أوبن أي آي تكشف أسرار العادات الخفية لمستخدمي شات جي بي تي

3 د
كشفت OpenAI وجامعة هارفارد عن تقرير جديد يوضح عادات استخدام ChatGPT عالميًا.
تحوّل الاستخدام من المهام المهنية إلى الشخصية، وازدادت نسبة المحادثات الشخصية في عام 2025.
وصلت نسبة المستخدمين من الفئة العمرية 18-25 إلى 46% مع توازن بين الجنسين.
ازداد تبني الذكاء الاصطناعي في شركات Fortune 500 خصوصًا في مستويات الإدارة العليا.
التقرير يشير إلى "مرحلة التشبع" مع توقف نمو المستخدمين القدامى وزيادة المنافسة.
أصدرت شركة OpenAI بالتعاون مع باحثين من جامعة هارفارد تقريرًا علميًا جديدًا يكشف لأول مرة عن العادات الحقيقية لمستخدمي ChatGPT حول العالم. التقرير، الذي اعتمد على تحليل بيانات داخلية تشمل 2.6 مليار رسالة يوميًا، أظهر أن الاستخدامات الشخصية أصبحت تتفوّق على المهنية، مع وصول عدد المستخدمين الأسبوعيين إلى أكثر من 700 مليون بحلول منتصف 2025.
تحوّل في طبيعة الاستخدام اليومي
حتى وقت قريب، كان يُنظر إلى ChatGPT كأداة إنتاجية تُستخدم في البرمجة، إعداد العروض، وصياغة رسائل البريد المهمة. لكن الأرقام التي وردت في التقرير الأخير أوضحت تغيرًا لافتًا: أكثر من 72% من المحادثات في يونيو 2025 ارتبطت بمهام شخصية مثل طلب النصائح، المساعدة في الكتابة الإبداعية، أو البحث السريع عن المعلومات، مقابل 53% فقط في العام السابق. هذا التحوّل يعكس خروج الذكاء الاصطناعي من نطاق النخب التقنية إلى الاستخدام الجماهيري اليومي.
ومن أبرز الأنماط التي رصدها التقرير:
- زيادة تمثيل الفئة العمرية 18-25 لتصل إلى 46% من المستخدمين.
 
- وصول نسب تقريبية للتوازن بين الجنسين (52.4% نساء، مقارنة بـ20% عند الإطلاق).
 
- توسّع الاستخدام في نطاق الكتابة المبدعة والاستخدام الشخصي بدلاً من التركيز فقط على المهام المهنية.
 
من الأداة الفردية إلى القرار المؤسسي
التقرير لم يقتصر على المستخدم العادي، بل أشار إلى تسارع تبنّي المؤسسات الكبرى للذكاء الاصطناعي التوليدي. ففي نهاية 2023، كان 80% من شركات Fortune 500 تضم موظفين يدمجون ChatGPT في أعمالهم، واليوم أصبح الأمر أكثر استراتيجية. الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت، ساتيا ناديلا، كشف عن اعتماده اليومي على أوامر GPT-5 عبر Microsoft 365 Copilot لاستخلاص نقاط الاجتماعات وتحليل مجريات النقاشات المستقبلية. هذه الخطوة ليست مجرد أتمتة للمهام الإدارية، بل تعبير عن تحول في طرق اتخاذ القرار على مستوى الإدارة العليا.
"الذكاء الاصطناعي أصبح جزءًا من النظام العصبي للشركات الكبرى." - مقتبس من التقرير
ويؤكد الباحثون أن تبنّي هذه النماذج داخل المؤسسات ارتبط كثيرًا بإطلاق تحديثات متتالية مثل نماذج o1-preview وo1-mini في سبتمبر 2024، ثم o3 وo4-mini في أبريل 2025، وهو ما رفع حجم الاستخدام لكل مستخدم بنسبة تراوحت بين 15% و25%.
هل وصل ChatGPT إلى مرحلة التشبع؟
رغم النمو المتسارع في قاعدة المستخدمين، يشير التقرير إلى بداية ما يشبه "مرحلة التشبّع". فقد توقفت مستويات الاستخدام لدى المشتركين القدامى عن النمو، بينما باتت الزيادات تأتي من مستخدمين جدد فقط. الأمر يطرح أسئلة حول قدرة النماذج الحالية على الاستجابة طويلة المدى لتوقعات المستخدمين الأكثر خبرة، خصوصًا في ظل المنافسة المتصاعدة من نماذج أخرى مثل Gemini وClaude، إلى جانب أدوات عربية ناشئة بدأت تنافس محليًا كما ورد في تقرير سابق حول الذكاء الاصطناعي الداعم للعربية.
من زاوية أوسع، يُظهر هذا الاتجاه أن الذكاء الاصطناعي التوليدي لم يعد مسألة تقنية بحتة بل سلوكًا اجتماعيًا واقتصاديًا. الاستخدامات الشخصية قد تحافظ على الزخم اليومي، لكن الميدان الحقيقي للصراع سيكون في توظيفه ضمن صناعة القرار المؤسسي، حيث تُقاس النتائج بمليارات الدولارات. يبقى السؤال الأهم: هل الجيل القادم من النماذج سيكون قادرًا على تجاوز حاجز الإشباع، أم أننا على أعتاب البحث عن "الموجة التالية" في تفاعل الإنسان مع الآلة؟









