عُملة بلا حدود تُراقب قوتين… والبيتكوين يقفز قبل أن تُصافح واشنطن بكين

2 د
في تطور لافت في الأسواق المالية العالمية، سجلت عملة البيتكوين ارتفاعاً ملحوظاً صباح الأربعاء في آسيا، بالتوازي مع صعود أسواق الأسهم الآسيوية وتعافي الدولار، مدفوعة بإعلان نادر عن اعتزام الولايات المتحدة والصين استئناف المحادثات التجارية بينهما، بعد فترة طويلة من الجمود والتوترات.
فقد ارتفعت البيتكوين، وهي أكبر الأصول الرقمية من حيث القيمة السوقية، بنسبة 3.2% لتتجاوز حاجز 97,500 دولار في تداولات صباح الأربعاء بمدينة سنغافورة، قبل أن تتراجع قليلاً عن ذروتها. كما سجلت الإيثر، ثاني أكبر العملات المشفرة، ارتفاعاً بنسبة بلغت 4.2%، وسط موجة تفاؤل تجتاح أسواق العملات الرقمية.
خلفيات الصعود المفاجئ
يعكس هذا التحرك الإيجابي في السوق ردّ فعل المستثمرين على تقارير أفادت بعزم واشنطن وبكين العودة إلى طاولة المفاوضات، في محاولة لتخفيف التوتر التجاري الذي ألقى بظلاله على الاقتصاد العالمي خلال السنوات الماضية، لا سيما منذ اندلاع الحرب التجارية في عهد إدارة ترامب.
ويُنظر إلى العملات الرقمية، وبخاصة البيتكوين، على أنها أصول عالية الحساسية تجاه التحولات الجيوسياسية والاقتصادية الكبرى. لذلك، فإن أي تطور في العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم يُعدّ محفزاً حقيقياً لتجدد رهانات المستثمرين على الأصول عالية المخاطرة.
الدولار والأسهم في تناغم مع الاتجاه الصاعد
في موازاة صعود البيتكوين، ارتفعت أيضاً الأسهم الآسيوية بشكل جماعي، فيما أظهر الدولار الأمريكي أداءً قوياً، ما يعكس ثقة متزايدة من المستثمرين بأن انفراجة في العلاقات التجارية بين واشنطن وبكين قد تضع حداً لفترة من التوترات والقيود المتبادلة التي عطلت سلاسل التوريد العالمية ودفعت بالعديد من الاقتصادات إلى حالة من التباطؤ.
وتُشير هذه التحركات إلى أن الأسواق ترى في المحادثات التجارية المقبلة فرصة لإعادة ضبط المسار، وربما تقليص الاعتماد على السياسات الحمائية التي غذت المخاوف التضخمية خلال السنوات الأخيرة.
آفاق السوق الرقمية في ظل التحولات الجيوسياسية
يأتي هذا الارتفاع في وقت يشهد فيه قطاع العملات الرقمية تطورات تشريعية متسارعة، سواء في الولايات المتحدة أو دول آسيا، حيث تسعى الحكومات إلى موازنة الابتكار مع الرقابة التنظيمية. كما تزايد الاهتمام المؤسسي بالبيتكوين مؤخراً، خاصة مع التقارير المتكررة عن امتلاك شخصيات سياسية مؤثرة – من بينهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب – لاحتياطيات من البيتكوين، ما يعزز من مكانة هذه العملة في المشهد المالي العالمي.
في ضوء هذه المستجدات، يبدو أن البيتكوين لا تتحرك بمعزل عن المناخ السياسي والاقتصادي، بل تُظهر مرةً بعد مرة قدرتها على الاستجابة السريعة لتقلبات الأسواق والأخبار الدولية الكبرى. وإذا ما تحققت بالفعل اختراقات في الملف التجاري الأمريكي الصيني، فقد نشهد مزيداً من التدفقات الاستثمارية نحو العملات المشفرة، باعتبارها أحد أبرز خيارات التنويع في حقبة عدم اليقين الاقتصادي.