ذكاء اصطناعي

الحشيش وتدمير القلب: دراسة جديدة تكشف مخاطر مضاعفة لم نكن نتوقعها!

مجد الشيخ
مجد الشيخ

3 د

بيّنت دراسة حديثة أن تعاطي الحشيش يزيد خطر الوفاة بأمراض القلب بنسبة 110%.

حللت الدراسة بيانات من 200 مليون شخص وأظهرت زيادة مخاطر السكتة بنسبة 20%.

حث الباحثون على معاملة الحشيش مثل التبغ وتحذير الناس من مخاطره الصحية.

اقترح الباحثون إدراج تحذيرات صحية صارمة على منتجات الحشيش لحماية المستهلكين.

منذ سنوات ونحن نسمع عن نقاشات عديدة بخصوص مخاطر استخدام الحشيش، لكن تقريراً جديداً قلب الطاولة وأثار ضجة واسعة، مع تأكيدات علمية على ارتباط مخاطر كبيرة بتعاطي هذه المادة على صحة القلب. فقد بيّنت دراسة حديثة نُشرت في مجلة "هارت" الطبية، أن استخدام الحشيش يرتبط بزيادة ملحوظة في خطر الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية، تصل إلى أكثر من الضعف.

هذا التحذير المثير للقلق لم يأتِ من فراغ، بل اعتمد على تحليل بيانات ضخمة شملت ما يزيد عن 200 مليون شخص، عبر 24 دراسة موثقة ومراجعة علمياً من قبل مؤسسات وجامعات مرموقة مثل جامعات باريس وتولوز الفرنسية. ووجد الباحثون أن مستخدمي الحشيش يواجهون مخاطر أعلى بنسبة 110% للوفاة بإحدى أمراض القلب، إلى جانب ازدياد مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 20%، وارتفاع فرص التعرض لمتلازمة الشريان التاجي الحادة بنسبة تقارب 29%، وهي الحالة التي تحدث بشكل مفاجئ بسبب توقف أو انخفاض تدفق الدم نحو القلب.

وفي ظل النتائج اللافتة، دعا باحثون من جامعة كاليفورنيا سان فرانسيسكو إلى إعادة النظر في كيفية تعامل السلطات الصحية مع الحشيش، واقترحوا أن يُعامل مثل التبغ؛ فلا يُجرم قانونياً، ولكن في الوقت نفسه يتم تثقيف الناس وتنبيههم إلى مخاطره الصحية، خصوصاً فيما يتعلق بصحة القلب. كما أوصى الخبراء بإرسال تحذيرات واضحة حول مخاطره، مع تعزيز حماية غير المدخنين من التعرض غير المباشر لدخان هذه المادة.

هذا يدفعنا للحديث بشكل طبيعي عن سبب ازدياد انتشار الحشيش في السنوات الأخيرة. الحقيقة أن اتجاه دول عديدة نحو تقنين استخدام الحشيش أو على الأقل تخفيف العقوبات المفروضة عليه أدى بالفعل إلى تغير واضح بنظرة الكثيرين له، حيث بات يُعتبر أكثر قبولاً اجتماعياً، واعتبره البعض طريقة بسيطة للترويح عن النفس، أو لتخفيف القلق والألم وحتى الملل، دون إدراك مخاطره الحقيقية والطويلة الأجل على الصحة.

لكن بعد هذه المراجعة الحديثة، أصبحت الصورة أكثر وضوحاً. أشار الباحثون أيضاً إلى ضرورة إدراج الحشيش ضمن المخاطر الرئيسية التي توضع خطط للوقاية منها على مستوى الصحة العامة تماماً كمخاطر التدخين والكحول. بل وذهبوا أبعد من ذلك، مطالبين الحكومات بوضع الحشيش داخل القطاع التنظيمي الرسمي لتلك المواد، وإلزام الشركات بوضع تحذيرات صريحة للمستخدمين على منتجات الحشيش المختلفة، بدءاً من تلك التي تُدخن وحتى التي تُستهلك في أطعمة قابلة للأكل.

وعلى الرغم من النتائج الواضحة للأبحاث، إلا أن الدراسة ما زالت تواجه بعض المحددات العلمية، بسبب وجود نقص في بعض البيانات الدقيقة وصعوبة التأكد من وجود علاقة سببية مباشرة. بالإضافة لذلك، ما زلنا بحاجة لمعرفة تفاصيل أكثر دقة حول الأنواع المختلفة من منتجات الحشيش ومدى تأثيرها على القلب، وكذلك تحديد المسؤولية النسبية للقنب والمركبات الأخرى الموجودة بمنتجاته عن هذا الضرر.

ذو صلة

من هنا، يمكننا القول إن مثل هذه الدراسات تشكل دافعاً مهماً لتوجيه الاهتمام بشكل أكبر نحو تأثيرات استخدام الحشيش على القلب والأوعية الدموية. ولأن صحة القلب هي المفتاح لحياتنا وصحتنا العامة، أصبح من المهم أكثر من أي وقت مضى أن تصل هذه المعلومات الصحية الجديدة إلى العامة بطريقة واضحة وبسيطة.

ومع زيادة وعي الناس بهذه الحقائق الصحية المهمة، فقد يكون من المفيد في المرات القادمة التركيز على الاستخدام المتكرر لكلمات مثل "التوعية" بدلاً من "التحذيرات"، لإيجاد تقبل أكبر لدى الجمهور. ويساعد هذا ببساطة على إيصال الرسالة بشكل مباشر ولطيف في الوقت نفسه. وربما يفيد أيضاً توضيح أكثر لفوارق المخاطر بين وسائل استعمال الحشيش (كالتدخين والأكل وغيرها)، مستقبلاً، لتمكين القارئ من إدارك خطرتها بوضوح تام.

ذو صلة