ذكاء اصطناعي

60 مليار دولار تحت الأرض… اكتشاف ذهبي يُشعل سباقًا عالميًا جديدًا!

محمد كمال
محمد كمال

3 د

اكتُشف في هونان الصينية كنزاً ضخماً يقدر بألف طن من الذهب.

التحاليل أظهرت نسب ذهب تصل إلى 138 غراماً في الطن الواحد.

يقع الاكتشاف ضمن حزام غني بالمعادن بسبب التصادمات التكتونية القديمة.

التعدين بعمق يتجاوز ألفي متر يتطلب كفاءة عالية واستثمارات ضخمة.

الاكتشاف يعزز مكانة الصين كأكبر منتج عالمي للذهب.

في عمق مقاطعة هونان الصينية، وبين طبقات الأرض العتيقة، اكتشف الجيولوجيون كنزاً دفيناً يقدر بألف طن من الذهب، ما يعادل أكثر من 60 مليار دولار أميركي. هذا الاكتشاف، الذي وصفته التقارير المحلية بأنه الأكبر منذ عقود، قد يكون نقطة تحول في سوق الذهب العالمي، وربما يغيّر موازين القوى في صناعة المعادن النفيسة.

في التفاصيل، أعلنت هيئة الجيولوجيا في هونان ومعهد الجيولوجيا الإقليمي عن العثور على هذا المخزون العملاق في حقل "وانغو" الذهبي، بعد أشهر من الدراسات الجيولوجية والحفر العميق الذي وصل إلى عمق يقارب ألفي متر. التحاليل الأولية أظهرت أن عروق الخام في هذا الموقع تحتوي على نسب مرتفعة من الذهب تصل إلى 138 غراماً في الطن الواحد، وهي نسبة نادرة في عالم التعدين.

وهذا يربط بين موقع الاكتشاف وطبيعة المنطقة الجيولوجية التي تحتضنه، إذ تقع هونان ضمن حزام جيانغنان الجبلي المعروف بثرائه بالمعادن النفيسة وتكوينه الناتج عن تصادمات تكتونية قديمة خلقت بيئة مثالية لتشكل رواسب الذهب. ويؤكد العلماء أن وجود أكثر من 40 عرقاً ذهبياً متجاوراً ومستمراً في البنية الصخرية يشير إلى احتمال وجود نظام معدني متكامل، وليس مجرد تجمع موضعي.


تعقيدات العمق وتحديات الاستخراج

لكن وراء هذا البريق، تختبئ تحديات هائلة. فالتعدين على أعماق تتجاوز ألفي متر يعني تكاليف تشغيل مرتفعة ومخاطر فنية كبيرة تتعلق بالتهوية وتصريف المياه ودعم الأنفاق لتجنب الانهيارات. تجارب مثل منجم "مبونينغ" في جنوب إفريقيا تظهر أن العمل في مثل هذه الأعماق ممكن لكنه يتطلب استثمارات ضخمة وكفاءة تشغيلية عالية.

وهذا يقودنا إلى النقطة الثانية المتعلقة بجدوى المشروع اقتصادياً، إذ يرتبط نجاح أي منجم بما يُعرف بـ«العيار المتوسط» أو كمية الذهب الصافي في الطن من الخام. وتشير تقديرات مبدئية إلى أن متوسط العيار في موقع وانغو قد يتجاوز 16 غراماً في الطن، ما يجعله من أعلى المعدلات المسجلة في الصين وربما في العالم.


التأثيرات الاقتصادية والاستراتيجية

في حال تأكدت هذه الأرقام، فإن الصين ستعزز موقعها كأكبر منتج للذهب عالمياً، في وقت يزداد فيه الطلب على المعدن الأصفر كملاذ آمن وسط تذبذب الأسواق وارتفاع معدلات التضخم. كما أن الاكتشاف يأتي بينما تسعى بكين إلى تقليص اعتمادها على واردات السلع الاستراتيجية، ما يمنحها ورقة قوة إضافية في المشهد الاقتصادي العالمي.

ذو صلة

ومع ذلك، يشدد الخبراء على ضرورة التحفّظ. فالأرقام الحالية لا تزال ضمن مرحلة «التقديرات الأولية»، ولم تعتمد بعد كاحتياطات مؤكدة يمكن استغلالها تجارياً. سيحتاج المشروع إلى المزيد من الحفر والاختبارات المعدنية والنماذج ثلاثية الأبعاد لتحديد مدى استمرارية الطبقات الغنية بالذهب ومتانتها الاقتصادية.

في الختام، يمكن القول إن اكتشاف وانغو يشكل بداية فصل جديد في قصة الذهب الصيني، بين طموح هندسي جبّار واحتمال تحقيق واحد من أغنى المناجم على وجه الأرض. وبين موازنة المخاطر والتكاليف، تبقى الأنظار معلقة على هذه الأعماق السحيقة التي قد تخبئ الذهب الذي سيعيد رسم خريطة التعدين العالمية.

ذو صلة