إيلون ماسك يتوقع أن تسلا ستكون الشركة الأعلى قيمة في العالم.. لكن سهمها يهبط 50% أو أكثر.. ضربة لثروتك يا إيلون! 😂

4 د
تراجعت مبيعات تسلا في أوروبا وأستراليا بشكل حاد، مما يعكس فقدانها لحصتها السوقية لصالح المنافسين الأرخص.
تعتمد الشركة بشكل كبير على مشاريع مستقبلية مثل القيادة الذاتية والروبوتات لتعويض تراجع مبيعات السيارات الكهربائية.
التقييم الحالي لسهم تسلا مرتفع للغاية مقارنة بالشركات الكبرى، مما يجعل ارتفاعه بنسبة 1,500% أمرًا غير واقعي.
من المتوقع أن يواصل سهم تسلا الهبوط بنسبة 50% أو أكثر خلال العام المقبل إذا استمرت المبيعات والأرباح في التراجع.
شهد سهم تسلا (NASDAQ: TSLA) ارتفاعًا قياسيًا في ديسمبر الماضي، لكنه سرعان ما انخفض بنسبة 44% عن ذلك الذروة. وبينما يتفاءل المستثمرون بمستقبل الشركة مع مشاريع مثل سيارة الأجرة الكهربائية "Cybercab" والروبوت البشري "Optimus"، فإن التراجع الملحوظ في مبيعات السيارات الكهربائية لا يمكن تجاهله. فهل يمكن أن تصبح تسلا الشركة الأكثر قيمة عالميًا كما يطمح إيلون ماسك؟ أم أن أسهمها تتجه نحو انهيار حاد بنسبة 50% إضافية؟
الضغوط المتزايدة على نشاط تسلا الأساسي
رغم طموحاتها المستقبلية، لا تزال تسلا تعتمد على مبيعات السيارات الكهربائية، التي تمثل 79% من إيراداتها. ولطالما هيمنت تسلا على سوق المركبات الكهربائية، إلا أن المنافسة المتزايدة بدأت تؤثر بشكل كبير على مبيعاتها.
خلال عام 2023، توقع ماسك أن تنمو إنتاجية الشركة بنسبة 50% سنويًا، لكن الواقع كان مختلفًا تمامًا، حيث لم تتجاوز نسبة النمو 38%، قبل أن تتقلص بنسبة 1% في 2024. والآن، تشير التوقعات إلى أن عام 2025 قد يكون أكثر سوءًا.
ففي يناير، تراجعت مبيعات تسلا في أوروبا بنسبة 50% على أساس سنوي، مع انخفاض بنسبة 60% في ألمانيا، وهو ما يعكس تراجعًا حادًا في حصتها السوقية، خاصة وأن مبيعات السيارات الكهربائية في ألمانيا نمت بنسبة 53% خلال الفترة ذاتها. كما سجلت أستراليا انخفاضًا بنسبة 33% في مبيعات تسلا، ما يعكس اتساع نطاق الأزمة عالميًا.
وفي فبراير، استمر هذا الاتجاه السلبي، إذ هبطت المبيعات بنسبة 48% في النرويج، و26% في فرنسا، و42% في السويد، و53% في الدنمارك، بينما تشير التقديرات إلى تراجع مماثل في كل من ألمانيا وإسبانيا. أما في أستراليا، فقد بلغ الانخفاض مستوى كارثيًا بنسبة 71% مقارنة بالعام السابق.
يبدو أن المستهلكين يتجهون إلى السيارات الكهربائية الأرخص، خصوصًا من الشركات الصينية مثل "BYD"، التي تبيع سيارة "Seagull" بسعر أقل من 10,000 دولار. وبالفعل، باعت BYD في الصين ضعف عدد السيارات التي باعتها تسلا في يناير. ومع توسع BYD في أوروبا، تواجه تسلا تحديات متزايدة للحفاظ على حصتها السوقية، خاصة وأنها لا تستطيع منافسة هذه الشركات من حيث الأسعار.
