اللاعبون يدفعون الثمن: بلايستيشن 5 يقفز 25٪ فجأة.. رسوم ترامب هي السبب

أعلنت شركة سوني عن رفع أسعار النسخة الرقمية من جهاز الألعاب الشهير "بلاي ستيشن 5" بنسبة تصل إلى 25% في عدد من الأسواق العالمية، في خطوة وصفتها الشركة اليابانية بالصعبة ولكن الضرورية. وتأتي هذه الزيادة كرد فعل على الظروف الاقتصادية العالمية القاسية نتيجة للتضخم المرتفع واضطرابات أسعار صرف العملات، إضافة إلى التأثيرات الناجمة بشكل مباشر عن الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الواردات الأجنبية.

ووفق إعلان الشركة الرسمي، سترتفع أسعار النسخة الرقمية للجهاز في بريطانيا من 359.99 جنيه إسترليني إلى 429.99 جنيه إسترليني، وفي أوروبا من حوالي 399.99 يورو إلى 499.99 يورو ابتداءً من يوم الإثنين القادم، بينما ستبقى أسعار النسخة التقليدية مع قارئ الأقراص دون تغيير في الأسواق الأوروبية والبريطانية.

أما في أستراليا، فستشهد نسخة PlayStation 5 التقليدية ارتفاعًا ليصل سعرها إلى 829.95 دولارًا أستراليًا، بينما النسخة الرقمية ستصبح 749.95 دولارًا أستراليًا. كما سترتفع الأسعار في نيوزيلندا ليصبح سعر النسخة القياسية 949.95 دولارًا نيوزيلنديًا والنسخة الرقمية 859.95 دولارًا نيوزيلنديًا.

هذا القرار من سوني ليس معزولًا عن سياق اقتصادي أوسع. فمنذ إعلان الرئيس ترامب إطلاق ما سماه بـ"يوم التحرير" في الثاني من أبريل، والذي تضمن فرض رسوم جمركية بنسبة 24% على الصادرات اليابانية إلى الولايات المتحدة، أصبحت شركات التكنولوجيا الكبرى في حالة ترقب شديد لتداعيات هذه السياسة الحمائية على صناعة الإلكترونيات العالمية وعلى تكاليف الإنتاج والتوزيع.

وفي سياق متصل، كانت شركة نينتندو اليابانية المنافسة مؤخراً قد أعلنت عن جهازها المحمول الجديد "Switch 2"، ولكن سرعان ما اضطرت إلى تعليق فتح طلبات الحجز المسبق في السوق الأمريكية، للتأكد من حجم تأثير هذه الرسوم على أرباح الشركة وخططها التسويقية في الولايات المتحدة.

وقال رئيس الوزراء الياباني، شيغيرو إيشيبا، إن اليابان لن تقدم تنازلات كبيرة في المفاوضات التجارية القادمة مع الإدارة الأمريكية، معرباً عن عدم استعجال بلاده للوصول إلى اتفاق متسرع، في حين من المتوقع استمرار هذه المفاوضات في الأيام القادمة.

سوني ليست الوحيدة التي تواجه الضغوط بسبب الرسوم الأمريكية الجديدة؛ فشركة أبل ومصنّعو الهواتف الذكية وأجهزة الحواسيب المحمولة أصبحوا كذلك في قلب هذه المواجهة. ويتوقع المحللون الماليون في مصرف UBS الاستثماري صعودًا كبيرًا في أسعار هواتف آيفون على مستوى العالم بسبب الرسوم الأمريكية، حيث قدرت نسبة الارتفاع في بعض الطرازات بحوالي 79%، مع ارتفاع سعر جهاز آيفون 16 ماكس (256 جيجابايت) من 1,199 دولارًا إلى حوالي 2,150 دولارًا أمريكيًا، إذا فُرضت عليه كامل الرسوم المحتملة.

ورغم حالة القلق التي تسود قطاع التكنولوجيا، فإن الأسواق اليابانية سجلت ارتفاعًا طفيفًا بعدما أعلنت الولايات المتحدة تعليقًا مؤقتًا للرسوم الجمركية على بعض أنواع الإلكترونيات كـ "الهواتف الذكية"، وهو ما أدى إلى ارتفاع مؤشر نيكاي في طوكيو بنسبة حوالي 1%.

ومع ذلك، حذر المسؤولون الأمريكيون من أن هذا التعليق على الهواتف الذكية والحواسيب الإلكترونية سيظل قصير الأمد ومؤقتًا جدًا. وأكد ترامب في منشور عبر منصته الاجتماعية "Truth Social" بأنه لن يسمح باستغلال الولايات المتحدة من دول منافسة أو معادية مثل الصين، وأعلن الرئيس الأمريكي أيضًا عن نواياه لفتح تحقيق تجاري واسع في قطاع أشباه الموصلات (الرقائق الإلكترونية ) وكامل قطاع الإلكترونيات، محذرًا من أن "لا أحد سوف يفلت من الالتزامات الجديدة".

في الخلاصة، يبدو أن لعبة التجارة العالمية قد دخلت مرحلة جديدة من المواجهة والتوتر، تاركة الشركات والمستهلكين حول العالم في حالة من الترقب الشديد لمستقبل الأسعار والتكاليف. فهل ستكون هذه الإجراءات مقدمة لمزيد من التعقيدات الاقتصادية، أم أن التفاوض السياسي لاحقًا سيقود إلى حلول تحافظ على استقرار الأسواق؟ الأيام والأسابيع القادمة قد تحمل الإجابات التي ينتظرها الجميع بقلق.