ماذا تفكر يا إيلون: بعد تيسلا وسبايس إكس وتويتر… هل ناسا على قائمة مشاريعك الربحية؟

3 د
يسعى الكونغرس الأمريكي للتحقيق في مصالح إيلون ماسك وتأثير علاقاته مع "ناسا".
إشارات لاستغلال ماسك لمنصبه وعلاقاته لتحقيق مكاسب شخصية.
يتعرض المرشح لمنصب مدير "ناسا" لضغوط حول علاقاته السابقة مع "سبيس إكس".
يشهد الكونغرس الأمريكي حاليًا تحركات جدية من جانب الديمقراطيين، للتحقيق في احتمال وجود مصالح متضاربة لرجل الأعمال الشهير إيلون ماسك؛ وتحديدًا ما إذا كان يقوم باستغلال علاقته الوثيقة بوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، بهدف زيادة مكاسبه الشخصية ومصالح شركاته.
خلفيات القضية
بدأت هذه القصة من خلال رسالة رسمية بعث بها نائبَا الحزب الديمقراطي في مجلس النواب الأمريكي، ماكسويل أليخاندرو فروست من ولاية فلوريدا، وجيري كونولي من ولاية فرجينيا، إلى المستشارة القانونية لوكالة ناسا "آيريس لان"، يطالبان فيها بتقديم تفاصيل مستفيضة حول نشاطات ماسك وصلاته بالوكالة، والتأكد من عدم استغلال ماسك لنفوذه وتأثيره للحصول على صفقات حكومية ضخمة لصالح أعماله وشركاته الخاصة وفي مقدمتها شركة "سبيس إكس".
وبحسب تقارير نشرها موقع "أكسيوس"، يشعر الكثيرون في الكونغرس بقلق بالغ تجاه إمكانية استغلال ماسك لمنصبه ومكانته كرئيس تنفيذي لشركة "سبيس إكس"، والتي تعد بالفعل إحدى كبرى الجهات المتعاونة تعاقديًا مع "ناسا"، خصوصًا أن الشركة حصلت على أكثر من 15 مليار دولار على مدار السنوات السابقة، بالإضافة إلى حصولها مؤخرًا على عقود بقيمة تقارب نصف مليار دولار أخرى بعد الانتخابات الأمريكية الماضية.
نفوذ غير مسبوق
ومن الأمور التي أثارت غضب بعض النواب، أن موظفين تابعين بشكل مباشر لما يسمى "إدارة الكفاءة الحكومية" التي أسسها ماسك والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حصلوا على حق الوصول غير المحدود والمنفلت على مدار الساعة، لمرافق "ناسا" الحساسة، حتى وصل بهم الأمر إلى التجول بحرية داخل مكاتب إدارة الوكالة العليا، حسب رسالة أخرى نشرها موقع "بلومبيرغ".
وأشار مشرعون بالحزب الديمقراطي إلى أن هذا السماح لأفراد لم يتم التحقق بشكل كافٍ من خلفياتهم المهنية وتوجهاتهم الخاصة، يثير تساؤلات جدية حول مخالفة بروتوكولات الأمن والسلامة في مثل هذه المنشآت المهمة.
وقال نواب آخرون أنهم لم يتلقوا حتى الآن أي توضيح من المسؤولين في ناسا، بشأن الخطوات التي اتخذتها الوكالة لتقييم أية تضاربات محتملة في المصالح لدى هؤلاء الموظفين المرتبطين بإدارة "الكفاءة الحكومية".
شكوك حول إدارة "ماسك" للوكالة الفضائية
في رسالتهم، أشار فروست وكونولي بشكل حاسم إلى أن الترتيب الحالي بين ناسا وإيلون ماسك يتسم باحتمالية واضحة لتعارض المصالح، وأكدا ضرورة التعامل مع هذا الوضع بشكل سريع، بما يتوافق مع القانون الأمريكي ويلبي معايير الشفافية التي ينبغي الالتزام بها في وكالات حكومية بهذا الحجم وهذه الحساسية.
تأتي هذه التطورات في ظل ظرف استثنائي، حيث ينتظر الجميع حاليًا جلسة تثبيت جاريد آيزاكمان مرشحًا لمنصب المدير الجديد لناسا. وآيزاكمان، رجل أعمال وطيار مدني شهير، سبق له التعاون الواسع مع شركة "سبيس إكس" حيث شارك برحلتين للفضاء على متن كبسولة الشركة الخاصة "كرو دراغون"، إلا أنه لم يعمل سابقًا بشكل رسمي لدى وكالة ناسا نفسها.
وأكد آيزاكمان في رسالته الرسمية الموجهة إلى ناسا في مارس الماضي، أنه سيعمل دومًا على استشارة المسؤولين عن الأخلاقيات والتشريعات داخل الوكالة، في حال ظهرت أي شكوك أو تضارب محتمل في المصالح أثناء ممارسته مهامه حال توليه المنصب، مؤكدًا استعداده لاتخاذ كل الإجراءات اللازمة، مثل التنحي عن المهام المرتبطة أو بيع الأصول ذات العلاقة، عند حدوث هذه الحالات.
ترقب حذر وتساؤلات متعددة
وفي ظل هذا المناخ المحتقن بالشكوك والأسئلة، ينتظر الجميع جلسة اليوم بفارغ الصبر والتي سيخضع فيها آيزاكمان للمساءلة أمام الكونغرس. ويبدو أن العديد من المشرعين لن يترددوا في طرح أسئلة محرجة وتوجيه انتقادات قاسية بالنسبة لهذا الملف تحديدًا، وسط مخاوف من احتمالية أن تتحول وكالة الفضاء الأمريكية الشهيرة بصورة أو بأخرى إلى وكيل تجاري أو واجهة لشركة "سبيس إكس".
تبقى الأيام القادمة حاسمة لكشف مدى قدرة المسؤولين وأعضاء الكونغرس على فرض الشفافية وإدارة الملف بحزم، وبالتالي حماية المؤسسات الحكومية من خطر تحولها إلى أداة بيد رجال الأعمال الذين يجمعون بين النفوذ السياسي والمصالح التجارية الواسعة.