آبل تخسر مليار دولار سنوياً على خدمتها Apple TV+ رغم امتلاكها 45 مليون مشترك

رغم شهرتها كأكبر شركة تكنولوجيا في العالم من حيث القيمة السوقية، تكشف تقارير جديدة عن وجه آخر لأعمال شركة آبل، يتمثل في الخسائر السنوية الكبيرة التي تتكبدها على منصتها للبث التدفقي Apple TV+، والتي تتجاوز مليار دولار سنويًا، وفقًا لما أوردته صحيفة The Information يوم الخميس، في تقرير نادر يسلط الضوء على الجانب المالي من عمليات آبل في مجال المحتوى.

عادة ما تتجنب آبل، بقيادة رئيسها التنفيذي تيم كوك، الإفصاح عن أرقام أداء Apple TV+ بشكل منفصل في بياناتها المالية الفصلية. وتدرج الشركة المنصة ضمن فئة "الخدمات" إلى جانب خدمات أخرى مثل Apple Music وتخزين iCloud. هذا القطاع، رغم ما يكشفه التقرير عن خسائر Apple TV+، يحقق نتائج قوية، إذ سجل إيرادات بلغت 26.1 مليار دولار خلال الربع الأخير من عام 2024، بزيادة سنوية قدرها 14%.

لكن يبدو أن هذه الأرباح في "الخدمات" لا تعكس بالضرورة أداء Apple TV+، بل تتحقق "رغم" الخسائر التي تسبّبها الخدمة، بحسب The Information. وهذا يكشف تناقضًا مثيرًا للانتباه بين النجاح الكلي للقطاع وتحديات منصة البث الخاصة بالشركة.

من النقاط اللافتة في التقرير أن آبل، التي لم تعلن رسميًا من قبل عن عدد مشتركي Apple TV+، تبيّن أنها تمتلك نحو 45 مليون مشترك حتى نهاية عام 2024. هذه الأرقام تضع المنصة في مرتبة وسطى بين منصات بث منافسة مثل Peacock (36 مليون مشترك) وHulu (53 مليون مشترك)، وفقًا للبيانات المقارنة المتاحة.

وقد يكون هذا الرقم قد شهد ارتفاعًا مؤخرًا بفضل الأداء القوي لمسلسل "Severance"، الذي يُعد من أبرز الأعمال الأصلية على المنصة إلى جانب "Ted Lasso" و"Mythic Quest" و"Shrinking". ووفقًا لبيانات من شركة Nielsen، فقد شاهد مشتركو Apple TV+ أكثر من 3 مليارات دقيقة من "Severance" منذ عودته بموسمه الثاني، أي بمعدل يقارب حلقة واحدة لكل مشترك.

رغم أن خسارة مليار دولار سنويًا قد تبدو رقمًا ضخمًا، إلا أن وضع آبل المالي يمنحها مرونة في الاستمرار بالاستثمار في المحتوى. فالشركة تمتلك ما يُعرف بـ"رصيد نقدي صافٍ" يُقدّر بـ57 مليار دولار، ما يجعلها قادرة على تحمل تلك الخسائر لفترات طويلة دون أن يتأثر استقرارها المالي.

وفي الأسواق المالية، لم يكن لهذا التقرير تأثير سلبي فوري على أسهم الشركة، التي سجلت ارتفاعًا بنسبة 0.75% في تداولات صباح الخميس، لتصل إلى 216.78 دولار للسهم. ولا تزال آبل تحتفظ بلقب الشركة الأكثر قيمة في العالم، إذ تبلغ قيمتها السوقية نحو 3.26 تريليون دولار.

يكشف التقرير عن مفارقة واضحة في استراتيجية آبل: على الرغم من الخسائر، لا تزال الشركة ملتزمة بالاستثمار في منصتها للبث، وهو ما يُظهر رغبتها في ترسيخ موطئ قدم في سوق تسيطر عليه أسماء كبيرة مثل نتفليكس وأمازون برايم وديزني بلس. وقد تكون الخسائر الحالية جزءًا من خطة طويلة المدى لتعزيز الحضور والمنافسة من خلال إنتاج محتوى أصلي جذاب وتوسيع قاعدة المستخدمين.

إليك قائمة بأفضل الأفلام والمسلسلات على Apple TV+.

لكن السؤال المطروح الآن هو: إلى متى ستستمر آبل في ضخ هذه الاستثمارات دون تحقيق أرباح مباشرة؟ وهل ستنجح في تحويل Apple TV+ إلى رافد مالي حقيقي ضمن قطاع "الخدمات"، أم تبقى مجرد منصة داعمة لتعزيز صورة الشركة التقنية والإبداعية؟