ذكاء اصطناعي

انخفاض قيمة تسلا غير مسبوق في صناعة السيارات: خسرت 795 مليار دولار منذ 17 ديسمبر، أي ما يعادل 53.7%!

فريق العمل
فريق العمل

3 د

فقدت تسلا حوالي 48% من قيمتها السوقية منذ ديسمبر الماضي، وهو تراجع وصفه محللو جي بي مورغان بأنه غير مسبوق في تاريخ صناعة السيارات.

عزت التقارير هذا الهبوط إلى انخفاض المبيعات عالميًا، إلى جانب مخاوف تتعلق بتركيز إيلون ماسك على السياسة وإدارته لمنصة X.

واجهت تسلا احتجاجات وأعمال تخريب في معارضها داخل الولايات المتحدة، مما زاد من التحديات التي تواجهها الشركة.

رغم التراجع الكبير، لا تزال تسلا أكبر شركة سيارات من حيث القيمة السوقية، مع وجود بعض العوامل التي قد تعزز وضعها المستقبلي، مثل الروبوتاكسي وروبوت أوبتيموس.

شهدت شركة تسلا واحدة من أسوأ فترات التراجع في تاريخها، حيث فقدت نحو 48% من قيمتها السوقية خلال بضعة أشهر فقط، الأمر الذي شبهه البعض بالمذبحة السوقية للشركة، هذا التدهور السريع جاء نتيجة لتراجع المبيعات عالميًا، إلى جانب مخاوف متزايدة بشأن إدارة الشركة تحت قيادة إيلون ماسك، مما دفع محللي بنك جي بي مورغان إلى وصف هذا الانخفاض بأنه غير مسبوق في تاريخ صناعة السيارات.


هبوط غير مسبوق في قيمة تسلا

في تقرير أصدره محللو جي بي مورغان يوم الأربعاء، أشاروا إلى أن هذا التراجع الحاد لا يمكن مقارنته بأي حدث سابق في قطاع السيارات، باستثناء بعض الأزمات الدبلوماسية التي أثرت على شركات يابانية وكورية في الصين خلال عامي 2012 و2017. ومع ذلك، أوضح التقرير أن تلك الحوادث كانت "محدودة جغرافيًا"، بينما التراجع الحالي في مبيعات تسلا لا يقتصر على سوق أو منطقة واحدة، بل يشمل مختلف الأسواق العالمية.

ونتيجة لذلك، خفض المحللون السعر المستهدف لسهم تسلا بنسبة 41%، من 230.58 دولارًا إلى 135 دولارًا، كما قاموا بتقليص توقعاتهم لعدد السيارات التي ستسلمها الشركة خلال الربع الأول من عام 2025 إلى 355,000 مركبة، ما يمثل انخفاضًا سنويًا بنسبة 8% مقارنةً بالفترة نفسها من العام السابق.

منذ ديسمبر الماضي وحتى مساء الأربعاء، انخفضت القيمة السوقية لتسلا من ذروتها عند 1.54 تريليون دولار إلى 777 مليار دولار فقط، مما يجعل هذا الانخفاض أحد أسرع التراجعات التي شهدتها الشركة منذ تأسيسها.


السياسة وتأثيرها على سمعة الشركة

يرى بعض المحللين أن التراجع الحاد في قيمة تسلا مرتبط بشكل وثيق بسياسات إيلون ماسك وعلاقته بالإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيس دونالد ترامب. فبعد فوزه في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر، شهد سهم تسلا ارتفاعًا مفاجئًا، حيث توقع المستثمرون أن علاقة ماسك بترامب قد تعود بالنفع على الشركة، خاصة مع خطط البيت الأبيض لخفض الإنفاق الحكومي.

لكن هذه الفرضية سرعان ما واجهت تحديات، حيث أشار محللو جي بي مورغان إلى أن ارتباط ماسك بإدارة ترامب، وتحديدًا بدوره في وزارة كفاءة الحكومة، أثار جدلًا واسعًا داخل الولايات المتحدة. وعلى الرغم من أن المحافظين قد ينظرون إلى هذا الأمر بإيجابية، إلا أن التداعيات السلبية على المبيعات أصبحت واضحة، حيث أظهرت بيانات الأسواق أن صورة العلامة التجارية لتسلا تضررت بشكل ملحوظ.

وفي الأسابيع الأخيرة، شهدت صالات عرض تسلا في عدة ولايات أمريكية احتجاجات واسعة، بل وتعرض بعضها لأعمال تخريب، مما دفع الرئيس ترامب إلى الدفاع عن الشركة، مؤكدًا أنه سيفكر في تصنيف المتسببين في هذه الأفعال كـ"إرهابيين محليين".


انشغال ماسك عن إدارة تسلا

إلى جانب المخاوف المرتبطة بالسياسة، يشير بعض المحللين إلى أن تراجع تسلا قد يكون مرتبطًا بانشغال ماسك في مجالات أخرى غير صناعة السيارات. فبعد استحواذه على منصة التواصل الاجتماعي X (المعروفة سابقًا باسم تويتر)، لاحظ المحللون أن هناك تزامنًا بين انحدار أسعار سيارات تسلا وتراجع أرقام مبيعاتها وبين ازدياد تركيز ماسك على إدارته لمنصة التواصل الاجتماعي الجديدة.

وأعرب محللو مورغان ستانلي في تقرير لهم يوم الإثنين عن قلقهم من تأثير انشغال ماسك عن الشركة، حيث ذكروا أن انخفاض أسهم تسلا يعود إلى "تراجع بيانات المبيعات، والمشاعر السلبية تجاه العلامة التجارية، وتوجه السوق نحو تقليل المخاطر." ومع ذلك، أشاروا إلى أن هذا التراجع قد يمثل فرصة استثمارية نظرًا لإمكانية تعافي الشركة مستقبلًا.


ما الذي ينتظر تسلا؟

هل انتهت تسلا؟ على الرغم من هذه الأزمات، لا تزال تسلا الشركة الأعلى قيمة في قطاع السيارات، متفوقة على أقرب منافسيها، شركة تويوتا، التي تبلغ قيمتها السوقية 292 مليار دولار فقط.

ذو صلة

وبحسب محللي مورغان ستانلي، هناك عدة عوامل محفزة قد تساعد تسلا في استعادة بعض خسائرها، من بينها مشروع الروبوتاكسي الذي من المتوقع أن يبدأ تشغيله في أوستن، تكساس، خلال الصيف المقبل، بالإضافة إلى روبوت أوبتيموس، الذي يُتوقع أن يتم استعراضه مجددًا قبل نهاية العام.

لكن يبقى السؤال مفتوحًا حول مدى قدرة تسلا على تحقيق هذه الوعود، خاصة وأن ماسك يمتلك تاريخًا حافلًا بعدم الالتزام بالمواعيد النهائية لمشاريعه.

ذو صلة