بعد طول انتظار: إيلون ماسك يعلن موعد الإطلاق التجريبي لسيارات Tesla Robotaxi ذاتية القيادة

3 د
أعلن إيلون ماسك عن بدء التجارب العامة للسيارات الذاتية القيادة في 22 يونيو المقبل.
تستخدم تسلا تقنيات الكاميرات والذكاء الاصطناعي بدلاً من مستشعرات اللايدار لتخفيض التكاليف.
وصلت برمجيات القيادة الذاتية الكاملة إلى إصدارها الـ13 بأجهزة كمبيوتر من الجيل الرابع.
يتوقع الخبراء أن تصل قيمة تسلا السوقية إلى 2 تريليون دولار بحلول 2026.
تشمل التحديات المتوقعة ضمان الأمان والسلامة قبل التوسع في طرح السيارات.
بعد سنوات من الانتظار والترقب، يبدو أن عشّاق ومحبي شركة تسلا أخيراً على موعد مع حلم راودهم طويلاً: هذا الحلم الذي سيحول سياراتهم إلى "روبوت تاكسي" يتحرك بمفرده ودون سائق. وقد أعلن إيلون ماسك، المدير التنفيذي لشركة تسلا، عن إطلاق أولى التجارب العامة لهذه السيارات الذاتية القيادة رسمياً في 22 يونيو المقبل، في خطوة قد تكون نقطة تحول كبرى في صناعة النقل والمواصلات.
هذا الإعلان جاء بعد ضجة كبيرة صاحبت انتشار مقطع فيديو قصير على منصات التواصل يُظهر سيارة تسلا من طراز "موديل واي" وهي تتجول في شوارع مدينة أوستن الأمريكية دون سائق. وعلى الرغم من أن مدة الفيديو لم تتجاوز الثواني المعدودة، إلا أنه نجح في إشعال حماس الجمهور وحصد ملايين المشاهدات خلال وقت قياسي.
وما يجعل هذه الخطوة فريدة ومهمة بالنسبة لتسلا هو أسلوبها المختلف في تحقيق حلم "السيارة الذكية". فبدلاً من الاعتماد على أجهزة ومعدات عالية التكلفة مثل مستشعرات اللايدار (Lidar) التي تستخدم الموجات الليزرية لرسم خرائط دقيقة للطرق والمناطق المحيطة، كما تفعل شركات أخرى مثل "وايمو"، قررت تسلا الاعتماد بشكل كامل على الكاميرات التقليدية وتقنيات الذكاء الاصطناعي. ويعتبر هذا الاختيار مخاطرة إلى حد ما، خصوصاً مع استمرار التساؤلات حول مدى تقبّل الجهات الرقابية لذلك.
ورغم أن هذه ليست المرة الأولى التي يصرح فيها ماسك بمواعيد تقريبية أو يعد جمهوره بقرب انطلاق خدمة الروبوت تاكسي، إلا أن هذه المرة تبدو مختلفة. فالتاريخ الذي حدده ماسك لإطلاق البرنامج التجريبي يتزامن بشكل مثير للاهتمام مع عيد ميلاده الـ54 في 28 يونيو، حين يتم تشغيل سيارة تسلا بشكل ذاتي من المصنع وحتى منزل أول عميل—تكريماً لمسيرة طويلة استمرت أكثر من عقد في تطوير إمكانيات القيادة الذاتية الكاملة.
التفاصيل التقنية لهذا المشروع تبرز أكثر وضوحاً الأهمية الكبيرة التي توليها تسلا للذكاء الاصطناعي؛ فبرمجيات "القيادة الذاتية الكاملة" (FSD) التي تعتمد عليها الشركة وصلت اليوم إلى إصدارها الـ13، كما تم تحديث أجهزة كمبيوتر الذكاء الاصطناعي في السيارات إلى الجيل الرابع (HW4). هذا يعني حسب رؤية تسلا أن مئات الآلاف من السيارات الموجودة حالياً على الطرق - شريطة توفرها على الأجهزة الحديثة- يمكنها التحول في فترة قصيرة إلى مركبات ذاتية القيادة بمجرد تحديث برنامجها عبر الإنترنت.
وقد سبقت هذه التجربة خطوات استراتيجية ذكية تمثلت بإضافة خاصية الاستعداد التلقائي للجيل الجديد من نظام القيادة الذاتية في كافة السيارات التي تغادر مصنع تسلا، بحيث تكون جاهزة للترقية في أي وقت مستقبلاً. وقال ماسك بوضوح إن السيارة التي ظهرت في الفيديو هي سيارة تسلا عادية تماماً، بدون أية إضافات أو أجهزة مخفية، وهو ما يمنح تثبيتاً إضافياً لمصداقية التجربة وجديتها.
وفي خضم هذه الخطوات المهمة التي تتخذها تسلا حالياً، تبدو توقعات خبراء السوق ومحللي الاقتصاد ايجابية للغاية، فالعديد منهم بات يرى إمكانية وصول القيمة السوقية لشركة تسلا إلى 2 تريليون دولار نهاية عام 2026، أي ضعف قيمتها الحالية تقريباً. وهذا التفاؤل يعكس حجم التأثير المتوقع في السوق بمجرد نجاح النسخة التجريبية من برنامج القيادة الذاتية.
وبالطبع، مازالت هناك تحديات وعقبات قد تصادف تسلا في تنفيذ هذه الخطة الطموحة، لذلك سيكون من المهم التأكد من الجاهزية التامة والمستوى العالي من الأمان والسلامة قبل طرح هذه السيارات على نطاق واسع.
في النهاية، قد تكون هذه اللحظة الفاصلة في مسيرة إيلون ماسك وتسلا بمثابة "لحظة ChatGPT" خاصة بها، تمثل نقطة فارقة تُعيد تعريف الصناعة كلها. ويبقى أمام الشركة أن تؤكد لجمهورها العريض الذي تابع رحلتها بشغف—أنه ليس فقط بإمكانها ابتكار تكنولوجيا فريدة، بل أيضاً ضمان أعلى مستويات الموثوقية والكفاءة والسلامة لعملائها. وربما لاستقطاب جمهور أوسع، يمكن للترويج لهذا الحدث أن يعتمد مصطلحات أكثر وضوحاً وتبسيطاً لمسألة "الذكاء الاصطناعي"، أو إضافة جمل تربط بين هذه التكنولوجيا وحياة المستهلك اليومية بشكل مباشر.