ذكاء اصطناعي

مسؤول توظيف في تيك توك وجوجل وأوبر.. قد يكون هذا الخطأ الشائع في السيرة الذاتية سببًا لعدم تلقيك أي رد

فريق العمل
فريق العمل

3 د

ضرورة التركيز على النتائج والأثر الاقتصادي في السيرة الذاتية.

أهمية تحويل المسؤوليات اليومية إلى إنجازات ملموسة.

قيمة الخبرة العملية في شركات كبرى هي دليل على التميز والكفاءة.

تُظهر السيرة الذاتية المثالية قدرة المرشح على تحقيق أهداف العمل وتعزيز الأداء الاقتصادي.

في ظل التنافس الشديد في سوق العمل، يبرز التحدي الأكبر للباحثين عن وظيفة في صياغة سير ذاتية تُبرز القيمة الحقيقية لإنجازاتهم، وليس مجرد سرد للمسؤوليات التي قاموا بها. تناولت مقابلة حديثة نشرتها "Business Insider" يوم 16 مارس 2025 مع فرح شرقي، خبيرة التوظيف السابقة والتي عملت مع عمالقة التكنولوجيا مثل جوجل وتيك توك وأوبر ولافت، أن الخطأ الأكثر شيوعاً في كتابة السير الذاتية هو التركيز على الواجبات والمسؤوليات دون توضيح النتائج والمنافع الاقتصادية التي تحققت بفضل العمل المنجز.


بين العمل والنتائج

أوضحت فرح شرقي، التي قامت بإجراء آلاف المقابلات خلال مسيرتها المهنية في مجال التوظيف، أن العامل الأساسي الذي يتجاهله الكثير من المرشحين هو إدراكهم للمتطلبات الحقيقية للشركات، فالشركات بحسب رؤيتها، ليست مؤسسة تقدم خدمات مجانية، بل هي كيانات تهدف لتحقيق الربح وتعزيز الأداء الاقتصادي. ومن هنا، يجب على الباحث عن عمل أن يوضح كيف ساهمت جهوده في تحقيق النتائج الإيجابية التي تعود بالنفع على الأعمال التجارية.


سرد الأحداث وتحليل الموقف

أثناء المقابلة، شددت فرح على أن التركيز على سرد الأنشطة اليومية فقط لا يُظهر القيمة الحقيقية للعمل. ففي كثير من الأحيان، يجد المرشحون أنفسهم يُدرجون في سيرهم الذاتية قوائم تفصيلية لما قاموا به من مهام دون الإشارة إلى النتائج والإنجازات التي أدت إلى تحسين الأداء المالي أو التشغيلي للشركات التي عملوا بها. وقد أوضحت قائلاً: "إذا كنت تتبادل عملك مقابل المال، يجب عليك أن تسأل نفسك: ما هو الأثر الذي أحدثته جهودك على الشركة؟"

من خلال توجيه نصائحها، تحث فرح الباحثين عن عمل على التفكير بعمق في القيمة التي يقدمونها، وكيف يمكن تحويل هذه القيمة إلى أرقام ونتائج ملموسة تُظهر تفوقهم وتميزهم عن المنافسين. فتجربة العديد من مقابلاتها مع مرشحين مختلفين أكدت أن من لا يستطيع تحديد النتائج المحققة في وظيفته السابقة غالباً ما يُترك خلف الركب في سوق العمل التنافسي.

كما أشارت إلى أن السيرة الذاتية المثالية يجب أن تتضمن معلومات دقيقة حول النتائج العملية، مثل زيادة نسبة المبيعات، تحسين الكفاءة التشغيلية، أو تحقيق نمو ملحوظ في الإيرادات. هذه النقاط تُعطي انطباعاً واضحاً للجهات التوظيف بأن المرشح يفهم ديناميكيات العمل التجاري وقدرته على تحقيق أهداف الشركة.


الخلفية والسياق الاقتصادي

في ظل الاقتصاد العالمي المتقلب، أصبح من الضروري على الشركات أن تتخذ قرارات تعتمد على تحليل النتائج الفعلية للأداء الوظيفي. ولهذا، يتعين على الباحثين عن عمل أن يُظهروا بجلاء كيف ساهموا في تحقيق النمو الاقتصادي لشركاتهم السابقة. تُبرز النصائح التي تقدمها فرح شرقي أهمية تحويل المعلومات الشخصية إلى قصة نجاح تجارية تُبرِز الكفاءة والابتكار. إذ أن المؤسسات التجارية تقدر المرشحين الذين يستطيعون الربط بين مهاراتهم الشخصية وبين الأهداف المالية والاستراتيجية للمؤسسة.

إضافة إلى ذلك، فإن الخبرة المكتسبة من العمل في شركات كبرى مثل جوجل وتيك توك تُعد دليلاً على التميز والقدرة على تحمل المسؤوليات في بيئات عمل ديناميكية ومتغيرة بسرعة. وهذا ما يجعل من النصائح التي تقدمها فرح أكثر أهمية وواقعية، إذ تستند إلى تجارب حقيقية ومباشرة من عالم الأعمال الحديث.

ذو صلة

إعادة النظر في مفهوم السيرة الذاتية

ختاماً، تُعدّ السيرة الذاتية بمثابة الواجهة الأولى للتواصل مع أصحاب العمل. وفي ضوء الحديث الذي أجرته فرح شرقي مع "Business Insider"، يتضح أن الخطأ الجوهري يكمن في عدم إظهار القيمة الحقيقية التي يضيفها المرشح للشركة. يجب على الباحثين عن عمل إعادة النظر في نهجهم التقليدي والاعتماد على سرد إنجازاتهم على شكل نتائج ملموسة تُبرهن على قدرتهم على تحقيق الأرباح والنمو الاقتصادي. هذه الخطوة قد تكون الفارق بين النجاح والفشل في الحصول على الفرص الوظيفية المرموقة.

ذو صلة