من دون لايكات أو متابعين… تطبيق نيبتون الجديد ينافس تيك توك

3 د
يقدم تطبيق "نبتون" الجديد مساحة للتعبير الإبداعي بعيدًا عن العدد المنطقي للإعجابات والمتابعين.
يهدف إلى تقليل الضغط النفسي من خلال إخفاء أعداد المتابعين والإعجابات بشكل اختياري.
يتيح للمستخدمين ميزة "Hop Back" لمتابعة الفيديو من حيث توقفوا، ما يضيف الراحة.
يركز على المحتوى الجيد وليس التفاعلات الضخمة لجذب منشئي المحتوى الجدد.
يسعى لتطوير ميزات جديدة مثل البث المباشر والتحكم المتقدم في التطبيق مستقبلًا.
أصبح واضحًا أننا في عصر تملأه التطبيقات ومنصات التواصل، وكل بضعة أشهر يظهر منافس جديد يحاول استقطاب الاهتمام من عمالقة كبار مثل تيك توك ويوتيوب وإنستغرام، وهذه المرة يأتي الدور على تطبيق جديد يطلق عليه اسم "نبتون" (Neptune)، والذي قد يبدو متميزًا قليلًا عن منافسيه المعروفين.
نبتون.. إبداع أهم من الأرقام!
مُنذ إطلاقه التجريبي المحدود، استطاع التطبيق الجديد أن يلفت أنظار عدد كبير من الشباب الطامحين في إيجاد مساحة مختلفة للتعبير عن أنفسهم. من خلال تجربة تجريبية شارك فيها حوالي ألف مستخدم وأكثر من 400 ألف شخص على قائمة الانتظار، من المتوقع أن يشهد التطبيق إقبالًا كبيرًا عند إطلاقه بشكل رسمي قريبًا في متجر أبل "آب ستور" الأسبوع المقبل، ملحقًا بعدها بنسخة على جوجل بلاي خلال الستة أشهر القادمة.
تحكي مؤسسة التطبيق، آشلي دارلينغ، عن رحلتها مع نبتون فتقول:
"أمضيت سنوات عديدة في العمل مع منشئي المحتوى المستقلين، سواء كصانعة محتوى أو مديرة مواهب في إحدى الشركات، ودائمًا ما سمعت نفس الشكوى تتكرر: أين ذهب الجانب الممتع والإبداعي في منصات التواصل؟ لماذا صارت الأرقام أهم من الإبداع؟ لذلك قررت ألا أنتظر وأن أبادر بنفسي وأبني منصة تعيد الاهتمام إلى المحتوى الإبداعي بعيدًا عن السباق على عدد المتابعين والإعجابات."
مزايا مختلفة عن منافسيه
في حين يتشابه نبتون إلى حد كبير مع المنصات الأخرى في عرضه لمقاطع الفيديو القصيرة بشكل عمودي، وإمكانية التعليق وتصفح المحتوى، إلا أنه يتميز بعدة نقاط ستجذب عددًا كبيرًا من منشئي المحتوى المعروفين ومستخدمي هذه التطبيقات.
من أبرز هذه الميزات، يتمكن مستخدمو نبتون من إخفاء عدد المتابعين والإعجابات، وهي خاصية اختيارية وليست إجبارية، تهدف إلى تقليل الضغط النفسي والاجتماعي الذي يشعر به المستخدمون بسبب المقارنة المستمرة التي تحدث بناء على أرقام الإعجابات والمتابعين. وهذا يسمح لصناع المحتوى بالتركيز بشكل أكبر على جودة المحتوى والتفاعل الإبداعي بدلًا من الدخول في منافسة رقمية لا تنتهي.
وتعتزم المنصة تقديم فرص دخل مالية مختلفة لمنشئي المحتوى، على هيئة الاشتراكات، والتبرعات، واقتطاعات من أرباح البث المباشر مستقبلاً.
خوارزمية عادلة تفتح الفرص للجميع
ومن الأمور التي قد تُكسِب التطبيق ميزة تنافسية إضافية، هي طريقة عمل الخوارزمية المستخدمة. إذ تقول إدارة نبتون إن الخوارزمية ستمنح الأولوية للمحتوى الجيد والمواضيع التي تهم المستخدمين، بدلًا من التركيز على المحتوى الذي يحصل على تفاعلات ضخمة فقط، وهو أمر قد يساعد صناع محتوى جدد وغير مشهورين على الظهور والتألق.
يصف تيمور توقبرك، مسؤول التسويق الرئيسي في التطبيق، هذه الفلسفة بقوله:
"نعيد القوة إلى أيدي المبدعين الذين صنعوا الإنترنت، بعيدًا عن مراقبة الشركات وسلطة الخوارزميات الجافة؛ فهدف نبتون الحقيقي هو خلق التواصل والإبداع لا الشهرة أو زيادة عدد المتابعين فقط".
خيارات جديدة لراحة المستخدم
ميزة أخرى تحظى بالانتباه هي ميزة "Hop Back"، تتيح هذه الخاصية للمستخدم متابعة الفيديو الذي تركه من نقطة الإيقاف عند تحديث التطبيق بدون الحاجة إلى إعادة البحث عنه مرة أخرى، وهي خاصية تضيف المزيد من الراحة لمستخدمي التطبيق.
طموحات مستقبلية لتطوير التطبيق
رغم هذه الإيجابيات الطموحة، إلا أن التطبيق لا يزال في المرحلة الأولى ويعاني من بعض النقص في الميزات مثل أدوات التحكم والتعديل المتقدمة داخل التطبيق، والرسائل المباشرة بين المستخدمين. لكن فريق نبتون يؤكد أن العمل جارٍ بالفعل لإضافة هذه الميزات والعديد من الأدوات الأخرى، بما في ذلك البث المباشر وقوائم التشغيل وإضافة مقاطع الموسيقى، بعد الانتهاء من مرحلة الإطلاق الأولية.
ما زال أمام تطبيق نبتون رحلة طويلة بالطبع قبل أن يستطيع إثبات نفسه كمنافس قوي لتيك توك ويوتيوب شورتس في عالم الفيديوهات القصيرة. ولكن بطرح هذه الأفكار الجديدة التي تعيد الأمور إلى نصابها وتولي الإبداع أهمية أكبر من الشهرة والتنافس الرقمي المحموم، ربما نجد نبتون يحصد نجاحًا متزايدًا ويجذب إليه من يشعرون بالإرهاق من أجواء المنافسة والضغط التي تفرضها منصات التواصل الحالية.