موجة جديدة من التسريحات في أمازون: الذكاء الاصطناعي يحل محل الوظائف التقليدية

3 د
أعلن آندي جاسي عن تقليص الوظائف في أمازون بسبب تقنيات الذكاء الاصطناعي.
ستقل الحاجة للموظفين نتيجة تحسين العمليات بالذكاء الاصطناعي.
شهدت أمازون تسريحًا تجاوز 27,000 موظف منذ 2022 لتقليل النفقات.
التكيف مع التكنولوجيا يوفر فرصًا للموظفين الحاليين لتطوير مهارات جديدة.
تشجع أمازون على استغلال إمكانيات الذكاء الاصطناعي داخل الشركة.
في خطوةٍ جديدة تلفت انتباه الأسواق والموظفين في قطاع التكنولوجيا، أعلن الرئيس التنفيذي لشركة أمازون، آندي جاسي، عن توجّه الشركة إلى تقليل عدد الوظائف بسبب تزايد استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وزيادة كفاءتها. وتأتي هذه التطورات فيما تتنافس شركات التكنولوجيا الكبرى بشكل متزايد على تبني الذكاء الاصطناعي للاستفادة من فرصه وتقليل تكاليف التشغيل.
وفي مذكرة داخلية وجهّها جاسي إلى موظفي الشركة مؤخراً، أوضح أن اعتماد التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي التوليدي (Generative AI) سيغيّر بشكل واضح طريقة أداء الوظائف داخل أمازون. حيث أكد حاجة الشركة إلى عدد أقل من الموظفين في بعض الوظائف الحالية، مع ضرورة توجيه مزيد من الجهود نحو مجالات عمل جديدة تستدعي مهارات مختلفة. ومع أن المذكرة لم تحدد عددًا معينًا من الموظفين المراد تسريحهم خلال السنوات المقبلة، إلا أنها ذكرت بوضوح أن عمليات التخفيض في عدد الموظفين تأتي كنتيجة لتحسين العمليات بفضل استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل موسع.
ويأتي هذا الإعلان في سياق أوسع لسياسة تقليل النفقات التي تبنتها أمازون خلال السنوات الماضية، والتي شهدت بالفعل تسريح أكثر من 27,000 موظف منذ عام 2022، مع تركز هذه التخفيضات بالأساس في قطاعات الأجهزة والخدمات، وقسمي الكتب والترفيه الرقمي. وأوضح جاسي أن لدى أمازون حالياً أكثر من 1,000 من التطبيقات والخدمات التي تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، مؤكداً أن هذا الرقم "لا يمثل سوى نسبة بسيطة مما تنوي الشركة إطلاقه مستقبلاً".
ولا تقتصر هذه الرؤية على أمازون فقط، حيث أن أغلب الشركات التقنية الكبرى أصبحت تعتمد بشكل واضح على الذكاء الاصطناعي في استراتيجية أعمالها. فقد وجه الرئيس التنفيذي لشركة "شوبيفاي"، توبي لوتكه، مؤخراً رسالة مشابهة إلى موظفيه، جاء فيها أن طلبات التوظيف الجديدة ينبغي أن تبرِّر بشكل واضح سبب عدم إمكانية إنجاز المهام المطلوبة باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي. من جانب آخر، تبنّت شركة "ديولنغو" تعليم اللغات توجهاً جديداً يعرف بـ "AI-first"، معلنة نيتها الاستبدال التدريجي للعاملين المتعاقدين لديها بحلول الذكاء الاصطناعي.
لكن ماذا عن موظفي أمازون الحاليين؟ بحسب كلام جاسي في مذكرته، فإن الفرصة متاحة أمام أولئك الذين سيتكيفون بشكل أفضل مع التكنولوجيا الجديدة وسيتمكنون من استغلال إمكانيات الذكاء الاصطناعي. فهو يشجع الموظفين على مواكبة هذه التغيرات، قائلًا بشكل واضح وصريح: "أولئك الذين يتفاعلون بشكل إيجابي ويصبحون متمكّنين من مهارات الذكاء الاصطناعي ويساعدون في تطوير خدماتنا للعملاء، سيتبوأون مواقع هامة وسيساهمون بشكل فعال في إعادة تشكيل مستقبل أمازون".
وعلى الرغم من أن هذه الخطط قد تشكّل تحدياً حقيقياً للموظفين، فمن المؤكد أن الاستعداد والتكيف المستمر مع التطورات التكنولوجية سيبقى مطلباً أساسياً في سوق العمل، خاصة في قطاع شديد التنافسية مثل قطاع التكنولوجيا.
ويمكن القول إجمالاً إن رؤية شركة بحجم أمازون بخصوص تقليل الوظائف بسبب الذكاء الاصطناعي تدل على تغير واضح في سوق العمل، وتعكس أهمية سرعة التكيف مع الموجة الجديدة من التقنيات. ومع ذلك، قد يكون من الأفضل لو تم إيضاح المجالات الجديدة ومسارات التعلّم التي يمكن التركيز عليها للمساعدة في تعزيز الشعور بالطمأنينة والأمان لدى الموظفين. بالتالي، سيكون تعزيز الوضوح حول فرص التدريب وإعادة التأهيل الداخلي عنصراً ضرورياً وهاماً في تحقيق انتقال ناجح للشركة وموظفيها في عصر الذكاء الاصطناعي.