ذكاء اصطناعي

ترامب يهاجم، ماسك يرد… وX يصعد بقوة إلى صدارة متجر التطبيقات

ترامب يهاجم، ماسك يرد… وX يصعد بقوة إلى صدارة متجر التطبيقات
فريق العمل
فريق العمل

3 د

زادت المواجهات بين إيلون ماسك ودونالد ترامب من شعبية تطبيق التواصل الاجتماعي "إكس".

لا تزال منصة "إكس" أقوى وتأثيرها أوسع مقارنة بمنصة ترامب Truth Social.

تفاعل المستخدمون زاد بشكل حاد، مما رفع تحميلات التطبيق بشكل لافت.

استغلت "إكس" الجدل السياسي لزيادة المستخدمين وتصدر قوائم التحميل.

قد يستمر صراع الشخصية العامة في توسيع الجمهور المستهدف للمنصتين.

 يبدو أن المشاحنات الأخيرة بين الملياردير الشهير إيلون ماسك والرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحولت إلى وقود مثالي لرفع شعبية منصة التواصل الاجتماعي "إكس" (X)، التطبيق الذي ورث اسمه وشهرته عن تويتر. المفارقة هي أن هذه الحرب الكلامية، وإن أزعجت البعض سياسياً، كانت بمثابة طوق النجاة لـ X، حيث قفز التطبيق فجأة إلى مراتب متقدمة في قوائم التحميل في متجر تطبيقات آبل وجوجل خلال الأيام الماضية.

وإذا كنت تتساءل "ما الذي فتح النار بين ماسك وترامب؟"، فالإجابة باختصار يكمن جزء كبير منها في الخلاف الحاد حول قانون جديد لتمويل الإنفاق الفيدرالي الأمريكي، يقول ماسك عنه إنه "مقزز"، بينما يعتبر ترامب القانون خطوة كبيرة وتاريخية. الخلاف أخذ منعطفًا شخصيًا أكثر عندما بدأ الرجلان في كيل الاتهامات لبعضهما عبر منصات التواصل: ماسك من خلال "إكس"، وترامب عبر منصته الخاصة Truth Social وعلى قناة فوكس نيوز.

وهذا الجدل السياسي الواسع سرعان ما جذب اهتمام مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي التي ازدحمت بالمتفرجين والمعلقين. وبحسب بيانات جديدة من شركة التحليلات Sensor Tower، شهد تطبيق "X" خلال 24 ساعة فقط ارتفاعاً حاداً في عمليات التحميل والتفاعل داخل الولايات المتحدة، إذ قفز فجأة من المرتبة 68 إلى المرتبة 23 بين التطبيقات الأكثر تحميلًا على متجر آبل، في حين حقق تقدماً ملحوظاً أيضاً على متجر Google Play حيث تقدّم نحو 20 مركزًا.

وكنتيجة مباشرة لهذه المواجهة الفريدة من نوعها، سجّل التطبيق ارتفاعاً غير مسبوق بلغ 54 بالمائة في عدد المستخدمين النشطين الذين تفاعلوا مع التطبيق بين الساعة الثانية والسادسة بعد الظهر، مقارنة بالمعدل في الأيام السبعة الماضية. أما منصة ترامب Truth Social هي الأخرى فقد شهدت نشاطاً قياسيًا، إذ تضاعفت نسبة المستخدمين الذين زاروا المنصة بأكثر من 400 بالمائة خلال الفترة ذاتها.

كشف هذا التنافس الرقمي المحموم بين الرجلين عن حقيقتين أساسيتين: من ناحية، فإن منصة إكس لا تزال تملك شعبية أوسع وقدر أكبر من التأثير مقارنة بمنصة Truth Social، التي تبقى صغيرةً بالمقارنة— حيث إن "إكس" يتجاوز عدد مستخدميها بمعدل مائة ضعف مستخدمي Truth Social. ومن ناحية أخرى، يوضح التأثير المباشر للتصريحات الشخصية والسياسية في تشكيل اتجاهات المستخدمين على شبكات التواصل الاجتماعي الحديثة.

لكنّ الأمور لم تقف هنا، إذ سارع ترامب لتهديد ماسك علانيةً، ملمحاً إلى إمكانية قطع الدعم والعقود الحكومية التي يحصل عليها رجل الأعمال الكبير، والتي تقدّر قيمتها بعشرات المليارات من الدولارات. ماسك من جهته ردّ بحدة على ترامب، مهدداً بإيقاف العمل في مركبة "دراغون" الفضائية التي تستخدمها وكالة ناسا في مهماتها المختلفة.

بالنهاية، هذه المواجهة الحامية أشبه باستعراض القوة التكتيكي بين رمزين بالغي النفوذ والتأثير، وهي تكشف كيف يمكن للنزاعات الشخصية أن تمتدّ آثارها لتشمل ملايين المستخدمين والعديد من القطاعات الحيوية مثل التكنولوجيا والفضاء والشؤون السياسية.

ذو صلة

قد يكون هذا الصدام الأخير بين ترامب وماسك وارتفاع شعبية "إكس" مؤقتاً، لكن المؤكد أن منصة X تستفيد بصورة واضحة من تأجيج موسم الجدل الإلكتروني الحالي. وربما على المنصة استغلال هذه اللحظة عبر تحسين واجهتها وتقديم خيارات جديدة لجذب المستخدمين وإبقائهم مهتمين على المدى الطويل، كإضافة خاصيات جديدة أو تقديم أدوات تفاعلية أكثر.

ومن يدري؟ ربما تكون الحرب الكلامية بين ترامب وماسك قد انطلقت لتوها، ما يشير إلى احتمالية استمرار المنصتين في كسب المزيد من الجماهير في الأيام المقبلة بفضل هذه المعركة الشيقة.

ذو صلة