ذكاء اصطناعي

ترامب يعطّل خطط الذكاء الاصطناعي في الصين! حتى آبل وعلي بابا لم تنجوا

ترامب يعطّل خطط الذكاء الاصطناعي في الصين! حتى آبل وعلي بابا لم تنجوا
مجد الشيخ
مجد الشيخ

2 د

تشهد طموحات "آبل" و"علي بابا" في تطوير الذكاء الاصطناعي بالصين تباطؤاً ملحوظاً.

أثرت التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة بشكل مباشر على قطاع التكنولوجيا.

تُعقّد القرارات الصينية التنظيمية تنفيذ خطط الشركات الكبرى لإطلاق خدماتها.

يُعتبر التعاون مع الجهات التنظيمية الصينية حلاً لتعميق الحوار وتجنب التعطيلات.

تواجه الشركات التقنية تحديات سياسية تجعل التأقلم والمرونة ضرورة للمستقبل.

تشهد طموحات عملاقي التكنولوجيا "آبل" و"علي بابا" لنشر خدمات الذكاء الاصطناعي في الصين تباطؤاً كبيراً، بسبب التداعيات الناجمة عن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين خلال عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وفقاً لما ذكرت صحيفة فايننشال تايمز مؤخراً. ويأتي هذا التأجيل في وقتٍ تتعمق فيه الخلافات السياسية والاقتصادية بين القوتَين الاقتصاديتَين الأكبر في العالم، مما يجعل الشركات الكبرى عالقة وسط هذه التوترات.

هذا التأخير، وفقاً لما ذكرت الصحيفة البريطانية، يرجع إلى قرارات الجهات التنظيمية الصينية في بكين، التي فضلت التريث وسط الأجواء المتوترة الحالية، والتي بدأت منذ أن فرضت الولايات المتحدة الأميركية رسومًا جمركية كبيرة على عدد من البضائع الصينية خلال فترة ترامب. وتُعد هذه الإجراءات من جهتها جزءاً من ردودِ الفعل الانتقامية بين الطرفين، والتي انعكست مؤخراً بشكل مباشر على قطاع التكنولوجيا.

من الواضح أن آبل وعلي بابا تواجهان الآن تحدياً جديداً لم يكن في حسبانهما من قبل، رغم خططهما الواعدة لإطلاق خدمات الذكاء الاصطناعي في السوق الصينية العملاقة. فالذكاء الاصطناعي، الذي يصفه الخبراء بأنه مستقبل عالم التكنولوجيا، أصبح اليوم أسيراً لصراعات تجارية سياسية قد تحد من تقدم الشركات والتقنيات وتعيق خطط التوسع المستقبلية.

ما يثير الاهتمام أن "علي بابا" باعتبارها شركة صينية محلية، تعتمد كثيراً على هذه الخطوة الاستراتيجية لتعزيز مكانتها في السوق المحلية، فيما ترى "آبل" في الذكاء الاصطناعي فرصةً لا غنى عنها لتطوير منتجات وخدمات حديثة تعزز تنافسيتها العالمية. ومع هذا المشهد المعقد، يظهر بجلاء أن التعاون بين الشركات التقنية الكبرى، رغم كل الإمكانات المادية والبشرية المتاحة، لا يزال معرضاً للعواصف السياسية التي يصعب التنبؤ بنتائجها.

ذو صلة

في ضوء الوضع الراهن، قد يكون الخيار الأنسب للشركتين التركيز في هذه المرحلة على تعميق الحوار مع الجهة التنظيمية الصينية وزيادة العمل على توضيح نواياهما وخططهما المستقبلية، مع الحفاظ على الحياد السياسي قدر الإمكان. كما أن إيجاد استراتيجيات بديلة احتياطية للتعامل مع التقلبات السياسية، وتطوير شراكات محلية مستدامة قد يكون أمراً مهماً لضمان استمرارية النشاط وتجنب المزيد من التعطيلات.

ولا شك أن حالة عدم اليقين الحالية تؤشر لمخاطر قد تواجهها شركات تكنولوجيا أخرى تخطط لمشاريع مؤثرة على المستوى العالمي. وحتى يتم تخفيف التوترات السياسية بين القوى الاقتصادية الكبرى، يبدو أن على الشركات الكبرى مثل "آبل" و"علي بابا" التكيف مع المتغيرات، ووضع خطط مرنة قادرة على استيعاب هذه التحديات، مع تعزيز التعاون والتفاهم مع السلطات التنظيمية بشكل أكبر لتجاوز هذا التحدي الراهن.

ذو صلة