ذكاء اصطناعي

هل تتحقق نبوءة “The Martian”؟ عام 2035 قد يكون بداية الحياة خارج الأرض

هل تتحقق نبوءة "The Martian"؟ عام 2035 قد يكون بداية الحياة خارج الأرض
فريق العمل
فريق العمل

3 د

يروي فيلم "The Martian" قصة رائد فضاء عالق على المريخ في 2035.

تحولت الخطط الفضائية من التركيز على المريخ إلى القمر عبر برنامج أرتميس.

أحدثت الرحلات الروبوتية ثورة علمية بكشفها أسرار ماضي المريخ.

أكدت دراسات وجود ماضٍ رطب في منطقة "أرابيا تيرا" بالمريخ.

تستمر تساؤلات حول وجود حياة بينما تُجمع العينات للتحليل في المستقبل.

هل سبق لك مشاهدة فيلم "The Martian" من بطولة مات دايمون؟ حسناً، إذا كنت قد فعلت ذلك، فإنك تعرف جيداً أنه يروي قصة مثيرة عن رائد فضاء عالق على سطح المريخ عام 2035. في الفيلم، تمكنت ناسا من إرسال البشر إلى المريخ عدة مرات بالفعل، بل تعاونت مع برامج فضائية عالمية مثل الصين. والآن، بعد مرور عشر سنوات على إطلاق الفيلم وعشر سنوات أخرى فقط تفصلنا عن هذا التاريخ، ترى كيف يبدو حالنا اليوم في استكشاف هذا الكوكب الأحمر؟

الحقيقة أن الواقع يختلف كثيراً عما تخيله الفيلم. فخلال العقد الماضي، تغيرت الخطط الفضائية من التركيز على المريخ إلى التركيز على القمر بصورة واضحة. في عام 2017، تم إقرار سياسة فضائية أمريكية جديدة تحت اسم "برنامج أرتميس"، الذي يهدف لإعادة رواد الفضاء إلى القمر ومن ثم إنشاء موضع استراتيجي يسمح لاحقاً باستكشاف المريخ بشكل أعمق وأكثر فعالية.

لكن على الأرض، كانت الاكتشافات الأهم على كوكب المريخ تأتي عن طريق مركبات الروبوت، والتي أحدثت ثورة علمية حقيقية. فقد كشفت الرحلات الروبوتية للمركبات مثل أوبرتينيتي، كوريوسيتي، وبيرسيفيرانس، عن أسرار ثمينة حول ماضي المريخ. هذه المركبات قطعت مسافات طويلة ودققت في الصخور الرسوبية والتركيبات الجيولوجية التي كانت بمثابة كبسولات زمنية لبيئة كانت - في يوم من الأيام - أكثر رطوبة ودفئاً، وربما ملائمة للحياة.

وبالحديث عن المناطق التي ظهرت في الفيلم، كان مارك واتني - الشخصية التي لعبها دايمون - يعبر منطقة تدعى "أرابيا تيرا". وهذه المنطقة بالذات جذبت مؤخراً اهتمام العلماء، إذ تؤكد دراسات علماء من جامعتي نورثرن أريزونا وجونز هوبكنز أن هذه المنطقة كانت تضم مياهاً واسعة وطقساً أكثر رطوبة منذ حوالي 3.5 مليار سنة. مثل هذه الأبحاث تُثرينا بمعلومات قيمة عما حدث فعلياً على المريخ، وقد توصل الخبراء مؤخراً لاتفاقات مع الاتحاد الفلكي الدولي لتسمية بعض الفوهات والتضاريس بأسماء تساعد في تحديد النقاط الجغرافية بسهولة.

وعلى الرغم من هذه النجاحات الكبيرة، لا تزال تساؤلات كثيرة قائمة: كيف كانت الظروف المناخية الدقيقة للمريخ؟ وهل كانت هناك بالفعل حياة بدائية في الماضي البعيد لهذا الكوكب؟ مؤخراً رصدت مركبة بيرسيفيرانس مركبات عضوية، وهي مكونات غنية بالكربون تُعد من اللبنات الأساسية للحياة. إلا أن العلماء لم يحسموا بعد ما إذا كانت هذه المركبات دليلاً حقيقياً على وجود حياة سابقة هناك.

للإجابة عن مثل هذه التساؤلات الدقيقة، كانت الحاجة إلى إرسال عينات من المريخ إلى الأرض أمراً بالغ الأهمية، وهنا تأتي أهمية "مهمة استعادة عينات المريخ". فقد بدأت بالفعل بيرسيفيرانس بجمع وتخزين عينات من التربة والصخور في أنابيب مغلقة بحيث يمكن استرجاعها ودراستها باستفاضة باستخدام تقنيات متقدمة متاحة لدينا على الأرض. هذه الخطوات يمكن أن توفر بيانات ثمينة تساعد على كشف تفاصيل لا يمكن للمركبات الفضائية الحالية تحقيقها من تلقاء نفسها.

ذو صلة

لكن التحديات المستقبلية للاستكشاف الفضائي هائلة: فخطط ناسا تواجه تهديداً جدياً بخفض ميزانيتها البحثية بنسبة تصل إلى 50%. ورغم أن بعض الشخصيات العامة مثل إيلون ماسك مؤسس شركة سبيس إكس يؤيدون فكرة خلق حياة متعددة الكواكب، إلا أن أصواتاً أخرى تتساءل بجدية حول جدوى واستدامة المستوطنة البشرية على المريخ.

بينما نتطلع لعام 2035 الذي بدا بعيداً في خيال كاتب الفيلم، نجده اليوم قريباً من واقعنا. صحيح أننا قطعنا شوطاً كبيراً في فهم المريخ ولكن مازال أمامنا الكثير. التركيز بشكل متوازن بين مهمات الاستكشاف الروبوتية والحضور البشري المدروس ربما يكون مفتاح النجاح. كما أن مراجعة الأولويات البحثية بشكل يضمن استمرار تمويل وتقدُم العلم الفضائي بطريقة فاعلة ضرورية أكثر من أي وقت مضى. من يدري، ربما يقربنا ذلك من الموعد الذي يمكننا فعلاً أن نسمي فيه الكوكب الأحمر وطننا الثاني.

ذو صلة