تحالف ترامب وماسك على المحك: احتجاجات واسعة وأكثر صخبًا ومقاطعة غير مسبوقة لتسلا

شهدت نهاية هذا الأسبوع تصعيدًا ملحوظًا في الاحتجاجات ضد شركة تسلا في مختلف أنحاء الولايات المتحدة، ووفق ما أعلن موقع The Verge تجمّع مئات المتظاهرين أمام معارض الشركة للتنديد بإيلون ماسك الرئيس التنفيذي للشركة، بسبب دوره في إدارة الرئيس إيلون ماسك. يأتي هذا في ظل توليه رئاسة "إدارة الكفاءة الحكومية" (DOGE)، وهي الجهة التي تقود خطة شاملة لخفض الإنفاق الفيدرالي عبر تسريح آلاف الموظفين الحكوميين.

وقد جاءت هذه الموجة من الاحتجاجات ضمن حركة أطلق عليها اسم "تسلا تيك داون" (Tesla Takedown)، والتي ظهرت لأول مرة في فبراير الماضي، حيث تدعو إلى مقاطعة تسلا عبر بيع السيارات والأسهم والانضمام إلى الإضرابات العامة. إلا أن الحملة شهدت زخمًا غير مسبوق في الأيام الأخيرة، مما أدى إلى مظاهرات أوسع نطاقًا واعتقال عدد من المتظاهرين في بعض المدن.

ورغم أن معظم التظاهرات كانت سلمية، فإن بعض التقارير أشارت إلى وقوع أعمال تخريبية استهدفت ممتلكات تسلا. ففي بوسطن، تم إحراق محطات شحن تابعة للشركة، بينما شهد أحد معارضها في فرنسا إحراق عشرات السيارات. وفي ولاية أوريغون، تعرضت إحدى صالات العرض لإطلاق نار أدى إلى تحطم النوافذ وإلحاق أضرار بالمركبات المعروضة، كما تم اعتقال شخص في بوسطن بعد وضع ملصقات تُظهر ماسك وهو يؤدي تحية نازية على سيارات تسلا. وفي كولورادو، ألقت الشرطة القبض على امرأة بتهمة إلقاء قنابل مولوتوف على سيارات تسلا ورش عبارات مسيئة عند مدخل المعرض.

في مانهاتن، احتشد أكثر من 350 شخصًا خارج معرض تسلا في منطقة "ويست فيليدج"، مرددين هتافات مثل "لم ينتخب أحد إيلون ماسك" و"الأوليغاركية إلى الخارج، الديمقراطية إلى الداخل"، بحسب تقارير من فانيتي فير ونيويورك تايمز. تزامن هذا الاحتجاج مع مسيرة يوم المرأة العالمي، مما عزز من حجم الحشد.

وانتشرت الشرطة بكثافة في المكان، وفقًا لمقاطع فيديو على تيك توك، تُظهر قوات الأمن تحيط بسيارة سايبر تراك متوقفة على جانب الطريق. وأسفر الاحتجاج عن اعتقال خمسة أشخاص بتهمة الإخلال بالنظام العام، بينما تم احتجاز شخص آخر لمقاومته الاعتقال وعرقلة عمل الشرطة.

في بوسطن، تجمع حوالي 300 شخص أمام معرض تسلا في شارع بويلستون، وفقًا لمحطة WCVB المحلية. تخلل التظاهرة عرض مفاجئ (فلاش موب) أمام صالة العرض، كما نشرت صحيفة بوسطن غلوب. وفي تصريحات لـ WCVB، قال أحد منظمي المظاهرة، شوا سانشيز:

شهدت شيكاغو مظاهرتين بارزتين، حيث تجمع مئات الأشخاص أمام معرض تسلا في منطقة ستريترفيل، بينما انضم آخرون إلى المسيرة السنوية ليوم المرأة، وفقًا لتقارير من بلوك كلوب شيكاغو وشيكاغو تريبيون. رفع المتظاهرون لافتات مثل "أرسلوا ماسك إلى المريخ" و"الديمقراطية تموت مع DOGE".

في المقابل، شهد معرض آخر في منطقة أورلاند بارك مواجهات بين المتظاهرين ومؤيدي حركة MAGA المؤيدة لترامب، دون تسجيل أي اعتقالات.

في ديلراي بيتش بفلوريدا، شارك العشرات من المتظاهرين في احتجاج أمام معرض تسلا، رافعين شعارات مثل "حاربوا الفاشية" و"الديمقراطية ليست خطة عمل"، بحسب تقرير CBS 12.

وقال أحد المحتجين، جيف فينكلشتاين، للقناة:

في الساحل الغربي، تجمع مئات المتظاهرين أمام معرض تسلا في أولد باسادينا، حيث ألقت النائبة الديمقراطية جودي تشو خطابًا انتقدت فيه مبادرة DOGE وسياسات الرئيس ترامب، وفقًا لموقع باسادينا ناو.
وقالت تشو:

وهذا هو الأسبوع الثاني على التوالي الذي يشهد تظاهرات أمام معرض تسلا في باسادينا.

امتدت الاحتجاجات ضد تسلا إلى خارج الولايات المتحدة، حيث تجمع عشرات الأشخاص أمام معرض للشركة في لشبونة، حاملين لافتات تدعو إلى "مقاطعة تسلا"، وفقًا لوكالة رويترز.
وأعرب المتظاهرون عن قلقهم من دعم ماسك للسياسات اليمينية في أوروبا، حيث قال أحدهم:

بدأت مبيعات تسلا في التراجع حتى قبل اندلاع الاحتجاجات، حيث سجلت الشركة لأول مرة انخفاضًا سنويًا في المبيعات. كما بدأ بعض المالكين في بيع سياراتهم لتجنب التعرض للإحراج، حيث قال أحدهم لصحيفة نيويورك تايمز إنه وُصف بـ"النازي" بسبب امتلاكه سيارة تسلا.

أما على مستوى الأسواق المالية، فقد هبطت أسهم تسلا بأكثر من 50% منذ أعلى مستوياتها في ديسمبر، وفقًا لمجلة فوربس، مما أدى إلى انخفاض ثروة ماسك من 464 مليار دولار إلى 330 مليار دولار.

وردًا على الاحتجاجات، اتهم ماسك المليارديرين جورج سوروس وريد هوفمان وآخرين بتمويل هذه التحركات عبر منصة التبرعات الديمقراطية ActBlue. لكن مجلة فوربس أشارت إلى أن ActBlue ليست جهة تمويل، بل مجرد منصة تتيح للأفراد التبرع مباشرةً للحملات والمنظمات السياسية.