ذكاء اصطناعي

تطبيق الأمان… يُعلّق بسبب قلة الأمان: “TeleMessage” يوقف خدماته بعد اختراق يُحرجه أمام كبار مستخدميه

تطبيق الأمان… يُعلّق بسبب قلة الأمان: "TeleMessage" يوقف خدماته بعد اختراق يُحرجه أمام كبار مستخدميه
مجد الشيخ
مجد الشيخ

3 د

تطبيق الرسائل المشفّرة "TeleMessage"، المستخدم من قبل مستشار الأمن القومي الأميركي، تم اختراقه وأُوقف مؤقتاً كإجراء احترازي.

يُعدّ التطبيق نسخة معدّلة من Signal ويُستخدم لحفظ الرسائل لأغراض الامتثال، مما أثار شكوكاً بشأن أمانه.

تشمل البيانات المسروقة محتويات رسائل من تطبيقات متعددة، وفقاً لتقرير 404 Media، رغم نفي اختراق رسائل والتز نفسه.

أعلن ترامب تعيين والتز سفيراً في الأمم المتحدة بعد الحادثة، بينما تولى ماركو روبيو منصب مستشار الأمن القومي بالإنابة.

في خطوة مفاجئة أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والأمنية الأميركية، علّق تطبيق الرسائل المشفّرة "TeleMessage" خدماته مؤقتاً بعد تقارير أفادت بتعرضه لاختراق سيبراني. القرار جاء بعد أيام من تداول صورة لمستشار الأمن القومي للرئيس دونالد ترامب، مايكل والتز، وهو يستخدم التطبيق خلال اجتماع لمجلس الوزراء في البيت الأبيض.

الشركة المالكة للتطبيق، "Smarsh"، أكدت في بيان رسمي لقناة CNBC أنها أوقفت جميع خدمات "TeleMessage" كإجراء احترازي، مشيرة إلى أنها باشرت تحقيقاً فورياً في الحادث بالتعاون مع شركة أمن سيبراني خارجية. وأضافت المتحدثة باسم الشركة:


"لقد تحركنا بسرعة لاحتواء الحادث، وتبقى جميع منتجات Smarsh الأخرى تعمل بشكل طبيعي"


التطبيق المثير للجدل... ومن يستخدمه؟

تأسس تطبيق "TeleMessage" في إسرائيل، وهو نسخة معدّلة من تطبيق "Signal" المشهور، لكنه يُسوّق كأداة تمكن الحكومات والشركات من حفظ الرسائل لأغراض الامتثال للقوانين، مثل قوانين حفظ السجلات الفيدرالية. اللافت أن الصورة الأخيرة لمايكل والتز أظهرت تواصله عبر التطبيق مع كبار مسؤولي الإدارة الأميركية، من بينهم نائب الرئيس جي دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ومديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد، والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف.

وفقاً لتقرير صادر عن موقع 404 Media، فإن المخترق تمكن من الوصول إلى محتوى الرسائل المرسلة عبر نسخ "TeleMessage" المعدّلة من تطبيقات مثل Signal وWhatsApp وTelegram وWeChat. ورغم تأكيد الموقع على أن رسائل والتز لم تُخترق بشكل مباشر، إلا أن مجرد حصول الاختراق يثير تساؤلات جادة حول مدى أمان هذه التطبيقات المعدّلة التي يستخدمها كبار مسؤولي الدولة.


خرق لنموذج الأمان الأصلي... وتحذيرات من خبراء الأمن

الخبير الأمني توماس ريتشاردز من شركة "Black Duck" الأميركية قال في تصريح لـ CNBC:


"هذا النوع من التعديلات على التطبيقات الآمنة، مثل إضافة خاصية النسخ الاحتياطي، يُعدّ كسراً لنموذج الأمان الأصلي، ما يفتح الباب أمام تسريبات غير متوقعة للبيانات الحساسة"

من جهتها، شركة Signal أعلنت في تصريح لقناة NBC News أنها لا تستطيع ضمان الخصوصية أو الأمان لأي نسخة غير رسمية من تطبيقها، في إشارة غير مباشرة إلى ما تفعله TeleMessage.

يُذكر أن البيت الأبيض لم يعلّق بعد على تعليق خدمات التطبيق، رغم أنه دافع سابقاً عن استخدام تطبيق "Signal" داخل الإدارة، مؤكداً أن التطبيق مثبت مسبقاً على هواتف الموظفين الحكوميين ويُعتبر مقبولاً للاستخدام الرسمي.


"SignalGate" يعود إلى الواجهة

وتعيد هذه الحادثة إلى الأذهان فضيحة "SignalGate" التي وقعت مؤخراً عندما أضاف والتز صحفياً عن طريق الخطأ إلى محادثة خاصة تتعلق بخطط عسكرية وشيكة. وقد علّق ترامب لاحقاً على الحادثة خلال مقابلة مع مجلة The Atlantic قائلاً: "أعتقد أننا تعلمنا: ربما من الأفضل ألا نستخدم Signal، حسناً؟".

الغريب أن هذه التصريحات نُشرت قبل يومين فقط من اجتماع مجلس الوزراء الذي التُقطت فيه صورة والتز وهو يستخدم TeleMessage.


تداعيات سياسية: تغييرات في المناصب العليا

في أعقاب هذا الاجتماع، أعلن ترامب عن نيته ترشيح مايكل والتز لمنصب سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، بينما سيتولى ماركو روبيو—الذي يشغل حالياً منصب وزير الخارجية والمدير المؤقت للوكالة الأميركية للتنمية الدولية والأرشيف الوطني—منصب مستشار الأمن القومي بالإنابة إلى حين تعيين بديل دائم.


تساؤلات عميقة حول أمان البنية التحتية الرقمية للإدارة

تثير هذه التطورات تساؤلات جادة حول استعداد المؤسسات الحكومية للتعامل مع التقنيات الحديثة، خاصة عندما يُعاد تصميم تطبيقات مشفرة مثل Signal بما يتيح تخزين الرسائل لاحقاً، الأمر الذي قد يتعارض مع ميزات الأمان الأساسية لهذه التطبيقات.

ذو صلة

فهل ستبقى الحكومات، التي تعتمد أكثر فأكثر على حلول رقمية مخصصة، قادرة على حماية بياناتها أمام التطور السريع في أدوات الاختراق السيبراني؟ وهل يمكن التوفيق بين الامتثال لقوانين حفظ البيانات وضرورة الحفاظ على الخصوصية والسرية في عصر المعلومات؟

الأسابيع المقبلة كفيلة بكشف المزيد حول طبيعة هذا الاختراق ومدى اتساع نطاقه، خاصة مع تنامي المخاوف من أن يتحول استخدام تطبيقات معدلة من منصات آمنة إلى "حصان طروادة رقمي" داخل أجهزة الدولة.

ذو صلة