ذكاء اصطناعي

ناسا: كويكب “مدمر المدن” لديه الآن احتمال بنسبة 3.1% للاصطدام بالأرض

فريق العمل
فريق العمل

4 د

كشفت بيانات ناسا أن احتمالية اصطدام الكويكب 2024 YR4 بالأرض في 2032 تبلغ 3,1%، وهي النسبة الأعلى المسجلة لكويكب بهذا الحجم.

يراقب العلماء الكويكب عن كثب، ومن المقرر أن يجري تلسكوب جيمس ويب الفضائي مزيدًا من التحليل لمساره في مارس 2025.

في حال اصطدم الكويكب بالأرض، فقد يتسبب في انفجار جوي هائل بقوة تعادل 500 ضعف قنبلة هيروشيما، أو حتى إحداث فوهة تصادمية إذا كان حجمه عند الحد الأعلى من التقديرات.

رغم المخاطر، يملك العلماء عدة وسائل محتملة لتغيير مسار الكويكب، بما في ذلك الاصطدام المباشر، استخدام الليزر، أو التفجير النووي كخيار أخير.

كشفت بيانات حديثة صادرة عن وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) أن هناك احتمالًا بنسبة 3.1% أن يصطدم كويكب أُطلق عليه اسم 2024 YR4 بالأرض في 22 ديسمبر عام 2032، ما يجعله أكثر الأجرام السماوية تهديدًا للأرض وفقًا لتقديرات التنبؤات الفلكية الحديثة.

ورغم تصاعد هذه النسبة، يؤكد العلماء أن الخطر لا يزال تحت المراقبة المكثفة من قبل المجتمع الفلكي العالمي، حيث يستعد تلسكوب جيمس ويب الفضائي لدراسة مسار الكويكب بشكل دقيق خلال الشهر المقبل.


كويكب يثير القلق ولكن دون ذعر

يقول بروس بيتس، كبير العلماء في جمعية الكواكب (Planetary Society)، إنه لا يشعر بالذعر رغم ارتفاع النسبة، مشيرًا إلى أن "الزيادة في احتمالات الاصطدام قد تبدو مقلقة، لكنها جزء من عملية تحليل البيانات، إذ غالبًا ما تبدأ النسبة بالارتفاع قبل أن تنخفض بشكل كبير إلى الصفر عند توفر المزيد من المعلومات."

وقد تم اكتشاف الكويكب لأول مرة في 27 ديسمبر 2024 بواسطة مرصد "إل ساوس" في تشيلي، ويقدر العلماء حجمه بين 40 و90 مترًا بناءً على شدة لمعانه. وتشير التحليلات إلى أن تركيبته لا تحتوي على عناصر نادرة، بل يبدو أنه يتكون من مواد شائعة نسبيًا بين الكويكبات.


تقديرات الاصطدام والمخاطر المحتملة

أصدر الشبكة الدولية للتحذير من الكويكبات (IAWN) مذكرة تحذيرية في 29 يناير، بعد أن تجاوزت نسبة الاصطدام المحتملة عتبة 1%. ومنذ ذلك الحين، تذبذبت التقديرات لكنها اتخذت منحًى تصاعديًا لتصل إلى 3.1%، وفقًا لأحدث حسابات وكالة ناسا.

هذا يعني أن هناك احتمالًا مقداره واحد من 32 لوقوع الاصطدام، وهو ما يعادل فرصة التنبؤ بنتيجة خمس عمليات قذف عملة معدنية بشكل متتالٍ.

وكانت آخر مرة واجه فيها كويكب بهذا الحجم تهديدًا خطيرًا للأرض في عام 2004، عندما بلغت احتمالية اصطدام كويكب Apophis بالأرض نسبة 2.7%، قبل أن تؤكد المراقبة لاحقًا عدم وجود خطر فعلي.

ويصف ريتشارد مويسل، رئيس مكتب الدفاع الكوكبي في وكالة الفضاء الأوروبية (ESA)، تجاوز الكويكب الجديد لهذه العتبة بأنه "حدث تاريخي"، رغم أن وكالته قدّرت نسبة الاصطدام عند 2.8% فقط.


كيف ستساعد بيانات تلسكوب "جيمس ويب"؟

سيكون تلسكوب جيمس ويب الفضائي، أقوى تلسكوب في العالم، مفتاحًا رئيسيًا لفهم مسار الكويكب بدقة أكبر، حيث سيتم توجيهه لرصده في شهر مارس المقبل.

ويوضح بروس بيتس أن "جيمس ويب قادر على التقاط أجرام خافتة جدًا، وهو أمر ضروري لأن الكويكب يتجه حاليًا نحو كوكب المشتري، ولن يقترب من الأرض مجددًا قبل عام 2028."

وفي حال ارتفعت احتمالات الاصطدام إلى 10%، فسيتم إصدار تحذير رسمي من IAWN، ما قد يدفع الأمم المتحدة إلى التوصية باتخاذ تدابير احترازية في المناطق الواقعة ضمن المسار المحتمل للاصطدام.


ماذا لو اصطدم الكويكب بالأرض؟

رغم أن 2024 YR4 ليس بحجم الكويكب الذي أدى إلى انقراض الديناصورات قبل 66 مليون سنة، إلا أنه لا يزال مصنفًا ضمن فئة "مدمّر للمدن"، حيث يمكن أن يسبب دمارًا واسع النطاق إذا اصطدم بمنطقة مأهولة بالسكان.

وتكمن خطورة الكويكب في سرعته الهائلة، إذ يمكن أن يصل إلى 40,000 ميل في الساعة عند الاصطدام. وإذا دخل الغلاف الجوي للأرض، فمن المرجح أن ينفجر في الجو فيما يُعرف بـالانفجار الجوي، مما يعادل طاقة انفجار ثمانية ميغا طن من مادة "تي إن تي" – أي أكثر من 500 ضعف قوة القنبلة النووية التي أُلقيت على هيروشيما.

لكن إذا كان حجمه أقرب إلى التقديرات العليا البالغة 90 مترًا، فقد يتسبب في حدوث فوهة تصادمية بدلاً من مجرد انفجار جوي.

ووفقًا للبيانات الحالية، فإن مسار الاصطدام المحتمل يشمل مناطق تمتد عبر المحيط الهادئ الشرقي، شمال أمريكا الجنوبية، المحيط الأطلسي، إفريقيا، شبه الجزيرة العربية، وجنوب آسيا، لكن الخبراء يؤكدون أنه لا داعي لاتخاذ قرارات جذرية مثل عمليات الإخلاء في الوقت الراهن.


هل هناك حل لمواجهة الخطر؟

ذو صلة

الخبر السار أن هناك متسعًا من الوقت لاتخاذ إجراءات دفاعية. فقد نجحت وكالة ناسا عام 2022 في تحويل مسار كويكب عبر اصطدام مركبة فضائية به في مهمة DART، مما أثبت إمكانية تغيير مسار الكويكبات عند الحاجة.

ويبحث العلماء أيضًا في حلول أخرى، مثل استخدام الليزر لتبخير أجزاء من السطح ودفع الكويكب بعيدًا، أو الاعتماد على جاذبية المركبات الفضائية لتحويل مساره ببطء، بل وحتى استخدام انفجارات نووية كخيار أخير إذا دعت الحاجة.

ذو صلة