ذكاء اصطناعي

مارك كوبان وإيلون ماسك يتفقان على أن هذه العملة الرقمية “ليست مزحة”

فريق العمل
فريق العمل

3 د

اتفق مارك كوبان وإيلون ماسك على جدية دوجكوين رغم خلافاتهما السياسية والإعلامية.

بدأت دوجكوين كعملة ساخرة عام 2013 وتحولت لاحقاً إلى وسيلة دفع عملية يستخدمها العديد من التجار.

تقلبات العملة كانت حادة، لكنها حالياً تُتداول بسعر مستقر نسبياً عند 0,18 دولار.

تشير تقارير مثل بلومبرغ إلى توسع استخدام دوجكوين في المتاجر الأمريكية بفضل مرونتها وسهولة التعامل بها.

في خضم تنافسهما الإعلامي الذي ازداد حدّة مؤخراً، وبينما تختلف مواقفهما السياسية والاقتصادية، يبدو أن هناك قاسماً مشتركاً غير متوقّع يجمع بين المليارديرين الشهيرين مارك كوبان وإيلون ماسك: إيمانهما المشترك بقيمة عملة رقمية بدأت كمجرد مزحة، لتتحوّل مع الوقت إلى استثمار يحظى باهتمام عالمي متزايد.


مواجهة علنية وسخرية متبادلة

مارك كوبان، نجم برنامج "شارك تانك" والمستثمر المعروف، تبلغ ثروته اليوم حوالي 5.7 مليار دولار، بينما يتصدر إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، قائمة أثرياء العالم بثروة تُقدّر بنحو 328 مليار دولار. ورغم أنهما من أبرز رموز الابتكار وريادة الأعمال في العالم، إلا أن العلاقة بينهما لا تخلو من التوتر والتصريحات اللاذعة.

في وقت سابق، صرّح كوبان بأنه لو كان يمتلك المال الكافي لكان "اشترى منصة X (تويتر سابقاً) من ماسك على الفور"، ما دفع الأخير إلى الرد عليه بسخرية، مكتفياً بإرسال رمز تعبيري ضاحك. هذه المناوشات الإعلامية تضفي طابعاً مثيراً على العلاقة بين الاثنين، خاصة في ظل تولّي ماسك دوراً ضمن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وهو أمر لا يتّفق مع توجهات كوبان السياسية.


دوجكوين: عملة ساخرة تثير اهتمام الأثرياء

رغم خلافاتهما، يتفق كل من كوبان وماسك على أمر واحد: أن عملة "دوجكوين" (Dogecoin) لم تعد مجرّد نكتة أو تجربة عابرة في عالم العملات الرقمية. فهذه العملة، التي أُطلقت عام 2013 على يد مهندسي البرمجيات بيلي ماركوس وجاكسون بالمر للسخرية من فقاعة العملات الرقمية، تحوّلت على مر السنوات إلى رمز رقمي يحظى باهتمام واسع من كبار المستثمرين والمستخدمين على حد سواء.

خلال مسيرتها التي امتدت لأكثر من عقد، شهدت دوجكوين تقلّبات سعرية حادة تعكس طبيعة السوق الرقمي المتقلّبة، حيث تراوح سعرها بين أدنى مستوى عند 0.0015 دولار، وأعلى مستوى بلغ 0.68 دولار، قبل أن تستقر حالياً عند حوالي 0.18 دولار.


استخدام عملي في الحياة اليومية

لم يعد الاهتمام بدوجكوين مقتصراً على تداولها في أسواق العملات الرقمية، بل باتت تُستخدم في الواقع العملي. وبحسب تقرير نشرته وكالة بلومبرغ في أواخر العام الماضي، فقد أصبحت دوجكوين الخيار المفضل للعديد من الشركات والمتاجر في الولايات المتحدة لقبول المدفوعات الرقمية.

ومن بين الأمثلة على ذلك، نذكر سلسلة مطاعم "ويليامزبرغ بيتزا" في بروكلين و"يونيفيرسيتي سبورتس غريل" في تيمبي، أريزونا، واللتين قررتا اعتماد دوجكوين كوسيلة دفع رسمية، متجاوزتين عملات أكثر استقراراً مثل "بيتكوين" و"إيثيريوم".

ورغم طبيعتها الساخرة ونشأتها الكوميدية، إلا أن دوجكوين أصبحت واحدة من أكثر العملات الرقمية "عملية" من حيث الاستخدام، نظراً لسهولة التعامل بها وسرعة التحويلات، وهو ما يفسّر توجه العديد من الشركات لاعتمادها، خصوصاً تلك التي تبحث عن خيارات سريعة ومنخفضة التكلفة في المعاملات.


رؤية مستقبلية تتجاوز المزاح

يرى كل من ماسك وكوبان في دوجكوين إمكانات مستقبلية تتعدى كونها مجرد عملة ساخرة. فبينما يواصل ماسك دعمه العلني للعملة، سواء عبر منشوراته على منصة X أو من خلال تصريحات إعلامية، يؤكّد كوبان أنه من أوائل الداعمين لها ويمتلك بالفعل حصصاً منها.

ذو صلة

رغم الجدل السياسي المحيط بماسك ودوره في إدارة ترامب، إلا أن مستقبل دوجكوين يظل مشرقاً نوعاً ما، بفضل دعم الأسماء الثقيلة في عالم المال والتكنولوجيا، وواقعها كوسيلة دفع رقمية فعالة.

خلاصة القول، رغم الاختلافات الصارخة في مواقفهما، فإن إجماع مارك كوبان وإيلون ماسك على مستقبل دوجكوين يمثل مؤشراً قوياً على أن العملات الرقمية الساخرة قد تجاوزت حدود النكتة لتصبح جزءاً من النظام المالي الجديد. سواء كنت تؤمن بمستقبل العملات الرقمية أو لا، فإن التحوّل في نظرة الأثرياء والمؤسسات إلى هذه الأصول الرقمية يجعل من الضروري إعادة النظر في قيمتها وجدواها.

ذو صلة