مساعد بريد إلكتروني ذكي من Perplexity .. حصريًا لمشتركي باقة Max

3 د
أطلقت شركة Perplexity خدمة "مساعد البريد الإلكتروني" القائمة على الذكاء الاصطناعي لمشتركي خطة "Max".
الخدمة مخصصة لـGmail وOutlook وتهدف لأتمتة الردود وتنظيم الرسائل للبريد الإلكتروني.
الخدمة تتسم بالخصوصية ولا تستخدم محتويات البريد لتدريب النماذج.
يركز المساعد على توفير وقت أكبر للمهام الهامة للمشتركين.
تعد الخطوة جزءًا من تنافس الشركات لإضفاء قيمة على خططها المدفوعة.
أعلنت شركة Perplexity عن إطلاق ميزة جديدة لمشتركي خطتها الأعلى تكلفة المسماة "Max"، وهي خدمة "مساعد البريد الإلكتروني" المعتمد على الذكاء الاصطناعي، والمتاحة اعتبارًا من 22 سبتمبر 2025. الأداة الجديدة تهدف إلى تخفيف عبء التعامل مع البريد الإلكتروني، من خلال أتمتة الردود، تنظيم الرسائل، وجدولة المواعيد داخل أهم منصتين للبريد الإلكتروني العالمي: Gmail وOutlook.
خدمة محصورة بمشتركي باقة النخبة
يأتي الكشف عن الخدمة بعد ثلاثة أشهر فقط من طرح Perplexity لخطة "Max" بسعر مرتفع يصل إلى 200 دولار شهريًا، وهو سعر يضعها في نفس الفئة السوقية مع خطط المؤسسات لدى منافسين كبار مثل OpenAI أو Anthropic. وللاستفادة من الأداة، يتعين على المشتركين إرسال رسائل إلى عنوان مخصص تابع لـ Perplexity، حيث يبدأ المساعد بتنفيذ التعليمات المطلوب إنجازها آليًا.
وبحسب الشركة، فإن النظام لا يستخدم محتوى البريد لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، لكنه يتبنّى أسلوب كتابة المستخدم من أجل صياغة ردود أكثر قربًا من شخصيته اللغوية. هذه النقطة تسد فجوة تصاعدت مؤخرًا مع دعوات متكررة لحماية الخصوصية، خاصة بعد الجدل المستمر حول بيانات البريد الإلكتروني كمصدر لتغذية النماذج اللغوية العملاقة.
ما الذي يمكن أن يقدمه المساعد للمشتركين؟
- جدولة الاجتماعات وربطها بالرزنامة الإلكترونية.
 
- التعرف على الرسائل ذات الأولوية وتثبيتها أمام المستخدم.
 
- صياغة ردود تلقائية بالاعتماد على أسلوب الكتابة الشخصي.
 
- تنظيم البريد بشكل موضوعي لتقليل الفوضى اليومية.
 
هذه الوظائف تجعل الخدمة أقل شبهًا بالمساعد الافتراضي التقليدي، وأقرب إلى سكرتير رقمي قادر على إدارة المهام التفاعلية بكفاءة. غير أن اقتصارها على Gmail وOutlook قد يحد من انتشارها، خصوصًا في أسواق تعتمد خدمات بريد محلية أو حلولًا بديلة ضمن بيئات الشركات.
"المساعد الجديد مصمم لتخفيف عبء البريد الإلكتروني ومنح المشتركين وقتًا أكبر للمهام التي تهمهم فعلاً"، وفقًا لما ورد في المدونة الرسمية للشركة.
السياق الأوسع: سباق شركات الذكاء الاصطناعي
إضافة ميزة "مساعد البريد الإلكتروني" لا يمكن فصلها عن سياق تنافس الشركات على تقديم قيمة ملموسة لمشتركي الخطط المدفوعة ذات العائد المرتفع. فعلى غرار ما رأيناه مع أدوات تحسين تجربة الدردشة في أكثر من منصة، أو استراتيجيات تجارة البيانات التي أشرنا إليها سابقًا في تقرير عن دمج الذكاء الاصطناعي في البحث داخل منتجات ميتا، يبدو أن التركيز الحالي يتجه نحو جعل الذكاء الاصطناعي أداة جزءًا لا يتجزأ من حياة العمل اليومية، لا مجرد قناة للإجابات النصية.
المثير للاهتمام أن الميزة تعكس معادلة معقدة: في حين تأتي كخدمة حصرية بسعر مرتفع يخص فئة ضيقة من المستهلكين، إلا أنها تضع تصورًا مبكرًا لما قد يصبح لاحقًا متاحًا لشرائح أوسع عبر نسخ مصغرة أو شراكات تكاملية. فإذا كانت البداية محصورة ببريد Gmail وOutlook، فمن الطبيعي أن تنظر الشركة إلى توسيع نطاقها نحو أنظمة البريد المؤسسي أو تطبيقات الإنتاجية الجماعية مثل Slack وTeams.
في النهاية، يوضح هذا الإطلاق أن البريد الإلكتروني - رغم قدمه - لم يفقد مركزه الحيوي في عالم الأعمال، بل أصبح ساحة جديدة لتجارب الذكاء الاصطناعي. والسؤال الأهم الذي يفرض نفسه: هل ستُبقي هذه الخدمات الحصرية أدوات الذكاء الاصطناعي حكرًا على الشركات الكبرى والمشتركين في الخطط الباهظة، أم أنها ستتسرب تدريجيًا إلى الاستخدام العام لتعيد تعريف علاقتنا مع البريد الإلكتروني ذاته؟









