سيارة تسلا ذاتية القيادة تصطدم بجدار طريق وهمي على طريقة أفلام الكرتون

3 د
أجرت تجربة مقارنة بين نظام Autopilot في تسلا ونظام يعتمد على الليدار، لاختبار مدى فعالية كل منهما في ظروف قيادة مختلفة.
نجحت تسلا في اكتشاف العوائق المرئية بوضوح لكنها فشلت في الرؤية خلال الضباب والأمطار الغزيرة، على عكس النظام المنافس الذي اعتمد على الليدار.
في اختبار الجدار الوهمي، اصطدمت تسلا بالحائط، بينما أدركت سيارة الليدار وجوده كمجسم صلب وتوقفت في الوقت المناسب.
على الرغم من اعتراف ماسك سابقًا بميزة الرادارات الفائقة الدقة، فإنه يرفض حتى الآن استخدام الليدار، مما يثير تساؤلات حول مستقبل استراتيجية تسلا في القيادة الذاتية.
في اختبار حديث يكشف عن نقاط ضعف نظام القيادة الذاتية في سيارات تسلا، اصطدم طراز Model Y بجدار مزيف مرسوم بطريقة مشابهة لخدع شخصية "وايل إي. كايوتي" الشهيرة، في تجربة تهدف إلى مقارنة أداء أنظمة الكاميرات فقط مقابل الأنظمة التي تعتمد على مستشعرات الليدار.
رؤية تسلا: الكاميرات فقط مقابل الحلول المختلطة
بينما تتجه معظم شركات تطوير السيارات ذاتية القيادة إلى استخدام مزيج من المستشعرات المتقدمة مثل الرادار، الليدار، الموجات فوق الصوتية، والكاميرات، لا تزال تسلا تصر على الاعتماد على الكاميرات فقط، متجاهلةً المستشعرات الأخرى.
ضمن استراتيجيتها المثيرة للجدل، قامت تسلا بإزالة الرادارات من طرازاتها الجديدة بل وعطّلت حتى المستشعرات المثبتة سابقًا في بعض السيارات. ومع ذلك، لم يؤتِ هذا النهج ثماره حتى الآن، حيث لا تزال أنظمة القيادة الذاتية في سيارات تسلا عند المستوى الثاني فقط، وهو مستوى يقتصر على المساعدة في القيادة بدلاً من الاستقلالية الكاملة.
لطالما كان إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، يدافع عن هذا النهج بحجة أن الرؤية الحاسوبية المدعومة بالذكاء الاصطناعي يمكن أن تحاكي طريقة رؤية الإنسان، مما يسمح بتطوير أنظمة قيادة ذاتية قادرة على التكيف مع أي بيئة طرقية بسهولة.
ومع ذلك، فإن العديد من الخبراء ينتقدون هذه الفكرة، لا سيما مع ادعاء ماسك أن سيارات تسلا ستصل قريبًا إلى المستوى الخامس من القيادة الذاتية، وهو المستوى الذي يسمح للمركبة بالعمل دون أي تدخل بشري في جميع الظروف.
اختبار عملي: تسلا في مواجهة الليدار
في فيديو نشره المهندس ويوتيوبر الشهير مارك روبر، تم إجراء سلسلة من الاختبارات الواقعية على Tesla Model Y تعمل بنظام Autopilot، وتمت مقارنتها بمركبة أخرى مجهزة بمستشعرات الليدار.

نتائج الاختبار كانت كالتالي:
- تمكنت تسلا من التعرف على دمية طفل متوقفة في منتصف الطريق، سواء كانت ثابتة أو متحركة، وحتى في وجود إضاءة معيقة.
- فشلت السيارة في اكتشاف العوائق عندما حجبت الضباب الكثيف أو الأمطار الغزيرة الرؤية، وهو أمر متوقع نظرًا لاعتمادها على الكاميرات فقط.
- المركبة التي تعتمد على الليدار تفوقت في جميع هذه الاختبارات، لا سيما في الظروف الجوية السيئة، حيث استطاعت اكتشاف العوائق بغض النظر عن جودة الرؤية البصرية.
- في الاختبار الأخير، اصطدمت تسلا بجدار وهمي مرسوم على الطريق بأسلوب خدع "وايل إي. كايوتي"، بينما توقفت السيارة التي تعتمد على الليدار قبل الاصطدام.
التفسير بسيط: تعتمد الكاميرات على الإدراك البصري وقد تُخدع بالمظاهر، بينما تعتمد مستشعرات الليدار على البيانات الفيزيائية الفعلية، حيث لا يهم ما هو مرسوم على الحائط، بل فقط وجوده كعائق صلب.
هل ستتمكن تسلا من الوصول إلى الاستقلالية الكاملة؟
وفقًا لاختبارات مثل هذه، يبدو أن تحقيق المستوى الخامس من القيادة الذاتية باستخدام الكاميرات فقط أمر غير واقعي في ظل الظروف الحالية. حتى المستوى الرابع الذي يسمح بالقيادة الذاتية الكاملة لكن ضمن ظروف محددة لا يزال موضع شك.
على الرغم من أن أنظمة الرؤية الحاسوبية المدعومة بالذكاء الاصطناعي قد تحققت بها إنجازات كبيرة، فإن إضافة مستشعرات الليدار والرادار ستجعل الأنظمة أكثر دقة وأمانًا.
المثير للجدل أن ماسك نفسه أقرّ في إحدى المحادثات الخاصة أن "الرادارات فائقة الدقة يمكن أن تكون أفضل من الرؤية البصرية وحدها"، لكنه ادّعى أن "مثل هذه الرادارات غير موجودة". وعندما أُشير إلى بعض النماذج الموجودة بالفعل، تجاهل التعليق عليها.
يبدو أن عناد تسلا في التمسك بالكاميرات فقط قد يتحول إلى عقبة مستقبلية، خاصة بعد الانخفاض الكبير في تكاليف الليدار وتحسن أدائه بشكل ملحوظ.
ومع استمرار الانتقادات، يبقى السؤال: هل ستعيد تسلا النظر في استراتيجيتها، أم ستواصل المراهنة على الكاميرات وحدها حتى النهاية؟