العد التنازلي نحو المريخ بدأ… ناسا تكشف عن محرك نووي تطلّع له العالم لـ 6 عقود

3 د
تقترب وكالة ناسا من تطوير محركات فضائية لرحلات أسرع إلى المريخ.
تشارك الصين وسبيس إكس بقوة في المنافسة على استكشاف الكوكب الأحمر.
تعد تقنية الدفع النووي الحراري بخفض مدة الرحلة إلى 45 يوماً.
يعزز نجاح اختبارات الوقود النووي إمكانية تحقيق مهمات فضائية مأهولة.
لا تزال التحديات التقنية واللوجستية عقبة أمام تحقيق الرحلات الفضائية.
منذ لحظة هبوط نيل أرمسترونغ الشهيرة على القمر عام 1969، ظلت الأنظار مصوبة نحو هدف جديد وأكثر جرأة في عالم الفضاء: المريخ. واليوم، بعد أكثر من ستة عقود من البحث والتطوير، يبدو أن وكالة ناسا بدأت تقترب من الإعلان عن نقلة نوعية في محركات المركبات الفضائية، والتي قد تجعل الحلم الطويل بالمريخ واقعاً عملياً خلال السنوات القليلة القادمة.
يشبه الصراع للوصول إلى الكوكب الأحمر أصبح ما شهدناه خلال الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي حول استكشاف القمر، لكن هذه المرة انضم لاعب جديد وبقوة وهو الصين. ومع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن ضرورة تحقيق ما وصفه بـ"القدر الواضح" للأمريكيين في الوصول للمريخ، اشتعل السباق مجدداً، ليس فقط بين الحكومات، وإنما أيضاً بين الشركات الخاصة مثل سبيس إكس التي تقف في مقدمة المنافسة بمركبتها "ستارشيب".
يكمن التحدي الرئيسي في تحقيق رحلة مأهولة إلى المريخ في المدة الزمنية الطويلة للرحلة الحالية، والتي تقدر بستة أشهر ذهاباً، وحوالي السنة للانتظار هناك لحين عودة الكوكبين مجدداً إلى الوضع الأمثل، ثم ستة أشهر أخرى للعودة. هذا يعني أن الرحلة الفضائية الكاملة ستستغرق أكثر من عامين مليئين بالتحديات البيولوجية واللوجستية الخطيرة، وأبرزها تعرض رواد الفضاء لفترات طويلة من الإشعاع وظروف انعدام الجاذبية.
ولتخطي هذه العقبة، تعمل ناسا ضمن برنامج طموح يعرف باسم DRACO، بالتعاون مع وكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية المتقدمة (DARPA)، على تطوير تكنولوجيا ثورية هي الدفع النووي الحراري (NTP). ببساطة شديدة، تعتمد هذه التقنية على تسخين غاز الهيدروجين بواسطة مفاعل نووي وإطلاقه بسرعة فائقة لينتج قوة دفع هائلة تسمح لمركبة الفضاء بقطع المسافة إلى المريخ في مدة مذهلة لا تزيد عن 45 يوماً فقط!
وخلال الأسبوع الماضي، أعلنت شركة "جنرال أتوميكس" (General Atomics)، الرائدة في مجال الأبحاث النووية، عن إنجاز كبير في هذا المجال يؤكد نجاح اختبارات تحمل الوقود النووي المستخدم في هذا المحرك الواعد. سكوت فورني، رئيس الشركة، عبر عن تفاؤله الكبير بهذه النتائج، مشيراً إلى أنها خطوة رئيسية تؤكد إمكانية استخدام نظام الدفع النووي الحراري بشكل آمن وموثوق في مهمات فضائية مستقبلية إلى المريخ وما وراءه.
لكن رغم هذه الخطوات الواعدة، لا يزال أمام العلماء تحديات تقنية ولوجستية عديدة، كتصميم مواد فائقة التحمل تستطيع الصمود أمام درجات الحرارة العالية الناتجة عن المحرك النووي في ظروف الفضاء القاسية، وضمان سلامة الرواد عند التعامل مع المفاعل النووي الموجود على متن المركبة.
ووسط هذا المشهد المثير، تستمر الصين في الإعلان عن خطط طموحة خاصة بها لاستكشاف المريخ. حيث تعتمد الصين على برنامج فضائي وطني مليء بالنجاحات مثل الهبوط الناجح لمركبتها على سطح القمر مؤخراً، وتسعى لإطلاق بعثة مأهولة إلى المريخ بحلول عام 2033. وهكذا يزداد التنافس حدة ولا أحد يستطيع الجزم من سيسجل اسمه أولاً في تاريخ الكوكب الأحمر.
ولعل هذه التطورات المهمة في مجال الدفع الفضائي - خاصة تقنية الدفع النووي الحراري - تفتح الباب على مصراعيه لمرحلة جديدة كلياً في استكشاف الإنسان للفضاء. ومع استمرار الجهود لتحسين التقنيات وتجاوز العقبات التقنية، قد نرى قريباً جداً بداية عصر جديد من الرحلات الفضائية القصيرة والسريعة نسبياً، مما يختصر الوقت والتكلفة ويقلل من المخاطر الصحية التي تواجه رواد الفضاء في رحلاتهم البعيدة. فيما يمكننا في المستقبل إثراء النص بتعزيز استخدام بعض التعابير الجاذبة والسلسة، كتغيير مصطلح "التحديات" إلى عبارات أقوى كـ "العقبات العلمية والتقنية الشرسة" أو إضافة رابط أكثر وضوحاً بين المنافسة العالمية وتأثيرها على تسارع وتيرة الابتكار في تكنولوجيا الفضاء، مما سيترك القارئ أكثر اهتماماً باستكمال القراءة والغوص أكثر في عمق السباق الفضائي الجديد نحو المريخ.