ذكاء اصطناعي

مفاجأة في فمك… ضروس العقل تحتوي على خلايا يمكنها تجديد أعضاء الجسم!

محمد كمال
محمد كمال

3 د

كشف علماء إسبان أن ضروس العقل تحتوي على خلايا جذعية فريدة.

تستطيع هذه الخلايا تجديد الأعصاب والقلب والغضاريف المتمزقة.

تشكل ضروس العقل موردًا آمنًا ومتاحًا للخلايا الجذعية مقارنةً بمصادر أخرى.

تسهم الأبحاث في إنشاء بنوك حيوية لحفظ ضروس العقل المستخلصة.

تفتح الاكتشافات آفاقًا جديدة في الطب التجديدي وتحسين صحة الإنسان.

قد يرى أغلب الناس في ضروس العقل عبئًا صحيًا لا فائدة منه سوى تكاليف الجراحة لاستئصالها، لكن علماء من جامعة إقليم الباسك الإسبانية قلبوا هذه النظرة رأسًا على عقب بعدما كشفوا أن هذه الأسنان تحتوي على نوع فريد من الخلايا الجذعية يمكنه إعادة بناء أنسجة متعددة داخل الجسم.

يشير الفريق البحثي بقيادة الدكتور غاسكون إباريتشي إلى أن الجزء اللين في مركز الضرس، أو ما يسمى **اللب السني (dental pulp)**، يخفي خلايا غير ناضجة يمكن تحويلها إلى خلايا عصبية أو قلبية أو عظمية. هذه القدرة المذهلة تجعل من ضرس كان يُعدّ “زائدًا” موردًا بيولوجيًا ثمينًا لأبحاث تجديد الأنسجة ومعالجة أمراض الدماغ والقلب.

يتواصل الاهتمام العلمي بهذه النتائج المثيرة لما تفتحه من آفاق جديدة في الطب التجديدي. وهذا يقودنا إلى سؤال الاستفادة العملية من هذه الخلايا خارج المختبر.


خصائص فريدة وسرعة في الترميم

تكشف بيانات نُشرت في مجلة *Stem Cell Research* أن الخلايا المستخرجة من لب ضروس العقل تتميز بسرعة تكوين أنسجة معدنية تفوق نظيراتها المستخرجة من نخاع العظم. كما أظهرت التجارب على الفئران أن إفرازات هذه الخلايا ساعدت في تحسين قدرة القلب على ضخ الدم بعد الإصابة بفشل قلبي، بينما شكلت في أطباق الزراعة طبقات مرتبة من الكولاجين والكالسيوم تجعلها مثالية لإصلاح الغضاريف والمفاصل التالفة.

وهذا بدوره يربط بين هذه الأبحاث وموجة الابتكارات الحديثة في طب الأسنان التي تبحث في زراعة الأسنان ونمو الأنسجة بشكل طبيعي دون تدخل صناعي.


مصدر سهل وآمن للخلايا الجذعية

من الناحية اللوجستية، يوفر ضرس العقل حلاً عمليًا مقارنة بمصادر الخلايا الجذعية الأخرى مثل نخاع العظم الذي يتطلب إجراءات مؤلمة، أو الأجنة والمشيمة التي تحيط بها اعتبارات أخلاقية. بما أن الجميع تقريبًا يمتلكون ضروس عقل، وغالبًا ما تُزال خلال فترة المراهقة حيث تكون المادة الوراثية لا تزال سليمة، فإنها تشكل مصدرًا آمناً وغنياً للخلايا الجذعية.

تقدّر بعض المواقع العلمية أن أكثر من عشرة ملايين ضرس عقل يُستأصل سنويًا، ما يعني إمكانية ضخمة لإنشاء **بنوك حيوية (biobanks)** لحفظ هذه الخلايا. ويمكن لعيادات الأسنان التعاون مع شركات متخصصة، مثل تلك التي تقدم مجموعات حفظ معقمة تُجمد فيها الأسنان مباشرة بعد الإزالة لتُنقل لاحقًا إلى مختبر يضمن استخلاص اللب وحفظه للاستخدام المستقبلي.

ذو صلة

يؤكد الباحثون أن استخدام خلايا الإنسان نفسه يزيل خطر رفض الجسم للخلايا المزروعة، ويختصر زمن الانتظار ويخفض الكلفة العلاجية المستقبلية إذا أثبتت هذه التقنيات نجاحها السريري. وهذا يفتح الباب أمام نوع جديد من “التأمين الخلوي” قد ينقذ أعضاء مريضة في المستقبل بمواد مستخرجة من ضروس أزيلت يومًا ما دون مبالاة.

ختامًا، يبدو أن ضروس العقل التي طالما عُرفت بأنها “أسنان لا لزوم لها” تخفي حكمة بيولوجية حقيقية، فقد تتحول من بقايا تطورية إلى مفاتيح علاجية لتجديد القلب والعصب والغضروف. ومع التقدم المتسارع في مجال الخلايا الجذعية، ربما يأتي يوم تُرسَل فيه هذه الأضراس إلى المختبر بدل سلّة النفايات، لتعود يومًا ما وتنقذ حياة صاحبها.

ذو صلة