تسريب بيانات خطير: تطبيق Meta AI يكشف تفاصيل حياة المستخدمين دون علمهم

2 د
أطلقت شركة ميتا خاصية "اكتشف" التي تعرض محادثات المستخدمين بشكل علني.
الخاصية تسمح بنشر الطلبات والمحادثات مع روبوت الذكاء الاصطناعي للجميع دون إذن.
يستخدم المستخدمون بيانات حساباتهم على إنستغرام أو فيسبوك مما يعرض خصوصيتهم للخطر.
تواجه ميتا انتقادات حول أخلاقيات التكنولوجيا وضرورة الحفاظ على خصوصية المستخدمين.
المخاوف تنتشر حول تأثير هذه الخاصية على قوانين وتشريعات الخصوصية.
منذ أن أطلقت شركة "ميتا" تطبيقها المنافس لـChatGPT والمعروف بـMeta AI، تتصاعد الانتقادات والتحذيرات حول خاصية جديدة وصفت بأنها "فرصة ذهبية لكشف خصوصيات المستخدمين دون قصد". هذه الخاصية التي أطلقت عليها ميتا اسم تبويب "اكتشف" (Discover)، تقوم بنشر مشاركات المستخدمين وطلبات المحادثة مع روبوت الذكاء الاصطناعي بشكل علني ومتاح للجميع، لتبدو أقرب لوضع حياة المستخدمين الشخصية على شاشة أمام العامة.
في البداية قد يبدو الأمر بسيطاً وربما ممتعًا، إذ تقوم المنصة بعرض بعض الطلبات الاعتيادية من المستخدمين مثل صور غريبة وعبارات مضحكة على شكل فيديوهات قصيرة، مثل "بيضة بعين واحدة باللونين الذهبي والأسود"، أو "كلب مالطي صغير يقوم بدور منقذ سباحة بطولي". ولكن مع متابعة تفاصيل هذه المشاركات، يتبين حجم الكارثة؛ فالعديد من المستخدمين لا يدركون أن محادثاتهم مع الـAI تُنشر لتصبح متاحة لباقي المشتركين والمتصفحين دون علم مسبق أو موافقة واضحة، الأمر الذي يضع هؤلاء المستخدمين في مواقف محرجة أو خطيرة أحيانًا.
وما يزيد الطين بلة أن المستخدمين في هذه الحالة يستخدمون معلومات دخول مرتبطة بحساباتهم على إنستغرام أو فيسبوك، مما يجعل من السهل جدًا الوصول إلى هوياتهم الحقيقية وتتبع تفاصيل حياتهم الشخصية. إحدى المجلات وصفت صفحة "اكتشف" في تطبيق ميتا بأنها "أكثر الأماكن إحباطًا وسواداً على الشبكة". هذه الحالة أثارت مخاوف كبيرة من انتهاكات خصوصية واسعة النطاق قد تواجه مستخدمي المنصة.
هذا الانتقاد يلقي الضوء بشكل جدي على مشكلة أخلاقيات التكنولوجيا وكيفية تعاطي الشركات مع خصوصية المستخدمين. حاليًا، تواجه "ميتا" ردود فعل واسعة ودعوات للشفافية وزيادة الوعي بين المستخدمين حول استخدام بياناتهم وطبيعة سوء الفهم الذي قد يؤدي إلى تسرب معلوماتهم الشخصية. في المقابل، الشركة لم تصدر بعد بيانًا تفصيليًا يكشف خطوات واضحة لمعالجة هذه المخاوف.
ومع استمرار هذه الأزمة التقنية والأخلاقية، تتجه الأنظار الآن إلى القوانين والتشريعات التي تُنظِّم تواصل البشر مع الذكاء الاصطناعي والشركات المطورة له. فأجهزة الرقابة والمتابعون للساحة التقنية يتساءلون إن كانت هذه الحالة ستقود إلى تغيير في القوانين والتشريعات التنظيمية، أو ستفرض معايير جديدة على منصات التواصل الكبرى بخصوص احترام خصوصية الأفراد.
في النهاية، هذه الحادثة تذكرنا جميعاً أن استخدام التكنولوجيا لا يأتي دون مخاطر، بل يتطلب الأمر منا كأفراد الانتباه بشكل مستمر لسياسات الخصوصية والإعدادات الافتراضية في التطبيقات التي نستعملها. كما يُذكِّر الشركات الكبرى مثل "ميتا" بمسؤوليتها الكبيرة في تقديم منتجات تحترم المستخدم وإعطائه خيارات أكثر وضوحاً للتحكم بمعلوماته الخاصة، لضمان ألا تكون المحادثات الخاصة مجرد مادة ترفيه عامة عن طريق الخطأ.