرة التطبيق.

التحديث الجديد يسمح بعرض الروابط داخل متصفح مدمج يتيح التفاعل الفوري مع المحتوى.

يشير نيكيتا بير إلى أن التغيير سيُحسن تقييم جودة المحتوى بفضل بيانات تفاعل أدق.

إيلون ماسك يؤكد أن تحسين الوصول للمنشورات يتطلب دمج الروابط بعناصر بصرية وجذابة.

التطور يولي أهمية خاصة بعد تراجع استخدام X واختلاف الآراء داخل فريق الإدارة.

يبدو أن منصّة **X**، المعروفة سابقاً باسم **تويتر**، ماضية في سلسلة تغييراتها الجذرية الهادفة إلى إبقاء المستخدمين داخل التطبيق لأطول فترة ممكنة. ففي خطوة جديدة، بدأت المنصة اختبار طريقة عرض جديدة للروابط في المنشورات عبر متصفّح مدمج داخل التطبيق نفسه، وهو ما قد يغيّر شكل التفاعل بين المستخدمين والمحتوى المنشور بشكل كبير.

يشير التحديث إلى أن الروابط التي ينقرها المستخدم لن تفتح تطبيقات أو متصفحات خارجية بعد الآن، بل ستُعرض مباشرة داخل واجهة X، مع إمكانية التفاعل الفوري عبر الإعجاب أو التعليق أو إعادة النشر دون مغادرة الصفحة. وبهذا، تسعى المنصة إلى تعزيز **معدلات التفاعل** والحفاظ على تدفق المستخدمين داخل منظومتها.

وهذا يربط بين سياسة المنصة الجديدة ورغبتها القديمة في تقليل الاعتماد على المواقع الخارجية وتوحيد التجربة الرقمية داخل التطبيق ذاته.


معالجة قديمة لمشكلة ضعف الوصول

أفاد **نيكيتا بير**، رئيس قسم المنتجات في X، بأن هناك شكاوى مستمرة من صانعي المحتوى حول انخفاض وصول المنشورات التي تتضمّن روابط مقارنة بالمنشورات النصيّة أو المرئية. وأوضح أن السبب يعود إلى أن المستخدمين، عند فتح رابط، ينتقلون إلى متصفّح خارجي فينسون التفاعل مع المنشور الأصل، ما يجعل خوارزمية X غير قادرة على تحديد مدى قيمة المحتوى.

التحديث الجديد سيتيح، بحسب بير، بقاء واجهة المنشور أسفل المتصفّح الداخلي بحيث يمكن للمستخدمين التفاعل معه أثناء تصفّحهم للرابط. هذا التغيير قد يوفّر بيانات تفاعل أدق تساعد خوارزميات الترتيب في تقييم جودة المحتوى.

وهذا يعكس أيضاً التوجّه العام للمنصة في منح **الناشرين** و**الصحفيين الرقميين** فرصاً أفضل للوصول إلى جماهير جديدة دون أن يتعرضوا لعقوباتٍ خوارزمية كما في السابق.


خلاف في وجهات النظر بين إيلون ماسك وبير

رغم أن الخطوة الجديدة تبدو واعدة، إلا أن تصريحات **إيلون ماسك**، مالك المنصة، كشفت عن تباين في الرؤى داخل فريق الإدارة. فقد أشار ماسك إلى أن تحديد مدى انتشار المنشورات لن يكون بيد فريق بير، بل ستتولاه خوارزميات **xAI** التي يجري تطويرها حالياً لتحديد معايير الوصول والتوصية بالمحتوى.

من وجهة نظر ماسك، لا تعاني المنشورات التي تحتوي على روابط من "عقوبة" في الوصول بحد ذاتها، بل المشكلة تكمن في قلة الوصف أو غياب العناصر البصرية الجذابة. لذا، يشجع المستخدمين على إرفاق الروابط بصور أو عناوين مشوقة تثير اهتمام المتابعين.

وهذا قد يقود إلى معادلة جديدة تجمع بين التقنية والمحتوى، حيث يُكافأ صانع المحتوى الذي يجيد تقديم مادته ضمن إطار بصري وسردي متكامل.


فرصة للناشرين… أم مقامرة جديدة؟

يشير بير إلى أن هذا التعديل قد يمثل "فرصة ثمينة" للكتّاب والصحفيين الذين تركوا المنصة خلال السنوات الماضية، إذ يمكنهم الآن جذب الجمهور مجدداً دون خسارة الوصول الطبيعي لمنشوراتهم. ومع ذلك، تظهر تقارير أخرى أن استخدام X في تراجع تدريجي، خصوصاً في أوروبا، ما يجعل من الصعب الجزم بمدى نجاح هذه السياسة.

لكن التطور يكتسب أهمية إضافية في ظل تغيّرات عالم النشر الرقمي، خاصة بعدما سببت **ملخصات الذكاء الاصطناعي في محركات البحث** تراجعاً في حركة الزيارات القادمة من جوجل نحو المواقع الإخبارية. لذا، قد يجد بعض الناشرين في X مساحة بديلة لتوجيه القرّاء مباشرة نحو محتواهم عبر بيئة متكاملة.

ذو صلة

ختام

في النهاية، يبقى الاختبار الجديد خطوة أخرى ضمن رحلة إيلون ماسك لتحويل X إلى منصة شمولية تجمع الأخبار والترفيه والتفاعلات في مكان واحد. وإذا أثبت المتصفّح الداخلي قدرته على رفع معدلات التفاعل دون المساس بحرية المستخدم، فقد تكون هذه النقلة بداية مرحلة جديدة في علاقة المنصات الاجتماعية بالناشرين الرقميين ومستهلكي المحتوى على حدٍّ سواء.

ذو صلة