جوجل توقف وضع القيادة في تطبيق Google Maps… والسبب يثير الجدل

3 د
أعلنت جوجل رسميًا عن إيقاف ميزة "وضع القيادة" في تطبيق خرائطها.
شهد وضع القيادة في السنوات الأخيرة تراجعًا في إمكانياته قبل الاختفاء بالكامل.
جذب قرار جوجل تساؤلات حول السبب الحقيقي وراء هذا التحول المفاجئ.
التكامل مع نظام Gemini الجديد يعِد بتجربة أكثر تطورًا للسائقين.
تطور Gemini يفتح الباب أمام خدمات أكثر ذكاءً واعتمادًا على الذكاء الاصطناعي.
في خطوة مفاجئة للكثير من السائقين حول العالم، أعلنت جوجل عن إيقاف ميزة “وضع القيادة” في تطبيق خرائطها، تلك الأداة التي كانت لسنوات بمثابة الذراع الرقمية المساعدة على الطرق. القرار أثار تساؤلات واسعة بين المستخدمين، خصوصاً أولئك الذين اعتمدوا على الميزة كبديل عملي عن أنظمة الترفيه المدمجة في السيارات.
الميزة التي ظهرت أول مرة عام 2019، مكّنت المستخدمين من الجمع بين الملاحة وتشغيل الوسائط والتحكم الصوتي عبر مساعد جوجل في واجهة واحدة مبسّطة. بالنسبة للسائقين الذين لم يمتلكوا أنظمة مثل Android Auto أو لم يفضلوا تطبيقات منافسة مثل Waze، كان وضع القيادة حلاً فعالاً. لكن اليوم، يبدو أن هذه الحقبة انتهت رسميًا. وهذا يقودنا إلى التساؤل عن السبب الحقيقي وراء هذا التحول المفاجئ.
لماذا أوقفت جوجل وضع القيادة؟
الجواب الأقصر أن جوجل بدأت تدريجياً في سحب البساط من مساعدها الصوتي التقليدي لصالح نظامها الأحدث المدعوم بالذكاء الاصطناعي "Gemini". ومع هذا التحول الكبير، لم يعد وضع القيادة يتماشى مع استراتيجية الشركة، خصوصاً وأنه شهد خلال السنوات الماضية تراجعًا في إمكانياته. فقد تحوّل من لوحة تحكم متكاملة إلى شريط بسيط في أسفل واجهة الخرائط، قبل أن تختفي خياراته تدريجياً مع بداية عام 2025.
ومع أن جوجل لم تصدر بياناً رسمياً حول قرار الإيقاف حتى الآن، إلا أن كثيرين يعتقدون أن السبب يعود إلى التداخل بين هذه الميزة وخدمات أخرى موجودة بالفعل، إلى جانب مشاكل متكررة في استجابة أوامر المساعد الصوتي التي أضعفت من فاعليته. هذا يربط الموضوع بالاتجاه الأوسع للشركة نحو دمج تقنياتها في منظومة أكثر ذكاء وتكاملاً يقودها Gemini.
ماذا ينتظر السائقون بعد اختفاء الميزة؟
إيقاف ميزة مألوفة لطالما اعتمد عليها البعض لا يعني أن الطريق سيصبح أكثر تعقيداً. بل على العكس، تشير المؤشرات إلى أن دمج Gemini في الخرائط سيدعم تجربة أكثر تطوراً، حيث يُتوقع أن يقدم تحسينات في الأوامر الصوتية، وسرعة التفاعل، ودقة المساعدة في المواقف اليومية. هذا ينسجم مع رؤية الشركات التقنية الكبرى التي تسعى إلى تعزيز الاعتماد على الذكاء الاصطناعي بدلاً من الاعتماد فقط على تطبيقات منفصلة.
وبينما يرى البعض أن التغيير قد يكون مزعجاً في البداية—خصوصاً مع اعتيادهم على الواجهة السابقة—فإن آخرين يعتبرون أن دمج Gemini يفتح الباب أمام جيل جديد من المزايا الذكية ستجعل القيادة أكثر سلاسة وأماناً. وهذا يعكس حقيقة أوسع: التكنولوجيا لم تتوقف عن التطور، وغالباً ما يتطلب ذلك التخلي عن بعض الأدوات القديمة لفسح المجال إلى ما هو أحدث وأقوى.
ما الذي لم يتغير؟
من المهم التأكيد أن تطبيق خرائط جوجل نفسه باقٍ ولن يتأثر سلباً. فالمستخدمون سيواصلون الاعتماد عليه للملاحة والعثور على المواقع وتجنب الازدحامات. ومع كل تحديث جديد، يتوقع أن تزداد المنصة تكاملاً مع Gemini لخدمة السائقين والركاب على حد سواء. وهذا يربط مصير الخرائط بالمستقبل الذكي الذي تريده جوجل لمستخدميها.
رحيل وضع القيادة من خرائط جوجل وإن كان محبطاً للبعض، إلا أنه يعكس تحوّلاً استراتيجياً نحو عصر جديد تقوده أنظمة ذكاء اصطناعي مثل Gemini. وبينما يبقى الحنين للمألوف قائماً، فإن القادم قد يقدم تجربة أكثر تطوراً وملاءمة، ليثبت مرة أخرى أن التكنولوجيا لا تسير إلى الخلف أبداً، بل تتقدم لتعيد رسم ملامح حياتنا اليومية.









