ذكاء اصطناعي

بعد 874 يومًا من الانتظار: إيلون ماسك يتذوق أول طعم للنجاح مع X

بعد 874 يومًا من الانتظار: إيلون ماسك يتذوق أول طعم للنجاح مع X
مجد الشيخ
مجد الشيخ

3 د

شهدت منصة "إكس" نجاحًا بعد رحلة ماسك المثيرة للجدل وبعد مرور 874 يومًا.

واجه ماسك تحديات وقرارات جريئة كخفض العمالة بنسبة 80%.

وُجهت انتقادات لسياسات المضمون الجديد وتأثيرها على المعلنين.

أعاد ماسك تسمية المنصة إلى "إكس" في خطوة مثيرة للجدل.

ركز على الذكاء الاصطناعي لتطوير خدمات مالية رقمية شاملة.

بعد رحلة طويلة مليئة بالتقلبات دامت أكثر من عامين، يبدو أن الملياردير الأميركي إيلون ماسك أخيرًا بدأ يرى أولى نجاحاته في تجربته المثيرة للجدل مع المنصة الاجتماعية "إكس" (المعروفة سابقًا بتويتر). وفي تطور يعد رمزيًا للغاية، وصلت القيمة السوقية الحالية لمنصة إكس إلى 41.8 مليار يورو، تمامًا نفس المبلغ الذي دفعه ماسك عند شرائه لتويتر في أكتوبر من العام 2022، أي بعد مرور 874 يومًا من استحواذه.

لكن دعونا نلقِ نظرة أعمق وأقرب على هذه الرحلة الصعبة التي قطعها ماسك ومنصة إكس حتى وصلنا إلى اليوم.


بداية مليئة بالتحديات والانتقادات

عندما اتخذ إيلون ماسك قراره الجريء بضم "تويتر" تحت جناحه في صفقة ضخمة بقيمة 41.8 مليار يورو، لم يكن يتوقع أن تكون الأمور سهلة. فمنذ اليوم الأول أثار استحواذه ضجة كبيرة في الأوساط التقنية والإعلامية، واجه خلالها انتقادات وشكوكًا حول رؤيته تجاه المنصة ومستقبلها.


قرارات جريئة وتأثيرات فورية

أول القرارات التي صدمت عالم التكنولوجيا ومحبي تويتر كان قراره بتقليص قوة العمل بنسبة تقترب من 80%. حينها برر ماسك الخطوة بأنها ضرورة قاسية هدفها خفض النفقات وتحقيق استقرار مالي للمنصة التي عانت من تراجع الإيرادات ونمو بطيء للمستخدمين.

ولم تتوقف الأمور عند هذا الحد، بل أجرى تغييرات كبيرة في سياسة الإشراف على المحتوى، وركز بشكل واضح على تعزيز حرية التعبير وتقليل القيود التي كانت مفروضة سابقًا على المحتوى، ما دفع عددًا من المعلنين للابتعاد عن المنصة خشية من انتشار الأخبار الزائفة أو المحتوى المخالف.


تحول كبير وهوية جديدة "إكس"

الخطوة التالية من مغامرة ماسك هي تغيير هوية تويتر التاريخية إلى "إكس"، وهو الاسم الجديد الذي لم يحظَ باستقبال إيجابي في البداية وأثار جدلًا واسعًا بين المستخدمين حول العالم. وبالتزامن مع هذا التحول، اشتدت الانتقادات الموجهة للمنصة، حيث رأى الكثيرون أن سياسات المنصة الجديدة شجعت على انتشار خطاب الكراهية والأخبار الزائفة.


مشاكل داخلية وقضايا قانونية

خلف الكواليس، وبعيدًا عن أعين المستخدمين، كانت التوترات تتفاقم داخل الشركة. الموظفون الذين خرجوا من الشركة وصفوا بيئة العمل بأنها "سامة"، كما انتشرت قصص عديدة عن الفصل الفوري للموظفين وحتى قضايا قضائية نتيجة طلب الشركة من بعض الموظفين السابقين إعادة أجزاء من تعويضات إنهاء الخدمة التي حصلوا عليها بالخطأ.


استراتيجية المواجهة وعدم التراجع

رغم كل هذه الصعوبات والهجوم الإعلامي المتواصل، لم يرضخ ماسك، بل قرر المواصلة في رؤيته الجريئة رغم الضغوطات. بدأ مشروعًا جديدًا آخر سماه "xAI"، بهدف تطوير قدرات الذكاء الاصطناعي للمنصة، وسعى لتحويل إكس إلى منصة رقمية شاملة تقدم خدمات مالية إلكترونية ومعاملات يومية رقمية لتنافس الشركات الأخرى الكبرى في هذا المجال.


العودة إلى نقطة البداية: الانتصار الرمزي

مع مرور الوقت، بدأت موجة الانتقاد العاتية تهدأ قليلاً، وهذه الاستراتيجية التي رسمها ماسك جذبت بعض المستثمرين الكبار إلى صفه، مثل شركات سيكويا كابيتال وفيديليتي للاستثمارات. خطوة بخطوة، تحسنت صورة إكس في عيون السوق، وعادت قيمتها من جديد إلى مستوى المبلغ الذي دفعه ماسك في البداية، 41.8 مليار يورو، بعد مرور 874 يومًا.


لكن ماذا عن المستقبل؟

رغم تحقيق هذا الانتصار الرمزي المهم للغاية، لا يزال المستقبل ضبابيًا، فالمنصة تحمل معها عبء ديون هائلة من المخاطرة الأولى، ومازالت تفتقد إلى الثقة الكاملة من المعلنين والمستخدمين معًا.

ذو صلة

فهل تستعيد "إكس" مكانتها بشكل حقيقي؟ هل تتحقق رؤية ماسك في جعل هذه المنصة محطة أساسية في حياة المستخدمين اليومية بعيدًا عن مجرد التغريدات القصيرة؟ أم أن هذه مجرد نجاحات وقتية داخل رحلة محفوفة بالمخاطر وغير واضحة النتائج؟

حتمًا، أمام ماسك تحديات كبيرة في قادم الأيام، لكن الواضح أنه ليس مستعدًا للتراجع أو الاستسلام قريبًا، وستبقى الأنظار متوجهة نحو "إكس"، تتابع كيف ستنتهي واحدة من أكثر المغامرات إثارة للجدل في عالم التكنولوجيا الحديث.

ذو صلة