ترقب عالمي لتقييم ثاني أكبر ماسة في العالم بعد اكتشافها في بوتسوانا

3 د
اكتُشفت ثاني أكبر ماسة في بوتسوانا بوزن 2488 قيراطاً، تجذب الأنظار عالميًا.
استُخرجت من منجم "كاروي" وتُقيَّم حاليًا في أنتويرب قبل طرحها في السوق.
يعزز هذا الاكتشاف مكانة بوتسوانا كأحد أبرز منتجي الماس في إفريقيا.
تُثير الماسة اهتمامًا دوليًا لعرضها إما متحفيًا أو ضمن مجموعات خاصة.
يؤكد اكتشاف "موتسويدي" والماسات الأخرى قيمة المنطقة الاقتصادية والتاريخية.
في عالم الأحجار الكريمة، نادراً ما تضبط الأنفاس قطعة واحدة كما فعلت ماسة «موتسويـدي» ذات الـ 2488 قيراطاً، والتي صُنفت كثاني أكبر ماسة في التاريخ. الحجر الضخم الذي استُخرج من أعماق منجم «كاروي» ببوتسوانا العام الماضي أصبح الآن محور اهتمام عالمي، بينما يعمل خبراء في مدينة أنتويرب البلجيكية على تقييم إمكاناته الحقيقية قبل طرحه في السوق أو عرضه في المتاحف.
ويأتي هذا الاكتشاف الاستثنائي ليعزز مكانة بوتسوانا كإحدى أهم الدول المُنتجة للماس في إفريقيا، وسط ترقب لمعرفة إذا ما ستصبح هذه الجوهرة جزءاً من تاج ملكي أو قطعة متحفية نادرة. وهذا يربط مباشرة بين الثراء الطبيعي للمنطقة ورغبة المستثمرين العالميين في اقتناء أحجار فريدة.
تقييم صعب وقيمة غامضة
رغم ضخامة الحجر، فإن تحديد قيمته المادية مهمة معقدة. وفق تصريحات شركة HB Antwerp، لا يمكن تسعير الماسة بشكل عادل قبل فحصها بدقة لمعرفة كمية الأحجار المصقولة التي يمكن استخراجها منها. مثل هذه العملية تستغرق وقتاً وخبرة، لأن أي خطأ في الشق أو القطع قد يبدّد ملايين الدولارات. وهذا يسلط الضوء على الصناعة الدقيقة والمعقدة التي تجعل تجارة الماس تختلف عن أي تجارة أخرى.
ومن الطبيعي أن ينتقل الحديث من تحديات التقييم إلى سيناريوهات مستقبلية لمصير هذه الماسة الفريدة.
بين المتاحف ومجموعات الأثرياء
الشركة البلجيكية أشارت إلى أن «موتسويـدي» لاقت بالفعل اهتماماً دولياً واسعاً، إذ يرى البعض أنها تستحق مكاناً بارزاً في صالات العرض المتحفية، نظراً لندرتها التاريخية وحجمها المذهل. في المقابل، هناك من يتوقع أن تنتهي في خزائن أحد الأثرياء أو ضمن مقتنيات شخصية لأحد الشيوخ المهتمين بالتحف النفيسة. هذه الاحتمالات تكشف كيف تحاصر الماسة الواحدة مخيلة الجمهور بين البريق الثقافي والرمزية الاقتصادية.
ولتعزيز الصورة، فإن اكتشاف هذه الماسة لم يكن حدثاً فردياً، بل جاء ضمن سلسلة من الأحجار العملاقة الأخرى.
كنز بوتسوانا المتجدد
منجم «كاروي» الذي تملكه شركة «لوكارا» الكندية كان شاهداً في السنوات الماضية على اكتشافات متوالية، بينها ماسة «سويلو» عام 2019 بوزن 1758 قيراطاً. واليوم، يأتي حجر «موتسويـدي» برفقة ثلاثة أحجار أخرى من نفس الموقع، وتُقدَّر قيمتها الإجمالية بما لا يقل عن 100 مليون دولار. هذا يؤكد أن المنطقة ليست مجرد مصدر للماس، بل مخزون إستراتيجي يفتح شهية الأسواق العالمية ويعزز اقتصاد بوتسوانا.
ومن هذا المنطلق يعود الحديث إلى مقارنة هذا الاكتشاف مع أساطير الماس السابقة.
من «كولينان» إلى «موتسويـدي»
أكبر ماسة عُثر عليها عبر التاريخ ما زالت «كولينان» بجنوب إفريقيا عام 1905، والتي بلغ وزنها 3106 قيراطاً، وأُعيد تقطيعها إلى أحجار شهيرة على رأسها «نجمة إفريقيا» الموضوعة ضمن مجوهرات التاج البريطاني في برج لندن. الآن، يُنظر إلى «موتسويـدي» بوصفها أحدث إشارة إلى استمرار قدرة القارة الإفريقية على تخزين تلك الثروات الطبيعية النادرة التي لا تفقد بريقها مع مرور الزمن.
الخاتمة
سواء استقر مصير «موتسويـدي» داخل متحف عالمي يستقبل آلاف الزوار أو في يد مقتنٍ خاص يسعى وراء التفرد، فإن الماسة تبقى شاهداً على استمرار دهشة العالم أمام هبات الطبيعة. ومع ترقب قرار التقييم، تبقى بوتسوانا في واجهة الأخبار، مضيفة صفحة جديدة إلى سجلها كأرض تفاجئ العالم بأحجار تروي قصصاً من اللمعان والندرة.









