ذكاء اصطناعي

في محاولة لمواجهة إدمان الشورتس… يوتيوب يضيف مؤقّتًا للتوقف الذاتي

Abdelrahman Amr
Abdelrahman Amr

2 د

يوتيوب يقدم ميزة لتحديد حد زمني لمشاهدة المقاطع القصيرة "Shorts".

عند بلوغ الحد الزمني، تظهر نافذة تنبيه للمستخدمين يمكن تجاوزها.

الميزة تكمّل أدوات سابقة مثل "خذ استراحة" و"تذكيرات وقت النوم".

الرقابة الأبوية للمقاطع القصيرة ستضاف العام المقبل.

يوتيوب تسعى لتوازن بين التفاعل والمسؤولية الاجتماعية.

من منا لم يقع في فخ مشاهدة مقطع قصير واحد فقط قبل أن يكتشف مرور ساعة كاملة؟ في محاولة للحد من هذا السلوك، أعلنت منصة **يوتيوب** عن ميزة جديدة تسمح للمستخدمين بتحديد حد زمني يومي لمشاهدة المقاطع القصيرة، في خطوة تُظهر استجابة المنصة المتزايدة للضغوط المجتمعية بشأن "الإدمان الرقمي" وسعيها للحفاظ على تفاعل صحي ومستدام مع المستخدمين.

عند تفعيل الميزة من إعدادات التطبيق، يمكن للمستخدم وضع حد للمدة التي يقضيها في تصفح "Shorts". وعند بلوغ الوقت المحدد، ستظهر نافذة منبثقة تنبهه إلى أن التمرير قد توقّف مؤقتاً. الملاحظة هنا أن هذه النافذة يمكن تجاوزها، ما يجعل الميزة توازناً بين الحرية الشخصية وتشجيع ضبط النفس.

وهذا يربط بين رؤية يوتيوب القديمة حول **الرفاهية الرقمية** ومساعيها الجديدة في تنظيم التفاعل داخل التطبيق.


تعزيز الوعي الرقمي بخيارات مسؤولة

الميزة ليست الوحيدة في إطار جهود يوتيوب للحد من الإفراط في المشاهدة؛ فالمنصة كانت قد طرحت في السنوات الماضية أدوات مثل "خذ استراحة" و"تذكيرات وقت النوم"، التي تنبه المستخدم عند تجاوز وقت المشاهدة أو عند حلول موعد النوم المحدد. الفكرة الأساسية واحدة: مساعدة المشاهدين على إدارة وقتهم دون اللجوء لقيود قسرية.

اللافت أن الشركة أكدت أن هذه المؤقتات لا تزال خارج منظومة **الرقابة الأبوية**، ما يعني أن الآباء لن يتمكنوا بعد من تنظيم وقت أطفالهم داخل قسم الفيديوهات القصيرة. غير أن يوتيوب وعد بإضافة هذه الخاصية خلال العام المقبل، بحيث لا يمكن للأطفال تجاهل التنبيهات أو إلغاؤها.

وهذا يمهد لفكرة أكبر تتعلق بعلاقة شركات التقنية بمسألة **إدمان المنصات الاجتماعية** وتأثيرها على الصحة النفسية للمستخدمين.


التكنولوجيا تحت المجهر القانوني

بحسب تقرير نشرته "بلومبرغ لو" مؤخرًا، تواجه شركات التواصل الاجتماعي في الولايات المتحدة نحو 2000 دعوى قضائية تتهمها بتصميم ميزات بشكل متعمد لاستدامة الاستخدام وإحداث إدمان، خاصة بين الفئات الصغيرة سناً. يوتيوب، بهذا الطرح الجديد، تحاول أن تُظهر جانبها "المسؤول اجتماعياً" دون التضحية بنموذجها التجاري القائم على المشاركة والوقت داخل المنصة.

ذو صلة

ويُظهر هذا القرار محاولة ذكية للموازنة بين رغبة الشركة في الحفاظ على **تفاعل المستخدمين** وحاجة المجتمع إلى بيئة رقمية أقل إنهاكاً لعقول المتصفحين.

في نهاية المطاف، يبدو أن يوتيوب تراهن على وعي جمهورها أكثر من فرض القيود عليه. عبر توفير أدوات إدارة الوقت والتنبيهات، تسعى الشركة لتقديم تجربة أكثر توازناً، تُرضي المستخدمين وتُطمئن المشرّعين في الوقت نفسه. وبينما تزداد المنافسة على جذب انتباه المشاهد، ربما تكون **المسؤولية الرقمية** هي السلاح الجديد الذي تميز به يوتيوب نفسها في ساحة المحتوى القصير.

ذو صلة