شركتك تنهار يا ماسك… سهم تيسلا يدخل “تقاطع الموت”

3 د
تشهد شركة تسلا انخفاضًا ملحوظًا في قيمة أسهمها وسط تقلبات الأسواق.
ظهرت على أسهم تسلا علامات "تقاطع الموت" مما يشير إلى احتمالات استمرار التراجع.
تسببت تصريحات إيلون ماسك الجريئة في زيادة توترات السهم وتراجع قيمته السوقية.
يشير محللو الأسواق إلى أن "تقاطع الموت" قد لا يكون مؤشرًا دقيقًا دائمًا.
يتابع المستثمرون عن كثب تطورات تسلا وطريقة تعاملها مع الأوضاع الحالية.
تعيش شركة تسلا هذه الأيام وقتًا عصيبًا وسط الكثير من التقلبات التي تصيب الأسواق المالية بشكل عام. ورغم أن الأخبار المتعلقة بتحركات أسهم الشركات قد لا تكون من أكثر ما يشغلنا حاليًا في ظل عالم يعجّ بالأزمات المختلفة، إلا أن التراجع الملحوظ في قيمة أسهم عملاق السيارات الكهربائية يستحق الوقوف عليه.
ما هي ظاهرة تقاطع الموت؟ وهل تسلا وحدها هي التي تمر بهذه الحالة؟
خلال الأيام القليلة الماضية، ظهرت على شاشات الأسهم الخاصة بشركة تسلا مؤشرات ما يُعرف في لغة البورصة بـ"تقاطع الموت" أو "Death Cross"، وهو مصطلح مالي يشير إلى هبوط شديد في سعر السهم، ويحدث تحديدًا عندما ينخفض متوسط سعر السهم خلال خمسين يومًا دون متوسط السعر خلال مئتي يوم. وببساطة، يعني هذا المؤشر تقنيًا أن هناك احتمالية كبيرة لاستمرار تراجع السعر أو دخول السهم في حالة هبوط أطول مدة.
لكن تسلا ليست وحدها التي ظهرت لديها هذه العلامة غير المحببة؛ فسوق الأسهم الأمريكي كله يشهد بعض التوترات مؤخرًا، خاصة مع استمرار تداعيات الحرب الجمركية العالمية التي تسببت فيها سياسات الحكومة الأمريكية، والتي أدت إلى تذبذب كبير في أسواق الأسهم بشكل عام، حيث شهد مؤشرا S&P 500 وNASDAQ 100 أيضًا مؤخرًا حدوث هذا التقاطع المؤرق.
علاقة تصريحات إيلون ماسك بالتأثير على أداء الشركة
لا يمكن بالطبع تجاهل الدور الذي قام به إيلون ماسك، رئيس شركة تسلا التنفيذي، في تقلبات سعر السهم في الفترة الماضية. صحيح أنه شخصية ملفتة ومثيرة دومًا للجدل، لكنه في الآونة الأخيرة بدا أكثر ميلاً لإثارة الجدل السياسي أو التأثير في أوساط الإدارة الأمريكية، بدلاً من التركيز الكامل على المسؤوليات الإدارية والتشغيلية داخل مصانع الشركة ومكاتبها.
ومنذ بداية العام الحالي فقط، فقدت أسهم تسلا نحو ثلث قيمتها السوقية. وعلى الرغم من بعض القفزات المحدودة التي أثارها إيلون ماسك من خلال مواقفه المثيرة أو قربه المؤقت من بعض أجنحة السلطة الأمريكية، إلا أنه عاود الهبوط بسرعة بعدها، خاصة بعد احتجاجات وانتقادات حادة استهدفت سلوك الشركة التجاري وبعض القرارات الإدارية المثيرة للجدل.
خبراء الأسواق المالية: "تقاطع الموت" ليس دائمًا مؤشرًا دقيقًا
يقول محللو الأسواق المالية بوضوح إن ظاهرة "تقاطع الموت" لا تعني بشكل حتمي أن مستقبل الشركة مهدد أو أن الانخفاض سيكون مستمرًا لفترة طويلة بالضرورة. وفقًا لمحللين نقلت آرائهم وكالة رويترز للأنباء، فإن هذا المؤشر يمكن أن يظهر أحيانًا في أسوأ نقطة سعرية قبل بدء التعافي. وبعبارة أخرى، هو مؤشر يجب التعامل معه بحذر، إذ لا يمكن الاعتماد عليه تمامًا لتوقعات دقيقة بشأن مستقبل أداء السهم.
ورغم هذا، يبقى مؤشر "تقاطع الموت" ذا صدى كبير لدى المستثمرين التقليديين ومحللي الشارتات البيانية، حيث يرونه نذير شؤم ويدفعهم عادةً لإعادة التفكير في استراتيجيات استثماراتهم في المدى القصير على الأقل.
في النهاية، لا شك أن تسلا تمر في مرحلة صعبة وتواجه اضطرابات شديدة في قيمتها السوقية، لكن من المهم أن نتذكر أن عالم الأسهم والتداول غالبًا ما يكون عالمًا مليئًا بالمفاجآت، وأن قراءات الرسوم البيانية وتقلبات الأسواق قد تقود أحيانًا إلى بعض النتائج غير المتوقعة. ويبقى أن نتابع عن قرب ما سيحدث خلال الفترة المقبلة، لنرى كيف سيتمكن إيلون ماسك وشركة تسلا من الخروج من هذه الدوامة المالية الحالية.