ذكاء اصطناعي

بينما يخسر أثرياء العالم… وارن بافيت وحده يربح في 2025!

بينما يخسر أثرياء العالم… وارن بافيت وحده يربح في 2025!
مجد الشيخ
مجد الشيخ

4 د

وارن بافيت حقق أرباحًا كبيرة رغم اضطرابات الأسواق بسبب رسوم ترامب الجمركية.

زادت ثروة بافيت بـ 11,5 مليار دولار، ليصبح رابع أغنى شخص بالعالم.

بينما خسر أثرياء مثل إيلون ماسك وجيف بيزوس ثروات كبيرة بسبب الفوضى المالية.

استراتيجية بافيت الحذرة بالاحتفاظ بسيولة بلغت 334 مليار دولار أثبتت فعاليتها.

فلسفة بافيت الاستثمارية تركز على الصبر والتنويع وتجنب القرارات المتسرعة في الأزمات.

في الوقت الذي ضربت فيه حالة من الهلع الأسواق العالمية، نتيجة لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية جديدة، يبدو أن هناك من استفاد من هذا الوضع المتأزم بشكل واضح. الشخصية الأبرز في هذا السياق ليست سوى المستثمر المخضرم ورئيس شركة بيركشاير هاثاواي، وارن بافيت، الذي نجح في تحقيق أرباح قوية وزاد ثروته بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة.


نظرة عامة: خسائر قياسية بمعظم مليارديرات العالم وبوفيت وحيدًا في مكاسبه

منذ بداية عام 2025 وحتى الآن، عاش المستثمرون في مختلف أنحاء العالم ما يشبه الكابوس، فتسبب الإعلان المفاجئ لترامب في 2 أبريل حول فرض رسوم جمركية جديدة على واردات الولايات المتحدة، في موجة بيع هائلة للأسهم على مستوى العالم. هذه الفوضى المالية أدت إلى فقدان أغنى أثرياء العالم عشرات المليارات من الدولارات في فترة وجيزة للغاية.

إلا أن وارن بافيت، الذي يُشتهر بلقب "عراف أوماها"، اختار السير في اتجاه مختلف تمامًا عن زملائه في قائمة أغنى أغنياء العالم. وفقًا لمؤشر بلومبرج للمليارديرات، زادت ثروة بافيت بمقدار 11.5 مليار دولار منذ مطلع العام الجاري. هذا الارتفاع الكبير مكّنه من الصعود الى المرتبة الرابعة كأغنى شخص في العالم بثروة تُقدر بنحو 154 مليار دولار، بعد أن كان في المركز السادس الأسبوع الماضي.


كيف أثر قرار ترامب على ثروات الأثرياء الآخرين؟

بينما يبتسم بافيت، الذين تضرروا أكثر من غيرهم خلال هذه الفترة كانوا كبار اللاعبين في الساحة المالية، وعلى رأسهم إيلون ماسك مؤسس تيسلا والرجل الأغنى عالميًا، والذي تراجعت ثروته بنحو 135 مليار دولار منذ بداية 2025، منها خسارة فائقة السرعة بلغت 30.9 مليار دولار خلال أول يومين فقط من الإعلان عن الرسوم الجمركية الجديدة.

تراوحت خسائر باقي الأثرياء في مستويات ضخمة أيضًا؛ حيث خسر جيف بيزوس مؤسس أمازون حوالي 42.6 مليار دولار خلال الفترة ذاتها، بينما تراجعت ثروة مارك زوكربيرغ الرئيس التنفيذي لشركة "ميتا" بنحو 24.5 مليار دولار.


سر نجاح استراتيجية بافيت وسط الأزمة

منذ العام الماضي، انتهج بافيت خطة حذرة وغير تقليدية بدلًا من الاندفاع في الاستثمارات، حيث حافظ الرجل على قدر قياسي من السيولة النقدية، وصل إلى 334 مليار دولار نهاية عام 2024. وكان قد أوضح في خطاب وجهه في فبراير الماضي لمساهمي شركته بيركشاير هاثاواي، أنه فضل عدم الدخول في استثمارات جديدة لأنه "لم يجد فرصة استثمارية مقنعة بشكل واضح"، ورجحت بعض التحليلات أن هذا التوجه الحذر قد يعدّ مؤشرًا عن توقعه حدوث تدهور اقتصادي وشيك.

ظهر هذا الأسلوب المتحفظ في هذه اللحظة تحديدًا كميزة تنافسية لافتة؛ حيث يفضل المستثمرون الآن امتلاك أسهم بيركشاير كونها تبدو كملجأ مالي آمن يمكن لهم التمسك به في فترات عدم الاستقرار. ووفقًا لـCNBC Pro، ارتفع سهم شركة بافيت أكثر من 11% منذ بداية العام الحالي، في وقت شهد مؤشر S&P 500 انخفاضًا بحوالي 10% عقب قرارات ترامب مباشرة، الأمر الذي يعكس بشكل واضح الثقة التي يتمتع بها بافيت في الأسواق.


عقلية بافيت الاستثمارية.. التحلي بالصبر والمرونة أبرز ركائزه

ورغم أن كثيرًا من المستثمرين انتقدوا في السابق تردد بافيت في الدخول إلى أسواق أصبح الجميع يراها مغرية، إلا أن النهج الاستثماري الذي يتبناه، والقائم على سياسة هادئة وطويلة الأجل، أثبت مرة جديدة أنه الأكثر فاعلية في عبور العواصف الاقتصادية.

في مقابلات سابقة، أكد بافيت مرارًا أنه يفضل تجنب اتخاذ قرارات استثمارية متسرعة أو انفعالية في فترات التوتر والذعر، وقد عُرف عنه المقولة الشهيرة "كن خائفًا عندما يكون الآخرون جشعين، وكن جشعًا عندما يكون الآخرون خائفين". هذه الطريقة ساعدته على بناء ثروة ضخمة على مدار عقود طويلة.

ذو صلة

لم يكن هذا الوضع الاستثنائي بالنسبة لبافيت إلا تأكيدًا جديدًا على صحة فلسفته في الاستثمار طويل الأمد، والتي يعتمد فيها على تنويع الاستثمارات بشكل واسع، والتأني والصبر على النتائج. فبحسب ما يؤكده في خطاباته دائمًا، فإن الالتزام باستثمارات طويلة تبلغ عشر سنوات على الأقل، يعد من مفاتيح نجاحه. ويصف مثل هذه الاستثمارات الطويلة بأنها "الصفقات التي تجعل آلات النقود تعمل مثل أجراس الكنائس".

وسط الاضطرابات المالية التي اجتاحت أسواق المال في 2025، استطاع وارن بافيت أن يخرج منتصرًا، وسيظل هذا الدرس الاستثماري محفوظًا في العقول لفترة طويلة من الزمن.

ذو صلة