ذكاء اصطناعي

“بروتوكولون”: روبوت بشري يحاكي الإنسان بـ1000 عضلة اصطناعية.. إنّه مثير للقلق 😦

فريق العمل
فريق العمل

3 د

كشفت شركة "كلون روبوتيكس" عن روبوت بشري متطور يُدعى "بروتوكولون" يحاكي حركات الإنسان بدقة.

يعتمد الروبوت على تقنية "مايوفاير" التي تتضمن 1,000 عضلة اصطناعية، مع نظام استشعار متقدم لتحليل الحركة والتفاعل مع البيئة.

أثارت مشاهد الروبوت تفاعلاً واسعًا عبر الإنترنت بين الإعجاب والقلق، حيث وصفه البعض بأنه إنجاز تكنولوجي، بينما رآه آخرون مزعجًا ومثيرًا للتوجس.

رغم التقدم الهائل، لا يزال الروبوت في مرحلة التطوير، ويتوقع أن تبدأ الشركة بإنتاج أولى وحداته التجارية بحلول نهاية عام 2025.

في خطوة ثورية في عالم الروبوتات، كشفت شركة "كلون روبوتيكس" البولندية-الأمريكية عن روبوتها البشري المتطور "بروتوكولون"، مما أثار اهتمامًا واسعًا وجدلاً حادًا عبر الإنترنت. يتميز هذا الروبوت بقدرته الفائقة على محاكاة الهيكل البشري وحركات الإنسان بطريقة غير مسبوقة، ما يفتح الباب أمام نقاش واسع حول مستقبل الروبوتات وحدود تطورها.


تقنية تحاكي الجسد البشري بدقة

يبلغ طول "بروتوكولون" حوالي 1.8 متر، وهو مزود بهيكل عظمي مكون من 206 عظام بوليمرية تعكس البنية البشرية الحقيقية. غير أن ما يميزه حقًا هو نظامه العضلي المتطور، الذي يضم أكثر من ألف عضلة اصطناعية، تعتمد على تقنية "مايوفاير" الخاصة بالشركة، مما يمكنه من أداء المهام الحياتية اليومية.

تعتمد هذه التقنية على أنبوب شبكي يحتوي على بالون مملوء بالهواء، وعند ضخ سائل هيدروليكي إلى الداخل، يتمدد البالون وينكمش الهيكل الشبكي المحيط به، محاكياً بذلك تقلص وتمدد العضلات البشرية. ويتحكم بهذه العملية مضخة كهربائية بقدرة 500 واط، تعمل كمصدر للطاقة، وتضخ السائل بمعدل 40 لترًا في الدقيقة، ما يتيح للروبوت الحركة بسلاسة وواقعية مذهلة.


نظام استشعار متقدم لتفاعل أكثر دقة

إلى جانب بنيته العضلية المتطورة، يتميز "بروتوكولون" بنظام استشعار بالغ التعقيد. فهو مزود بأربع كاميرات استشعار عميق مثبتة داخل جمجمته لتوفير رؤية محيطية، إضافة إلى 70 مستشعرًا لتحديد وضعية المفاصل، و320 مستشعر ضغط لتحليل القوة واللمس. بفضل هذه المنظومة، يستطيع الروبوت معالجة المعلومات البصرية والتعلم من خلال مراقبة حركات البشر، مما يجعله خطوة كبيرة نحو روبوتات أكثر تفاعلاً مع بيئتها.


استقبال مختلط بين الإعجاب والقلق

عقب نشر مقاطع فيديو ل"بروتوكولون" وهو يؤدي حركاته، اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي موجة واسعة من التفاعل. ففي المشاهد التي حققت ملايين المشاهدات، يظهر الروبوت معلقًا بالسقف بينما تتحرك أطرافه بطريقة تبدو أقرب إلى البشر، ما أثار ردود فعل متباينة بين الإعجاب والتوجس.

بينما يرى البعض أن هذا الإنجاز يمثل قفزة هائلة في عالم الروبوتات، أعرب آخرون عن شعورهم بالقلق وعدم الارتياح تجاه مظهر الروبوت وحركاته، حيث وصفه البعض بأنه أقرب إلى "كائنات كوابيس شلل النوم"، فيما استحضرت تعليقات أخرى سيناريوهات الخيال العلمي التي تتناول خطورة تطور الروبوتات على مستقبل البشرية، خاصة مع انتشار انواع روبوتات تكلمت فيما بينها بلغة خاصة غير مفهومة للبشر، فهل ستتخلاطب هذه الروبوتات فيما بينها كذلك أيضًا.


بين الطموح والتحديات التقنية

رغم الإمكانيات الهائلة التي يتمتع بها "بروتوكولون"، إلا أنه لا يزال في مرحلة التطوير الأولي. فهو بحاجة إلى التعليق ليحافظ على توازنه، كما أنه لم يصل بعد إلى القدرة على المشي أو الوقوف دون دعم خارجي. ومع ذلك، تخطط "كلون روبوتيكس" لإنتاج 279 وحدة من الروبوت تحت اسم "كلون ألفا"، مع فتح باب الطلبات المسبقة بحلول نهاية عام 2025.


مستقبل الروبوتات البشرية: بين الفرص والمخاوف

ذو صلة

يمثل "بروتوكولون" نموذجًا لمرحلة جديدة في تطور الروبوتات البشرية، حيث تسعى الشركات إلى تصميم آلات أقرب إلى البشر في الشكل والوظيفة. ومع ذلك، يبقى التساؤل الأكبر: هل نحن مستعدون لهذا التطور؟ وكيف سيؤثر على علاقتنا بالتكنولوجيا؟

في ظل التقدم السريع في الذكاء الاصطناعي والروبوتات، يبدو أننا نقترب من عالم تزداد فيه التفاعلات بين الإنسان والآلة. لكن إلى أي مدى يمكن أن تمتد هذه العلاقة؟ وهل يمكن أن تتجاوز حد الإعجاب التقني إلى مخاوف وجودية؟

ذو صلة