ذكاء اصطناعي

ما الذي يختبئ تحت الأمواج؟ العثور على 3 كائنات لم يسجلها التاريخ من قبل

محمد كمال
محمد كمال

3 د

أعلن فريق علمي دولي عن اكتشاف ثلاث أنواع جديدة من سمك الحلزون في المحيط الهادئ.

استُخدمت تقنيات التصوير والغواصات الروبوتية لمراقبة وتصوير هذه الكائنات لأول مرة.

تتميز هذه الأنواع المكتشفة بأجساد هلامية وجلود مرتخية، تكاد تبدو ككائنات أسطورية.

يعكس هذا الاكتشاف التنوع الاستثنائي والخصائص الفريدة لأعماق البحار.

جمع البحث الأخير جهود جامعات عالمية، مما أكسبه مصداقية علمية عالية.

هل شعرت يوماً بالفضول حول الكائنات الغامضة التي تعيش أسفل أعماق المحيط، حيث الظلام والضغط الخانق؟ في خبر يثير الدهشة، أعلن فريق علمي دولي حديثاً عن اكتشاف ثلاث أنواع جديدة تماماً من سمك الحلزون في أعماق المحيط الهادئ بالقرب من سواحل كاليفورنيا، في خطوة تكشف عن جوانب ما زالت مجهولة من الحياة البحرية العميقة.

في مقدمة هذا الكشف المثير، كانت التكنولوجيا المتطورة في خدمة العلماء، إذ مكّنتهم كاميرات وغواصات روبوتية متقدمة تابعة لمعهد مونتيري لبحوث الأحياء المائية من مراقبة وتصوير هذه الكائنات المذهلة للمرة الأولى على الإطلاق. هذه الأسماك الجديدة التي أُطلق عليها لقب "سمك الحلزون الوعر"، تمتاز برؤوس ضخمة وأجساد هلامية مغطاة بجلد مرتخٍ، مما يكاد يجعلها تبدو أقرب إلى مخلوقات أسطورية منها إلى كائنات بحرية مألوفة. ومن هنا ندرك كيف ساهم تطوّر الأدوات العلمية في إلقاء الضوء على أشكال الحياة الخفية تحت أعماق المحيط.


أسرار أعماق البحار وخصائص سمك الحلزون

تقدير العلماء لبيئات المياه العميقة ينبع من إدراكهم لكم التنوع المدهش للكائنات التي تسكن هناك. سمك الحلزون يتبع عائلة تعرف باسم "ليباريادي"، ويشتهر بقدرته على التأقلم مع ظروف القاع البحري القاسية. يمتلك معظمها قرصاً في البطن يساعدها في التثبّت على القاع أو حتى التعلّق بكائنات أخرى كسرطان البحر. في البيئات الضحلة، من المعتاد رؤية حلزونات البحر تلتف حول الصخور والأعشاب البحرية مثل القواقع.

إلى جانب الشكل الغريب، يكشف العلماء أن هناك أكثر من 400 نوع معروف من سمك الحلزون حول العالم، بعضها يسكن المسابح القريبة من الشاطئ، لكن بعضها الآخر يحقق أرقاماً قياسية ببلوغ أعمق النقاط على وجه الأرض. وهذا يكرّس صورة أعماق البحار كموطن للتنوع الاستثنائي والخصائص الفريدة، ويزيد من رغبة الباحثين في مواصلة البحث وأمله في المزيد من الاكتشافات المستقبلية.

ولأن دراسة هذه الكائنات تتطلب مجهودات ضخمة وتعاوناً بين مؤسسات بحثية مختلفة، فقد جمع العمل الأخير خبراء من جامعة ولاية نيويورك، وجامعة مونتانا، وجامعة هاواي، ما منح الاكتشاف قوة علمية ومصداقية عالية. هكذا يبرز دور التعاون العلمي في فهم أسرار التنوع البيولوجي البحري.


أهمية البحث والتقدم التقني في علم البحار

في هذا السياق، لعبت أدوات الاستكشاف البحري الدقيقة دوراً محورياً في جمع السمك الجديد من موقعين مغمورين في المحيط على بعد أكثر من مئتي كيلومتر من السواحل. استخدمت الفرق غواصة أبحاث متخصصة تُدعى "ألفين" ونظاماً مستقلاً يُسمى "دوك ريكتس" لجمع العينات من أعماق تتجاوز 4 آلاف متر، ما يعادل أكثر من 13 ألف قدم تحت سطح الماء. وبفضل تقنيات التصوير المجهري وفحوصات المقاطع ثلاثية الأبعاد واختبارات الحمض النووي، تم التأكد بشكل قاطع أن الأنواع المكتَشفة تمثل إضافة فريدة لمجموعة سمك الحلزون وتشكل فروعاً جديدة في شجرة تطور هذه العائلة.

يعني هذا التقدم أن علم التصنيف، وهو تخصص البحث في الكائنات الحية وفرزها بحسب خصائصها، يبقى حجر الزاوية في حمايتنا للتنوع البيولوجي وفهمنا لما يحيط بنا من حياة. ومع تزايد استخدام تحليل الجينات إلى جانب الفحص الخارجي، بات بإمكان العلماء الإحاطة بالتشابهات والاختلافات الدقيقة التي تميّز حتى أكثر الكائنات تشابهاً من الوهلة الأولى. هذا الربط بين التقدم التقني وطموحات الباحثين ساعد في دفع حدود المعرفة إلى أعماق لم يكن بالإمكان الوصول إليها سابقاً.

ذو صلة

وتأتي أهمية هذه الأعمال أيضاً من حقيقة أن النطاقات العميقة تشكل نصف سطح كوكب الأرض تقريباً، فيما لا تزال الفجوات الكبيرة في معرفتنا بكائنات "الأعماق السحيقة" قائمة. ولهذا كل اكتشاف جديد يُعد لبنة أساسية في بناء صورة أكثر اكتمالاً عن شبكة الحياة البحرية.

في ختام هذا الحدث العلمي، يحث الخبراء والمختصون الجميع على تقدير أهمية الأبحاث الاستكشافية في أعماق المحيطات، إذ تذكّرنا هذه الاكتشافات بأن عالَمنا يزخر بالمفاجآت وأن كل رحلة بحث ربما تحمل في طياتها قصة جديدة عن الحياة، تدفع حدود معرفتنا وتثري أسئلتنا حول التنوع الهائل في محيطات الأرض. ومع كل تطور في التكنولوجيا وتعاون بين فريق وآخر تتعزز فرص العثور على مزيد من الغرائب البحرية مستقبلاً.

ذو صلة