200 دقيقة من العمل المتواصل .. أهم مميزات Agent 3 من Replit!

أعلنت Replit عن إطلاق Agent 3 في سبتمبر 2025، وهو أحدث نسخة من وكلائها البرمجية المستقلة، مصمم للعمل في مهام البرمجة والأتمتة لفترات ممتدة تصل إلى 200 دقيقة متواصلة. يختلف هذا الإصدار عن أدوات المساعدة التقليدية مثل GitHub Copilot من حيث قدرته على التخطيط والتنفيذ وإعادة الاختبار، مما يجعله أقرب إلى "مطور شبه مستقل" أكثر من كونه مجرد مساعد فوري.

في السنوات الماضية، ارتبطت أدوات الذكاء الاصطناعي للبرمجة بمفهوم الإكمال التلقائي أو توليد التعليمات البرمجية البسيطة. لكن Agent 3 يقدم نقلة مختلفة عبر دمج حلقة "التوليد - الاختبار - التصحيح - إعادة التنفيذ" ذاتيًا. وبحسب إعلان الشركة، أظهر النظام سرعات أعلى بثلاثة أضعاف مقارنة بالنسخ السابقة، وبكلفة تشغيل أقل بعشر مرات. هذا يعني أن المطور يمكنه تكليف الوكيل بمهمة معقدة والعودة لاحقًا لمراجعة منتج شبه مكتمل.

- العمل لفترات ممتدة تصل إلى 200 دقيقة متواصلة. - القدرة على توليد وكالات فرعية متخصصة ضمن مهام مختلفة. - حلقة اختبار وتصحيح ذاتي تقلل الحاجة لتدخل بشري مباشر. - تكامل مع خدمات خارجية مثل البريد وSlack وTelegram.

ما يثير الاهتمام هنا هو خاصية "إنجاب الوكلاء الجدد": إذ يستطيع Agent 3 توليد وكلاء فرعيين بناءً على أوامر نصية مكتوبة بلغة طبيعية، لأتمتة مسارات عمل متنوعة مثل إعداد تقارير تلقائية أو إدارة طلبات دعم العملاء. هذه المقاربة تشبه منصات التكامل الآلي مثل Zapier وn8n، مع فارق أن الكود المنتج ليس ثابتًا بل يمكن تكييفه بشكل ديناميكي.

رغم طموح الفكرة، ما زال عنصر الاعتمادية موضع نقاش. بعض المطورين أشاروا عبر منصات التواصل إلى أن "الاختبار الحقيقي ليس في القدرة على كتابة الشيفرة، بل في ضمان نتائج متوقعة كل مرة". ومع أن Replit تؤكد أن حلقة التصحيح الذاتية تقلل الأخطاء، إلا أن مرحلة الاختبار الكامل للتطبيقات المعقدة تتطلب بيئة أوسع لا يمكن للوكيل توفيرها بمفرده.

على المستوى الصناعي، يمثل Agent 3 انعكاسًا لانتقال أدوات الذكاء الاصطناعي من المساعدة اللحظية إلى الأتمتة التكاملية، وهو اتجاه لاحظناه أيضًا مع "الذكاء الاصطناعي التوليدي في بيئات المؤسسات" كما حدث في دمج Copilot في أدوات مايكروسوفت.

ظهور وكلاء برمجية قادرة على العمل لساعات بكفاءة متنامية قد يغيّر الطريقة التي تفكر بها الشركات الناشئة والمؤسسات في فرق التطوير. من المتوقع أن يتحول التركيز من "كتابة الكود" إلى "تصميم مواصفات الأنظمة" ثم تسليمها للوكلاء، وهو ما قد يقلل عدد المهام اليومية المتكررة، ويزيد من قيمة العمل الإبداعي للمطورين. ومع ذلك يبقى السؤال مفتوحًا: هل سيؤدي هذا التحول إلى تعزيز الإنتاجية فحسب، أم إلى إعادة رسم خريطة الأدوار داخل صناعة البرمجيات؟