اذا كان جدك يتذكر هذه التفاصيل فهو يملك ذهناً أكثر حدة من أقرانه، بحسب علماء النفس

3 د
إذا كنت تتذكر أرقام الهواتف القديمة في السبعين، فذاكرتك حادة.
تذكرك لتواريخ الأحفاد وأخطاء الماضي يشير إلى قوة ذهنية مميزة.
الذكريات العميقة من الطفولة تعكس سلامة الذاكرة طويلة الأمد لديك.
تذكر مسار شارع أو رقم هاتف قديم يظهر ذاكرة إجرائية نشطة.
استرجاع نصائح حكماء الماضي يعكس عمق إدراك عقلي يميزك.
إذا كنت تستعيد محتوى كتب قرأتها في شبابك، فذاكرتك قوية.
هل تتذكر بسهولة أرقام هواتف قديمة أو تفاصيل أحداث حدثت لك منذ عقود؟ إذا كنت تبلغ السبعين عامًا وما زلت قادرًا على استرجاع مثل هذه الأشياء، فهذا قد لا يكون مجرد مصادفة أو تفصيلًا عابرًا، بل دليل قوي أن ذهنك أشد وضوحًا وحدة من معظم أقرانك. في هذا المقال نستعرض سبعة جوانب مهمة إذا كنت تتذكرها في سن السبعين، فإنها تعكس ذاكرة قوية وحضورًا عقليًا لافتًا.
لعل أول ما نلاحظه عند التقدم في السن هو تلاشي بعض الذكريات الصغيرة كتواريخ ميلاد الأحفاد أو ذكرى زواج أولادنا. الواقع أن تذكر هذه التواريخ دون الحاجة لتذكير أو تدوين يشير إلى قوة ذاكرتك ووضوح ذهنك. إنها ذكريات مرتبطة بمشاعر إيجابية وقوية، ولهذا تبقى راسخة. دراسات علم النفس تؤكد أن الذكريات المحملة بعواطف قوية هي الأكثر رسوخًا والأصعب نسيانًا.
وهذا يأخذنا إلى نوع آخر من الذكريات، والتي لا نميل كثيرًا للحديث عنها، وهي أخطاؤنا والدروس التي تعلمناها منها. إذا كنت تستطيع بوضوح استعادة القرارات التي اتخذتها في الماضي وما تعلمته من نتائجها، فهذا يعني أنك تتمتع بقدرة عقلية تمكّنك من استخلاص الحكم والعبر لسنوات طويلة. الخطأ، حسب علماء النفس، هو من أكثر الطرق فعالية لتعلّم الدروس القيّمة وترسيخها.
وبالحديث عن الذكريات الراسخة، لا يمكن أن نغفل طفولتك وما تحمله من تفاصيل صغيرة ومؤثرة. من منا لا يستعيد أحيانًا رائحة طبق كانت تحضّره الأم، أو فرحة ركوب الدراجة لأول مرة مع الأب؟ هذه الذكريات الشخصية العميقة تؤكد سلامة الذاكرة طويلة الأمد لديك، ودليل واضح على التواصل العاطفي والذهني الممتاز.
الذاكرة ليست فقط قدرة على استعادة الذكريات البعيدة، بل أيضًا قدرة العقل على تخزين واسترجاع معلومات عملية دقيقة، كتذكرك لمسار شارع قديم أو رقم هاتف منزل عشت فيه في طفولتك. هذه القدرة العملية تعرف بالذاكرة "الإجرائية"، وهي تعكس صحة ذهنية ممتازة، خاصة أننا أصبحنا أكثر اعتمادًا على وسائل تقنية مثل الهاتف الذكي أو خرائط جوجل.
ولا ننسى النصائح والحكم التي سمعناها يومًا من معلم أو صديق وأثرت في حياتنا بشكل كبير. إذا كان ذهنك ما زال يردد تلك المقولات الحكيمة التي غيّرت نظرتك للعالم، فهذا ليس مجرد حنين للماضي، بل إشارة على عمق إدراك ذهني واتصال عقلي عاطفي يميزك عن الآخرين.
وعلى هذا المنوال، فإن تذكرك لمضمون الكتب التي قرأتها في شبابك يعكس مهارة دمج فائقة بين ذاكرتك ومعرفتك المتراكمة. القراءة المنتظمة تساهم في تحسين وظائف الدماغ وتقوي الذاكرة، لذا فتذكر كتاب قرأته منذ عقود يثبت قوة دماغك وفاعلية ذاكرتك، فلا تتردد في إعادة زيارة الكتب المفضلة لديك ومناقشتها مع المقربين.
أما الجانب الأخير والأهم ربما، فهو التفاصيل اليومية البسيطة مثل شراء منتج معين من السوق أو ري النباتات بانتظام أو تذكر المواعيد الطبية بمفردك دون الاعتماد على التنبيهات الرقمية. يعتقد الخبراء أن مثل هذه الذاكرة العملية اليومية هي مؤشر دقيق على صحة العقل ونشاطه المتواصل.
ختامًا، إذا كنت تجد نفسك في سن السبعين وما زلت محتفظًا بقدرتك على استعادة هذه الأنواع السبعة من الذكريات، فهي إشارة واضحة على قوّتك الذهنية وتميز قدراتك الإدراكية مقارنة بعموم أفراد جيلك. للاستمتاع الدائم بهذه الميزة وإبقائها متّقدة، من الجيد اتباع بعض الخطوات العملية كتدوين الملاحظات يدوياً، أو مراجعة الذكريات بشكل دوري، أو حتى سردها للأجيال الأصغر. فذلك لا يحافظ فقط على نشاط العقل، بل يوطد العلاقات العائلية، ويضيف قيمة لحياتك اليومية بشكل متجدد ومستدام.