ذكاء اصطناعي

جيل “زد” يختفي على فيسبوك.. لقد أصبحت المنصة للكبار بالسن وميتا تعالج السبب

فريق العمل
فريق العمل

3 د

أعلن مارك زوكربيرغ أن ميتا تعمل على إعادة "فيسبوك الأصلي" ضمن استراتيجيتها لعام 2025، في محاولة لجذب المستخدمين الشباب.

تواجه فيسبوك انخفاضًا حادًا في أعداد مستخدمي جيل زد، حيث باتوا يفضلون تيك توك وإنستغرام وسناب شات.

رغم محاولات ميتا السابقة لاستعادة جاذبية فيسبوك، إلا أن أغلب التحديثات لم تحقق النجاح المتوقع.

لا يزال نجاح فكرة "فيسبوك الأصلي" محل شك، خاصة في ظل المنافسة المتزايدة من التطبيقات الجديدة والمنصات المفتوحة.

في مكالمة الأرباح الخاصة بالربع الرابع من عام 2024، كشف الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، مارك زوكربيرغ، عن نيته إعادة "فيسبوك الأصلي" (OG Facebook) ضمن أهداف الشركة الرئيسية لعام 2025، في خطوة تهدف إلى جذب المزيد من المستخدمين الشباب الذين باتوا يشكلون تحديًا لبقاء المنصة.

ورغم أن التفاصيل حول التغييرات المتوقعة لا تزال غامضة، إلا أن زوكربيرغ أوضح أن ميتا تخطط للاستثمار في هذا التحول وبذل الجهود لتحقيقه، مؤكدًا أن هناك "فرصًا كبيرة لجعل فيسبوك أكثر تأثيرًا من الناحية الثقافية".


تحديات فيسبوك: تراجع شعبيته بين جيل الشباب

يواجه فيسبوك تحديًا متزايدًا في استقطاب المستخدمين الشباب، خاصة مع استمرار تزايد متوسط عمر مستخدميه الأساسيين. وفقًا لدراسة أجرتها شركة eMarketer في أغسطس 2024، فإن المستخدمين الأميركيين من جيل زد (الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عامًا) يقضون وقتًا أطول على منصات مثل تيك توك وإنستغرام وسناب شات، حيث يتجاوز الوقت الذي يمضونه على هذه التطبيقات ضعف الوقت الذي يقضونه على فيسبوك مقارنة بباقي الفئات العمرية.

كما أظهرت دراسة لمركز بيو للأبحاث أن نسبة المراهقين الأميركيين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عامًا والذين يستخدمون فيسبوك قد تراجعت بشكل ملحوظ، من 71% في 2014-2015 إلى 33% فقط في 2024، مما يعكس تحولًا جذريًا في تفضيلات الجيل الجديد.


جهود ميتا لاستعادة الزخم: هل تنجح محاولات إحياء "فيسبوك الأصلي"؟

لم تكن هذه المحاولة الأولى من ميتا لاستعادة اهتمام الشباب، حيث أطلقت الشركة في أكتوبر 2024 تحديثًا لمنصة فيسبوك ركّز على تلبية احتياجات جيل زد، عبر تعزيز المحتوى المحلي، ودعم مقاطع الفيديو، وتحسين المجموعات، إلا أن هذه التعديلات لم تُحدث الأثر المتوقع، في محاولة لإدخال تعديلات جذرية وتنافس شرس مع تيك توك يعيدان لها الآلق.

أما الآن، فتسعى ميتا إلى البناء على هذه الجهود عبر تقديم تغييرات أكثر عمقًا خلال عام 2025، لكن يبقى التساؤل قائمًا حول ما إذا كانت هذه المحاولات ستنجح في مواجهة المنافسة القوية من تيك توك، الذي لا يزال المنصة المفضلة لجيل زد.


المخاطر والتحديات: هل ستتمكن ميتا من تحقيق التوازن؟

أشار زوكربيرغ إلى أن التغييرات القادمة قد تؤثر على العائدات المالية على المدى القريب، وهو ما قد يشير إلى أن بعض القرارات ستتطلب تضحيات تجارية لاستعادة جاذبية فيسبوك.

من جهة أخرى، أظهر الشباب الأميركي استعدادهم للانتقال إلى منصات أخرى إذا تعرض تيك توك للحظر في الولايات المتحدة، حيث شهد تطبيق RedNote الصيني - المشابه لتيك توك - زيادة كبيرة في عدد التنزيلات خلال فترة الحظر المؤقت لتيك توك، ما يعكس استعداد المستخدمين لتجربة بدائل أخرى بدلاً من العودة إلى فيسبوك.


مستقبل فيسبوك بين المنافسة والتغيير

تاريخيًا، حاولت ميتا إعادة خلق الإحساس "الحصري" الذي تميز به فيسبوك عند إطلاقه، عبر منصات مثل "Campus" المخصصة للطلاب الجامعيين، لكن هذه المحاولات فشلت في تحقيق النجاح المطلوب، ما يثير تساؤلات حول جدوى العودة إلى "فيسبوك الأصلي" كاستراتيجية لاستعادة الشباب.

إضافة إلى ذلك، يشهد العالم تطورًا في منصات التواصل الاجتماعي المبنية على أنظمة مفتوحة مثل ActivityPub (المستخدم في Mastodon) وAT Protocol (المستخدم في Bluesky)، والتي توفر استقلالية أكبر للمستخدمين عن الشركات الكبرى، مما قد يُشكل تحديًا إضافيًا لميتا.

ذو صلة

محاولة لإخفاء التراجع؟

لطالما سعت ميتا لإخفاء التراجع في شعبية فيسبوك عن المستثمرين، حيث قامت منذ 2019 بتغيير طريقة تقديم بيانات المستخدمين عبر التركيز على الأرقام الإجمالية لعائلة تطبيقاتها بدلاً من تقديم إحصائيات فردية لكل تطبيق. وفي 2024، ألغت الشركة بشكل نهائي الإبلاغ عن المستخدمين النشطين يوميًا وشهريًا على مستوى التطبيقات الفردية، وهو ما اعتبره البعض محاولة للتمويه على تراجع شعبية فيسبوك تحديدًا.

ذو صلة