رهان ماسك على القيادة الذاتية والروبوتات
إيلون ماسك، الذي اشتهر برؤيته المستقبلية، يراهن الآن على مشاريع غير تقليدية مثل القيادة الذاتية والروبوتات البشرية بدلاً من خوض حرب أسعار مع المنافسين.
ورغم أن نظام "القيادة الذاتية الكاملة" (FSD) من تسلا لم يحصل بعد على الموافقة لاستخدامه دون إشراف بشري في الولايات المتحدة، فإن ماسك يتوقع إطلاقه في ولايتي تكساس وكاليفورنيا خلال هذا العام. ويُعتقد أن مشروع "Cybercab"، الذي سيستخدم تقنية القيادة الذاتية لنقل الركاب وتنفيذ عمليات توصيل تجارية، قد يكون مصدر دخل ضخمًا لتسلا.
يؤمن بعض المحللين، مثل دان إيفز من "Wedbush Securities"، بأن FSD قد يضيف تريليون دولار إلى القيمة السوقية لتسلا على المدى الطويل. بينما تتوقع "Ark Investment Management" أن تحقق تسلا إيرادات بقيمة 756 مليار دولار سنويًا من هذا القطاع بحلول 2029، مما قد يدفع قيمتها السوقية إلى 8 تريليونات دولار. لكن نظرًا لأن تسلا لم تحقق سوى أقل من 100 مليار دولار من الإيرادات في 2024، فإن هذه التقديرات تبدو مفرطة في التفاؤل.
أما الروبوت البشري "Optimus"، فيعتبره ماسك المشروع الأكثر قيمة في تاريخ تسلا، إذ يعتقد أن مبيعاته قد تصل إلى 10 تريليونات دولار على المدى الطويل، نظرًا لاستخداماته الواسعة في المصانع والمنازل. بل إنه يتوقع أن يفوق عدد الروبوتات البشرية عدد البشر بحلول 2040.
تقييم مبالغ فيه لسهم تسلا؟
رغم التراجع الكبير في سعر سهم تسلا، فإنه لا يزال مُقيَّمًا عند مستويات مرتفعة للغاية. فقد هبطت أرباح السهم الواحد (EPS) بنسبة 53% إلى 2.04 دولار في 2024، وهو ما يرجع جزئيًا إلى انخفاض مبيعات السيارات الكهربائية، بالإضافة إلى تخفيض الأسعار للحفاظ على الطلب، مما أدى إلى تآكل هامش الربح.
حتى بعد انخفاضه بنسبة 44% من ذروته، لا يزال سهم تسلا يتداول عند نسبة سعر إلى الأرباح (P/E) تبلغ 128.6، وهو مستوى أعلى بكثير من شركات عملاقة مثل آبل ومايكروسوفت وإنفيديا وأمازون وألفابت:
إذا كانت تسلا تسعى لتجاوز هذه الشركات مجتمعة من حيث القيمة السوقية، كما يزعم ماسك، فسيتعين على السهم أن يرتفع بنسبة 1,500% من مستوياته الحالية، وهو أمر غير واقعي في المستقبل القريب.
نظرًا لأن مشاريع "Cybercab" و"Optimus" لن تصل إلى الإنتاج الكمي قبل 2026 على الأقل، فإن تسلا ستظل تعتمد بشكل أساسي على مبيعات سياراتها الكهربائية خلال العام المقبل. ومع التراجع المستمر في المبيعات، من المرجح أن يشهد السهم مزيدًا من التراجع في الأرباح خلال 2025.
إذا تحقق هذا السيناريو، فقد يتعرض سهم تسلا لهبوط إضافي بنسبة 50% أو أكثر خلال الأشهر الـ 12 المقبلة. وبالنظر إلى أن نسبة السعر إلى الأرباح (P/E) الخاصة بها لا تزال مرتفعة، فإنها قد تحتاج إلى الانخفاض بنسبة 70% حتى تصل إلى مستوى تقييم أقرب إلى إنفيديا، التي تعد واحدة من أسرع الشركات نموًا عالميًا.
في ظل هذه العوامل، يصبح من الصعب تبرير القيمة المرتفعة لسهم تسلا في الوقت الحالي، مما يجعله مرشحًا لمزيد من التصحيح الحاد.