Duolingo تحذف أرشيفها على TikTok بعد رد فعل غاضب على تبنيها الكامل للـ AI

في مشهد غير معتاد من Duolingo، تطبيق تعلم اللغات المعروف بمحتواه المرح وسخريته الطريفة على مواقع التواصل، اختفت الشركة فجأة من منصاتها الاجتماعية، بعد موجة غضب عارمة أشعلها إعلان تبنيها لسياسات جديدة تركّز على الذكاء الاصطناعي وتستبعد البشر من معادلة العمل.

مع بداية عطلة نهاية الأسبوع، أزالت Duolingo جميع منشوراتها على TikTok وInstagram، وأوقفت النشر على باقي قنواتها، بعدما تلقت آلاف التعليقات الغاضبة إثر إعلان مديرها التنفيذي، لويس فون آن، عن سياسة "الأولوية للذكاء الاصطناعي" في التوظيف، الأداء، وحتى تقليص عدد المتعاقدين من البشر.

وفي منشور على LinkedIn، صرّح فون آن أن فرق العمل في Duolingo "لن تحصل على مزيد من الموظفين، إلا إذا تعذّر أتمتة مهامهم". تزامن الإعلان مع أداء مالي قوي، إذ أنهت Duolingo عام 2024 بإيرادات بلغت 748 مليون دولار (بزيادة 41%) وأكثر من 116 مليون مستخدم نشط شهريًا.

لكن بالرغم من هذا النجاح، جاءت الضجة لتسلّط الضوء على الوجه الآخر لهذا الصعود—وجه تصفه تعليقات المستخدمين بالغطرسة والاستغناء غير الإنساني.

تصدّرت التعليقات الساخرة والغاضبة جميع منشورات Duolingo قبل حذفها. في فيديو كان يحاكي ترندًا شهيرًا على تيك توك، علّق أحدهم:

بينما كتب آخر:

كانت هذه التفاعلات إشارة واضحة إلى أن جمهور Duolingo لن يتسامح بسهولة مع قراراتها، خاصة وأن هويتها الرقمية لطالما اعتمدت على التفاعل البشري المرح، وهو ما يجعل اعتمادها الكامل على الذكاء الاصطناعي مثيرًا للتناقض والخيبة.

بعد أيام من الصمت، عادت Duolingo الثلاثاء بمقطع فيديو غريب على تيك توك وإنستغرام، يحمل نبرة سريالية ومشفّرة. يظهر فيه شخص يرتدي قناعًا ثلاثي العيون على هيئة بومة "Duo"، ويقول بسخرية:

لكن الواقع أن المشكلة لم تكن "منشورًا واحدًا"، بل استراتيجية كاملة تقوم على استبدال البشر بالذكاء الاصطناعي. ورغم محاولة Duolingo معالجة الأزمة بمزيد من التهكم، إلا أن الفيديو لم ينجح في تهدئة الجمهور، بل اعتُبر "مراوغة باردة" في وجه نقد حقيقي.

تحوّلت حسابات Duolingo من أدوات تسويق مرحة إلى ساحات مواجهة مع جمهور يشعر بأنه تم الاستخفاف به. وبات واضحًا أن النهج الهزلي المعتاد للشركة لا يصلح لإطفاء نيران الغضب عندما يكون السبب هو قرارات مصيرية تمسّ البشر العاملين وراء الشاشة.

إنها ورطة متكررة واجهتها علامات تجارية أخرى مثل Wendy’s، حين اصطدمت "شخصيتها الرقمية" الساخرة مع واقع تجاري لا يحتمل المزاح. والآن، تجد Duolingo نفسها في معضلة: إما الصمت المربك، أو الردّ العاطفي الذي يبدو قسريًا، وسط جمهور لا ينسى بسهولة.