خذ قسطًا من الراحة يا ماسك… تسلا تبدأ رحلة البحث عن خليفة العرش

تداولت وسائل إعلامية عالمية تقارير تفيد بأن شركة تسلا، عملاقة صناعة السيارات الكهربائية الأمريكية، بدأت فعلياً رحلة البحث لاختيار مدير تنفيذي جديد، قد يواكب المرحلة المقبلة من التطورات والنمو، في خطوة قد تمهّد لتخفيف المهام الإدارية عن مؤسسها الشهير إيلون ماسك.

ونقلاً عن صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، التي نقلت المعلومات عن مصادر مطلعة، فإن مجلس إدارة تسلا بدأ بالفعل مشاورات مع شركات مختصة لتوظيف مسؤول تنفيذي جديد قادر على إدارة العمليات اليومية بكفاءة عالية، في ظل انشغال ماسك المستمر بإدارة مشاريع وشركات أخرى أبرزها إكس (تويتر سابقًا) وسبيس إكس.

وجاءت هذه الخطوة بعد تصاعد مطالبات بعض المستثمرين في الشركة بتقليل العبء عن ماسك، ليتمكن من التركيز بشكل أكبر على الرؤية الاستراتيجية والأمور التقنية والابتكارية في تسلا، دون الانشغال بالتفاصيل التشغيلية اليومية التي تستنزف وقته وجهده.

ومن المعروف أن إيلون ماسك، الشخصية المثيرة للجدل، يشغل حالياً منصب الرئيس التنفيذي لشركتين كبيرتين هما تسلا وسبيس إكس، إضافة إلى ملكيته لشركة إكس التي استحوذ عليها مؤخراً، والتي كانت تُعرف سابقًا باسم تويتر. هذه المسؤوليات المتعددة تحمل معها تحديات كبيرة ومرهقة، وأثارت مخاوف بعض المساهمين الذين رأوا أن ماسك قد أصبح مشتتًا وغير قادر على التركيز بشكل كاف على تسلا لوحدها.

ويبدو أن ماسك لا يعارض فكرة تعيين مدير تنفيذي جديد للشركة؛ إذ سبق له أن أبدى في مقابلات سابقة استعداده الكامل للانفتاح على فكرة تسليم المهام الإدارية اليومية إلى مسؤول آخر، في حال توفر شخص قادر على تولي الإدارة اليومية بشكل أفضل، مما يسمح له بالتركيز بشكل أكبر على الاستراتيجيات الكبرى والمشاريع الابتكارية وتطوير التكنولوجيا.

يُتوقع أن يكون البحث عن المدير الجديد تحديًا ليس سهلاً بالنسبة لتسلا. فالشركة تتمتع بطابع خاص ومتميز، مما يفرض ضرورة اختيار شخص يتمتع بخبرة كبيرة في مجالات السيارات والطاقة والتكنولوجيا، ويمتلك رؤية استراتيجية تدعم استمرار النمو الكبير الذي تشهده الشركة.

كما أن تسلا تمر حاليًا بمرحلة من التوسع العالمي، مع خطط لإطلاق عدد من الطرازات الجديدة وتوسعة قاعدة المصانع التي تمتلكها حول العالم، الأمر الذي يتطلب قيادة تتمتع بالقدرة الكبيرة على إدارة العمليات اللوجستية والتسويقية، ومواجهة المنافسة الكبيرة المتصاعدة في قطاع السيارات الكهربائية.

ومن المتوقع أن تلاقي هذه الخطوة ارتياحًا لدى استثمارات تسلا، خاصةً أن بعض المستثمرين عبروا في مناسبات عديدة عن رغبتهم في إعادة تركيز ماسك على المسائل الاستراتيجية الكبرى وعدم غوصه في كافة التفاصيل الإدارية. ويرون هذه الخطوة بمثابة عملية منظمة لمواكبة التطور والنمو الكبير الذي تشهده تسلا منذ السنوات الأخيرة الماضية.

من جهتها لم تُصدر تسلا أي تعليق رسمي حتى الآن بشأن هذه الأخبار، وهو ما يجعل الأنظار تتوجه قريبًا إلى نتائج هذا البحث وما يمكن أن يقدمه من تغييرات هامة في خارطة الإدارة التنفيذية في عملاقة السيارات الكهربائية.

وفي انتظار الإعلان الرسمي، يترقب الجميع بشغف كبير تفاصيل هذه الخطوة التي قد تمثل نقطة تحول في مسيرة الشركة الأشهر في قطاع السيارات الكهربائية حول العالم.