ذكاء اصطناعي

دعم بروتوكول MCP على أجهزة ماك وآيفون وآيباد

مصطفى يسري
مصطفى يسري

3 د

آبل تدعم بروتوكول MCP في أنظمتها الحديثة لتحسين التفاعل مع الوكلاء الذكيين.

MCP يُشبَّه بـ“HTTP للويب” ويسهل التكامل بين الذكاء الاصطناعي والتطبيقات.

اعتماد آبل لـMCP يعزز قدرات سيري ويسهل مهام التطبيقات دون أوامر معقدة.

يمكن لتكنولوجيا MCP أن تعيد صياغة دور المساعد الشخصي بالتكامل مع مزودي النماذج مثل ChatGPT.

الدعم المحلي للغة العربية سيعزز قيمة البروتوكول في منطقتنا.

أطلقت آبل مع النسخة التجريبية الأولى من أنظمة iOS 26.1 وiPadOS 26.1 وmacOS Tahoe 26.1 خطوة مبكرة نحو دعم بروتوكول Model Context Protocol (MCP) المطوَّر من قبل شركة Anthropic، لتمكين ما بات يُعرف بالـ"الذكاء الاصطناعي القائم على الوكلاء" داخل أجهزتها الرئيسية: الماك، الآيفون، والآيباد. هذه الخطوة قد تشكّل نقطة تحول في طريقة تفاعل المساعدات الذكية مستقبلاً مع التطبيقات والأنظمة الأساسية من دون الحاجة إلى تكاملات مخصّصة مرهقة لكل خدمة على حدة.


ما هو MCP ولماذا تتبناه آبل الآن؟

بروتوكول MCP الذي طرحته Anthropic في نوفمبر الماضي يُشبَّه أحياناً بـ“HTTP للويب” لأنه يسعى إلى توحيد طريقة تواصل نماذج الذكاء الاصطناعي مع مصادر البيانات وواجهات التطبيقات. بدل الاعتماد على تكاملات متفرقة ومكلفة، يوفر MCP قناة موحّدة يمكن لأي نظام ذكاء اصطناعي استغلالها للوصول إلى بيانات أو تنفيذ إجراءات داخل التطبيقات.


Anthropic - المدونة الرسمية

“MCP يسهّل اتصال المساعدات الذكية بالتطبيقات والبيانات عبر بروتوكول قياسي واحد، ويحرّرها من العزلة داخل الأنظمة التقليدية.”

تجلّى أثر MCP سريعاً بفضل اعتماده من منصات مثل Google وZapier وSalesforce وNotion. والآن مع أول إشارات الدعم داخل أنظمة آبل، يبدو أن الشركة تخطّط لتوظيف هذا البروتوكول عبر إطار App Intents الذي يربط وظائف التطبيقات بخدمات النظام الأساسية مثل سيري وSpotlight والاختصارات.


كيف سينعكس ذلك على تجربة المستخدم؟

فهم الصورة الأكبر يقتضي الانتباه إلى خطوتين رئيسيتين: الأولى أن على المطورين مستقبلاً أقل جهد لبناء تكاملات مباشرة مع نماذج الذكاء الاصطناعي، والثانية أن المستخدم سيحصل على مساعد شخصي أكثر قدرة على إنجاز المهام داخل التطبيقات من دون الحاجة إلى أوامر صوتية أو نصية معزولة.

  • سيري سيستطيع تنفيذ إجراءات أكثر تعقيداً بفضل دعم أوامر MCP.
  • النماذج المتوافقة مثل ChatGPT أو Claude ستتمكن من التعامل مع تطبيقات آيفون وآيباد مباشرة.
  • المطورون لن يضطروا لبناء تكاملات خاصة بكل مساعد ذكي.
  • أفق جديد لتخصيص التجربة وتفعيل الأتمتة داخل التطبيقات.

رغم ذلك، يُلاحظ أن الأكواد الحالية في النسخة التجريبية لا تزال في مراحلها الأولى، ما يعني أن الإطلاق الفعلي قد يتأخر لعدة إصدارات أخرى. من ناحية استراتيجية، يبدو أن آبل تحاول ضمان مواءمة تقنية تعود بالفائدة على النظام البيئي بأكمله، دون أن تترك زمام المبادرة كاملًا للمنافسين من خارج منصتها.


ما الذي قد يعنيه هذا للمشهد الأكبر للذكاء الاصطناعي؟

توسّع استخدام بروتوكول MCP يضع آبل في موقع جديد على خريطة الذكاء الاصطناعي، حيث تسعى الشركات إلى تقليل تكاليف ودورات التطوير وجعل المساعدات الذكية قادرة على اتخاذ قرارات وتنفيذ أوامر في سياق المستخدم مباشرة. هذا التوجّه يفتح الباب أمام صراع متجدد: من سيستحوذ على واجهة التعامل الفعلية مع المستخدم؟ هل هي آبل عبر سيري المعزّزة؟ أم مزوّدو النماذج مثل OpenAI وAnthropic؟

ذو صلة

في منطقتنا العربية، يبقى عامل دعم اللغة محورياً. مع أن MCP ذاته بروتوكول تقني، إلا أن التطبيقات التي ستستخدمه ستحصد قيمة أكبر حين تدعمه بالنصوص العربية والتخصيص المحلي. وبالنظر إلى ما تحقق سابقاً في تحديثات آبل إنتليجنس، فإن قدرة الشركة على تعميم التجربة على نطاق عالمي ستكون جزءًا من نجاح هذه الخطة.

قد يستغرق الأمر وقتاً قبل أن يظهر MCP بشكل ملموس للمستخدم النهائي، لكن دخول آبل إلى المعادلة يضيف ثِقلاً كبيراً لمعيار يحاول إعادة صياغة علاقة الذكاء الاصطناعي بالتطبيقات. وربما تكون الخطوة الأهم ليست مجرد دعم البروتوكول بحد ذاته، بل الكيفية التي سيُعاد عبرها تعريف معنى “المساعد الشخصي” خلال السنوات المقبلة.

ذو صلة