ذكاء اصطناعي

ميتا تحظر Apple Intelligence من دخول تطبيقاتها على iOS

ميتا تحظر Apple Intelligence من دخول تطبيقاتها على iOS
مجد الشيخ
مجد الشيخ

4 د

قررت ميتا حظر تقنية "Apple Intelligence" في تطبيقاتها على نظام iOS مثل فيسبوك وواتساب.

جاءت التقنية مع تحديث iOS 18 العام الماضي، تقدم ميزات ذكاء اصطناعي مميزة للمستخدمين.

يشير القرار إلى التنافس بين ميتا وآبل في مجال الذكاء الاصطناعي المتنامي.

يحرم الحظر مستخدمي آيفون وآيباد من ميزات كانت متاحة مثل Genmoji وMemoji.

الأمل في المستقبل هو إيجاد صيغة تعاون تقلل التوتر بين ميتا وآبل.

في خطوة مثيرة للاهتمام، اتخذت شركة ميتا قرارًا بحظر استخدام "Apple Intelligence" في تطبيقاتها الشهيرة على نظام iOS، مثل فيسبوك وواتساب وتطبيق Threads كذلك. هذا القرار أثار العديد من التساؤلات بين مستخدمي هواتف آيفون وأجهزة آيباد الذين كانوا متحمسين للاستفادة من مزايا هذه التقنية الجديدة التي طرحتها شركة آبل مؤخرًا.


بداية القصة: تقنية Apple Intelligence تصل مع تحديث iOS 18

بدأت هذه القصة تحديدًا في أكتوبر من العام الماضي، عندما أعلنت شركة آبل عن تقنية "Apple Intelligence" بالتزامن مع إطلاق تحديث iOS 18.1، والذي وفر للمستخدمين العديدَ من الأدوات المميزة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي في تعديل النصوص وإعدادها بطريقة سهلة ومريحة. من أبرز تلك الميزات كانت ميزة "أدوات الكتابة" Writing Tools، التي تسمح للمستخدم بتحرير النصوص وتصحيح الأخطاء اللغوية وصياغة رسائله بأسلوب احترافي بسهولة فائقة، بالإضافة إلى إنتاج الرموز التعبيرية الخاصة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، والتي أطلقت عليها آبل اسم Genmoji.

ومع ذلك، وعلى الرغم من أن معظم التطبيقات قد أتاحت هذه الميزات بشكل افتراضي، إلا أن آبل منحت للمطورين حرية رفض دمج هذه الأدوات ضمن تطبيقاتهم إن اختاروا ذلك. هنا جاء قرار ميتا ليفتح باب الجدل: لماذا اختارت الشركة العملاقة إلغاء هذه الميزات من تطبيقاتها؟


ما وراء القرار: هل هو تنافس في مجال الذكاء الاصطناعي؟

حتى الآن لم تصرح ميتا بشكل رسمي ومباشر عن دوافع منع تقنية آبل من العمل على تطبيقاتها. لكن إذا حاولنا التعمق أكثر في خلفية هذا القرار، سنجد أن الموضوع ربما يتعلق بالتنافس المتصاعد بشدة في ساحة الذكاء الاصطناعي. فشركة ميتا حريصة كل الحرص على تسويق تقنية الذكاء الاصطناعي الخاصة بها (Meta AI)، والتي تقدم خدمات مشابهة لتلك التي تطرحها آبل، مثل توليد الصور وتعديل النصوص، بالإضافة إلى المزايا الاجتماعية والترفيهية التي تسمح بتفاعل أكبر مع المحتوى الاجتماعي على منصاتها.

هذا يجعل خطوتها الأخيرة منطقيةً بعض الشيء؛ إذ تسعى ميتا ربما لتشجيع المستخدمين على اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها بدلًا من خيارات الشركات المنافسة.


التداعيات على مستخدمي تطبيقات ميتا

عمليًا، يعني هذا القرار أنه بات مستحيلاً لمستخدمي آيفون وآيباد الاستفادة من بعض أكثر ميزات Apple Intelligence شهرة عند استخدامهم لتطبيقات فيسبوك وواتساب وإنستغرام وتطبيق Threads التابع لميتا، حيث لن تظهر أدوات الكتابة الجديدة التي كانوا يتطلعون إليها بحرارة، ولم تعد متاحة إمكانية مشاركة الرموز التعبيرية المخصصة أو الملصقات المتطورة التي اعتادوا استخدامها أو كانوا يأملون في تجربتها.

وأشارت التقارير أيضًا إلى أن ميتا اتخذت خطوة أخرى إضافية عندما ألغت مؤخرًا إمكانية استخدام رموز Memoji والملصقات المعدة عبر لوحة المفاتيح في تطبيق إنستغرام، وهو ما كان أمرًا متاحًا بشكل طبيعي سابقًا.


شراكة كانت ممكنة سابقًا...

يجدر بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تدخل فيها علاقة آبل وميتا في مرحلة حرجة. فقبل فترة وجيزة من الآن، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن الشركتين كانتا بالفعل في محادثات متقدمة بهدف بناء شراكة تفيد الطرفين عبر دمج نموذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بميتا المعروف باسم Llama ضمن نظام Apple Intelligence من آبل، إلا أنَّ هذه الصفقة فشلت نهاية المطاف بسبب عدم توافق سياستي الشركتين فيما يتعلق بالخصوصية.

وبعيدًا عن ورقة الخصوصية والخلافات السياسية بينهما، هناك سجالات ومواجهات دائمة بين الشركتين ترتبط بقواعد متجر التطبيقات (App Store Guidelines)، إذ تختلف وجهتا النظر بينهما كثيرًا، وكانت قد وصلت في عدة مناسبات إلى العلن وإلى تدخلات من هيئات حكومية.


ما الذي ينتظر المستخدمين في المستقبل؟

ذو صلة

من الواضح أن مستخدمي أجهزة آبل اليوم أصبحوا عالقين في المنتصف؛ فأمام حظر تقنية "Apple Intelligence" من قبل ميتا، بات من الصعب تحقيق الفائدة القصوى من خدماتهم وتطبيقاتهم الاجتماعية المفضلة. وبانتظار ما ستحمله الأيام القادمة، يبقى لدى المستخدمين أملٌ بأن تعيد ميتا التفكيرَ في هذا القرار، أو أن تصل الشركتان إلى صيغة تعاون يقلل التوتر بينهما في مجال تقنيات الذكاء الاصطناعي والابتكار، ويعيد الأمور لمسار أسهل وأكثر انفتاحًا.

كما تعلمون جيدًا، في عالم التكنولوجيا ليست هناك قرارات ثابتة بشكل نهائي، ويبقى بإمكاننا دومًا أن نتساءل: هل ستغير ميتا موقفها مستقبلًا، أم تتحول هذه الخطوة المؤقتة إلى نهج دائم؟ الأيام وحدها كفيلة بالإجابة عن هذا السؤال.

ذو صلة