الزهرة يخفي جيشًا صخريًا… 20 كويكبًا قد يهاجمون الأرض ويتحولون إلى قتلة مدن

3 د
تشير الأبحاث إلى وجود كويكبات تتحرك متزامنة مع كوكب الزهرة.
رصد هذه الكويكبات صعب بسبب قرب الزهرة من الشمس.
مدارات الكويكبات تتغير بمرور الزمن ما يزيد خطر اصطدامها بالأرض.
يعتبر بعض هذه الكويكبات "أجراماً خطرة" بسبب قربها من الأرض.
يقترح إطلاق تلسكوب جديد لمراقبة الكويكبات وتأمين الأرض.
تخيل أن كوكب الزهرة، أقرب جيراننا السماويين، لا يخفي فقط أجواءً سامة وسطحاً حارقاً، بل أيضاً أسراباً من الصخور الفضائية التي قد تغير مصير الأرض في المستقبل. أحدث الدراسات العلمية تشير إلى أن عشرين كويكباً على الأقل يتحركون في مدارات “متزامنة” مع الزهرة، فيما يُرجح أن هناك المزيد لم يُرصد بعد.
وهذا يفتح الباب أمام سؤال كبير: كيف يمكن لهذه الأجسام الصغيرة أن تتحول إلى خطر عالمي؟
كويكبات مراوغة يصعب تعقبها
يطلق العلماء على هذه الصخور اسم “الكويكبات المشتركة المدار” أو “Coorbitals”، لأنها تتحرك تقريباً مع نفس مدار الكوكب ولكن بمسارات مختلفة. الملفت أن 19 منها تملك مدارات شديدة الاهتزاز، مما يجعل رصدها عملية معقدة. ولأن الزهرة أقرب إلى الشمس من الأرض، فإن الأشعة الشمسية تخفي هذه الأجرام وتجعل متابعتها بالتلسكوبات صعبة للغاية.
ومن هنا يتضح أن المعضلة ليست فقط في وجود هذه الكويكبات، بل في صعوبة ملاحظتها بدقة. وهذا يقودنا إلى النقطة التالية حول خطورة نمط دورانها عبر الزمن.
خطر غير متوقع من دوران فوضوي
الكويكبات القريبة من الزهرة تتميز بما يسميه العلماء “زمن لاياپونوف”، وهو مؤشر على مدة إمكانية التنبؤ بمسارها. المفاجأة أن هذه المدة لا تتجاوز 150 عاماً، أي أن مساراتها تصبح غير قابلة للتوقع على المدى الطويل. والأسوأ أن هذه الأجرام تغيّر مدارها كل 12 ألف سنة في دورة تُعرف بدورة “التزامن المداري”، وهو ما يزيد احتمالات تصادمها مع الأرض عند اقترابها.
وهذا يوضح السبب الذي يجعل العلماء يقرعون ناقوس الخطر، لكن هناك جانب آخر أكثر إثارة للقلق.
قتلة المدن
بعض النماذج الحاسوبية كشفت أن هناك كويكبات يقترب مدارها من مسافة أقل من 0.03 وحدة فلكية عن الأرض، وهو ما يصنفها رسمياً باعتبارها “أجراماً خطرة”. الأسوأ أن قطر بعضها قد يتجاوز 140 متراً، أي ما يكفي لإحداث دمار هائل يعادل انفجاراً نووياً إذا اصطدم بوسط حضري. ولهذا أطلق عليهم العلماء لقب “قتلة المدن”.
وإذا كانت هذه النتائج مزعجة، فما الذي يمكن أن نفعله لمواجهة خطر فضائي لا يمكن رؤيته بسهولة؟
عيون جديدة لمراقبة السماء
يقترح باحثون أن الحل يكمن في إطلاق تلسكوب مخصص بالقرب من الزهرة لمراقبة هذه الكويكبات بشكل مباشر. مثل هذا المشروع سيوفر بيانات غير مسبوقة حول طبيعة مداراتها وحجومها، ما يمكّننا من الاحتياط لأي اصطدام محتمل في المستقبل. حتى الآن لا يوجد ما يشير إلى أن أحدها في طريق مباشر نحو الأرض، لكن كما يقول العلماء: “الاستعداد أفضل من المفاجأة”.
وهذا يربط النقاش الدائر اليوم برؤية أبعد حول كيفية حماية كوكبنا من مخاطر الكون المجهول.
خلاصة
ما بين جاذبية الشمس وتناسق مدار الزهرة، يختبئ سرب كويكبات يشبه جيشاً صامتاً من الصخور العملاقة، قد لا نشعر بوجوده الآن لكنه قادر في لحظة ما أن يصبح تهديداً حقيقياً. هذه الدراسات تعيد تذكيرنا بحقيقة قديمة: الفضاء ليس مجرد مصدر للدهشة والجمال، بل أيضاً ميدان مليء بالمخاطر التي تتطلب رقابة مستمرة وتكنولوجيا متقدمة. السؤال يبقى مفتوحاً: هل نحن مستعدون لما قد يخبئه لنا جيراننا السماويون؟









